السواد الاعظم من البشر الا ما ندر لا هم لهم الا الانشغال في عيوب الاخرين بمجرد الاختلاف معهم قليلاً في الراي او قد لا يختلف بل اصبحت سمة من سماته فتراه يتتبع عورات اخيه ويبحث عن عيوبه وسلبياته .. فالاختلاف لا يعني الفشل واختلاف الراي لا يفسد للود قضية. فهناك اشياء تستحق النقد والمصارحة وبعضها الاخر بمقدورنا حلها دون ان نوجه لها نقداً او نحاول التشهير بها. بقصد السخرية واذلال صاحبها ليس الا . فيصبح المجتمع كله مجتمع غير فاعل لا يؤمر بمعروف ولا ينه عن منكر فينظر بعضه الى بعض بنظره تشاؤمية يسودها الياس والاحباط. فلنكن متفائلون باعثون للأمل ساعون لغد افضل نتبادل الثقة فيما بيننا نظهر محاسننا ونتفاخر بها ونستر عوراتنا وعيوبنا فمن ستر عورة مسلم ستر الله عورته يوم القيامة ولتفاؤل بالخير فواقعنا لا يحتمل مزيداً من الفرقة والتشرذم والاحتقانات ولا نلبس تلك النظارات السوداء لنرى من حولنا ادنى منا او نتنكر لجمائلهم ولنكن مؤمنين بالله اولا واخيراً واذا ما بقينا على حالنا هكذا يلعن بعضنا بعضا ويتغلب الشر فينا على الخير فتلك معادلة صعبة حلها وسنبكي يوماً وسيبكى علينا وستضرب بنا الامم امثالاً في التقاعس والتخاذل .. ولنكن ِصادقين مع الله اولا ثم مع انفسنا ومجتمعنا والله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم