تحتل كلية العلوم الإدارية جامعة عدن مكانة مرموقة في التعليم الجامعي في اليمن حيث تحتضن الكلية ما يقارب من سبعة ألف طالب وطالبة ينهلون من معينها في برامج البكالوريوس في مجالات المحاسبة وإدارة الأعمال ، والإحصاء والمعلوماتية بالإضافة إلى الإدارة الصحية في نظامي التعليم العام والموازي. وتشهد الكلية إقبالا كبيرا في أعداد المتقدمين عاما بعد عام يعكس مدى الأهمية البالغة للخدمات التعليمية التي تقدمها الكلية ودورها في توفير وتأهيل الكوادر تأهيلا علميا يسد حاجة السوق المحلية والعربية والإقليمية من مختلف المخرجات ويواكب متطلبات التنمية المستدامة، وليس من المستغرب تهافت أرباب الأعمال داخليا وخارجيا على مخرجات الكلية كونهم تلقوا تعليمهم على أيادي طاقم تدريسي من أعضاء الهيئة التدريسية والتدريسية المساعدة من خريجي أعرق جامعات العالم في العراق ومصر وسوريا والجزائر والسودان وألمانيا وفرنسا والهند وماليزيا وروسيا وبلغاريا.. بالإضافة إلى جامعة عدن. كل هذه القدرات والخبرات المتراكمة انعكست ايجابيا على مخرجات الكلية مما جعلها تكسب سمعة جيدة واحترما كبيرا في سوق العمل. وفي مجال الدراسات العليا يوجد في الكلية برامج للماجستير وأخرى للدكتوراه في معظم التخصصات تشهد أيضا إقبالا متزايدا. وقد كانت الكلية ومازلت سباقة في إنشاء برامج الدراسات العليا على مستوى اليمن حيث يعد قسم إدارة الأعمال على سبيل المثال أول قسم على مستوى اليمن يفتح برنامجا للماجستير منذ تسعينيات القرن الماضي وآخر للدكتوراه قبل عدة سنوات. ومن مخرجات هذه البرامج كوادر مؤهلة في مجال الدراسات العليا من جنسيات عربية مختلفة من دول الخليج العربي والعراق والسودان والجزائر وموريتانيا و القرن الأفريقي، بالإضافة إلى الطلاب اليمنيين من مختلف جامعات ومحافظات اليمن يتبوءون مراكز قيادية مرموقة. أما ما يخص المناهج الدراسية تعتمد الكلية على مناهج علمية تتوافق مع المعايير العالمية وتلبي احتياجات سوق العمل حيث يتم قبول مخرجات الكلية في برامج الدراسات العليا في أغلب جامعات العالم دون الحاجة إلى مواد ريازة كونها مستوفاة في برامج الكلية من ناحية، ومن ناحية أخرى يحقق خريجو الكلية مراكز متقدمة في تلك الجامعات نتيجة للقاعدة الأساسية التي نهلوها من معين الكلية. كما تجري الكلية تقييما وتحديثا مستمرين للمناهج الدراسية كان آخرها تقييم وتحديث برنامج البكالوريوس لقسم الإدارة الصحية والذي تم من خلال ورشة عمل بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والسكان في يناير الماضي. تلاها إقامة ورش عمل لتقييم وتحديث برامج الدراسات العليا في قسم الإحصاء والمعلوماتية والمحاسبة وإدارة الأعمال. وسيتم استكمال تقييم وتحديث مناهج بقية برامج الأقسام في الكلية خلال الأسابيع القادمة إن شاء الله. وفي إطار الأنشطة اللاصفية وحرصا من قيادة الجامعة وعمادة الكلية على إعداد كوادر مؤهلة ذهنيا وفكريا وبدنيا إلى جانب التأهيل العملي، أقامت الكلية عددا من الأنشطة خلال هذا العام في مختلف المجالات في الشعر والفن التشكيلي والغناء والرقص الشعبي والمسرح والأنشطة الرياضية المختلفة التي برزت من خلالها مواهب الطلاب وقدراتهم الإبداعية في تلك المجالات. وفي إطار بناء الشخصية القيادية لطلاب الكلية فقد أقيمت خلال الأسابيع الماضية الدورات التدريبية في تنمية المهارات القيادية وبناء الشخصية وتعزيز القدرات. ولربط الجانب النظري بالجانب العملي نظمت الكلية خلال هذا العام نزولات ميدانية لبعض طلاب الكلية إلى المرافق والمنظمات المختلفة لربط كل ما تلقوه من محاضرات وعلوم نظرية بالواقع الميداني في تلك المنظمات. وحرصا من عمادة الكلية على تعزيز الشراكة بين الجامعة والمجتمع تعمل كلية العلوم الإدارية اليوم على الإعداد لعقد الملتقى الأول لرجال الأعمال وقيادة المنظمات بالأساتذة والباحثين في جامعة عدن وخاصة المختصين في العلوم الإدارية الاقتصادية بما يسهم في تلبية حاجات ومتطلبات المجتمع وخلق فرص العمل. كما ساهمت الكلية في تعزيز الجانب الإنساني لمنتسبيها تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع من خلال إقامة النزولات إلى دار الأيتام وإقامة الأطباق الخيرية التي يذهب ريعها لصالح مرضى السرطان والثلازيما والأيتام وأصحاب الاحتياجات الخاصة. وفي إطار التوعية بأهمية الصحة ونظافة البيئة فقد أقيمت في الكلية بالتنسيق مع مركز السكري في مستشفى الجمهورية بعدن محاضرة توعوية بمخاطر مرض السكري والوقاية منه وطرق علاجه وأهمية الفحص المبكر، وتكللت هذه الجهود بحملة فحص لطلاب الكلية ومنتسبيها عن مرض السكري وضغط الدم. كما أقيمت دورة تدريبية لطالبات الكلية عن أهمية الرضاعة الطبيعية، وأقيمت عدد من الندوات والمحاضرات والفلاشات والملصقات التي تنمي الوعي بأهمية النظافة والحافظ على الصحة. وفي إطار ترميم وصيانة مباني الكلية وتجهيزاتها فقد تم خلال الشهور الماضية القيام بطلاء جميع القاعات الدراسية والممرات الخاصة بالمبنى التعليمي وإزالة جميع الخدوش والكتابات على الجدران، والقيام بأعمال صيانة وترميم لجميع الكراسي بالقاعات الدراسية، حيث تم إصلاح حوالي (700) كرسي وإضافة حوالي (300) كرسي جديد إلى تلك القاعات كما تم استبدال جميع السبورات التالفة بسبورات جديدة. بالإضافة إلى القيام بأعمال الصيانة لجميع المكيفات في الكلية واستبدلت مكيفات القاعة الكبرى (قاعة د. مختار) من نوع شباك إلى خمسة مكيفات مركزية جديدة قدرة الواحد منها خمسة طن. وتتم الصيانة المستمرة للمراوح والمصابيح الكهربائية والأبواب ودورات المياه ومواد السباكة وتغير أنابيب المياه بأنابيب أكبر حجما. وقامت الكلية بإعادة ترميم وإصلاح لوحات الألمونيوم الخاصة بالإعلانات في الكلية والبالغ عددها (45) لوحة إعلان. وتتم المتابعة اليومية لأعمال البستنة والتشجير في الكلية والحفاظ على جمالها. كما جهزت الكلية بنوع حديث من الميكرفونات اللاقطة الخاصة بالقاعات الدراسية الكبرى. وأقيمت في الكلية حملة فريدة من نوعها جمعت عمادة الكلية ومدرسيها وموظفيها وطلابها تكللت بطلاء السور الحديدي للكلية وتنظيفها وإزالة كافة الملصقات والكتابات على جدرانها. وتم الاستعانة بذوي الخبرة من المختصين للقضاء على آفة الأرضة التي ظهرت في المبنى القديم للكلية ومستودعاتها القديمة. وتسهيلا لطلاب الكلية وموظفيها الذين يرغبون بالالتحاق ببرامج الدراسات العليا فقد تم التنسيق مع عمادة كلية اللغات بجامعة عدن على إقامة دورة الكفاءة باللغة الانجليزية داخل حرم كلية العلوم الإدارية. وسهلت إدارة الكلية الحصول على المعلومات والجداول الدراسية وجداول الامتحانات ودرجات الطلاب في جميع المستويات الدراسية عبر موقع الكلية الالكتروني من خلال إدخال رقم قيد الطالب فقط. ولازالت عملية الارتقاء بهذا الصرح العلمي الشامخ والنهوض به مستمرة حتى يحقق المكانة المرموقة التي تليق به، ومازالت قافلة الإنجازات تسير رغم الإساءات المتعمدة من بعض الصحف التي تنشر الافتراءات والأكاذيب والإشاعات للنيل من سمعة الكلية وطلابها لعل وعسى تجد من يشتريها. فطلاب الكلية وذوي العلاقة بها والمجتمع المحيط يدركون أهمية الخطوات المتسارعة باتجاه تحقيق الريادة لهذا الصرح العلمي الذي يتسامى في إنجازات جامعة عدن.
