من بين أبرز القضايا الشرق أوسطية في صحف الأربعاء البريطانية، مقال رأي في صحيفة التايمز يتحدث عن أثر اتهام المملكة العربية السعودية بدعم الجهاديين على العلاقات البريطانية -السعودية ، وآخر عن أراء أصدقاء جهادي ثالث في بريطانيا فضلا عن الانتخابات التي تجري على عجل في ليبيا ما بعد القذافي. ونطالع في صحيفة التايمز مقالاً لروجر بويز بعنوان "حان الوقت لنقول للسعوديين بعض الحقائق".
ويقول كاتب المقال مخاطبا القراء البريطانيين إنه "لا ينبغي أن تشتري أموال السعودية صمتنا، فدعمها للجهاديين يهدد أمننا القومي". ويشير كاتب المقال إلى أنه بالرغم من أن المملكة العربية السعودية ما زالت من أفضل زبائن شراء الأسلحة البريطانية"، مشيراً إلى أن صفقة طائرات التايفون التي أبرمت مؤخراً ،ساهمت بالحفاظ على 5000 وظيفة في لانكشير، إلا أن "الزبائن الجيدين ليسوا بطبيعة الحال من أفضل الحلفاء، إذ أن السعودية تعمل منذ عام تقريباً ضد مصالحنا" حسب قوله . ويبرر الكاتب آراءه بالقول إن أعداد الجهاديين السعوديين أكبر بكثير من أي دولة أخرى، فالمشايخ السلفية تشجع الشباب في بريطانيا والدول الأوروبية على حمل السلاح والقتال ضد المسلمين الشيعة وغير المسلمين، بحسب رأيه. ويقول بويز "نحن نقلق من الجهاديين البريطانيين، إلا أن السعوديين الذين هم من قدامى المحاربين في افغانستان والشيشان و البوسنة، هم المسؤولون عن تنظيم هذه المجموعات القتالية الأجنبية"، مضيفاً "هناك 1200 جهادي سعودي في ميادين القتال، إن لم يكن 2000، وقد قتل حوالي 300 سعودي خلال العام الماضي جراء مشاركتهم في القتال خارج البلاد، وهم ينتمون إلى تنظيمات مختلفة ومنها: جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام. وختم بويز مقاله بالقول إن "السعودية أضحت حليفتنا لأنها أمنت لنا البترول الذي حافظ على تنشيط اقتصادنا، إلا أن تصرفات الرياض بدأت تزعزع استقرار العراق الذي يعد ثاني أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم". الجهادي محب للحياة يتدفق العديد من الجهاديين البريطانيين الى سوريا ونشرت صحيفة الغارديان مقالاً لستيفين موريس بعنوان "البريطاني الثالث - أصدقاؤه مصدومون من مشاركة صديقهم في القتال في سوريا". وقال أصدقاء الجهادي البريطاني عبد الأمين الذي ظهر في تسجيل فيديو بثه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (داعش) إنه أضحى متديناً في الفترة الأخيرة فقط، إلا أنه لم تظهر عليه أي علامات تشير إلى دعمه للإرهاب. وظهر الأمين وهو في منتصف الثلاثينات في شريط فيديو مسجل يحض فيه مشاهديه على الجهاد ،وترك حياتهم المترفة والسهلة في بريطانيا. وأكد أهالي منطقة ابردين وهي المنطقة التي نشأ فيها أنه ليس هناك أي دليل يؤكد أن مدينتهم هي من ساهمت بأن يتحول إلى إرهابي ، فهو غادرها لبعض الوقت ليعود بعدها وقد أرخى لحيته. ووصفه اصدقاؤه بأنه شخص طيب،ومحب للحياة وللنكات ومشاكس ايضاً، إلا أنهم لم يتوقعوا بأن يصبح أحد الجهاديين. وظهر الأمين في تسجيل فيديو مع رجلين آخرين يحثون فيه الشباب المسلم على التضحية من أجل الله والجهاد. وبحسب أحد اصدقائه الذي رفض الكشف عن اسمه، فإن "الأمين اضحى متطرفاً بعد سفره للخارج"، مضيفاً " ببساطة ، وقع في أيدي مجموعة متطرفة بعد أن كان شاباً عادياً، وقد استطاعت هذه المجموعة استغلاله والتغرير به. مستقبل ليبيا تجري الانتخابات اليوم في ليبيا في محاولة لإستعادة البلاد من الفوضى ونقرأ في صحيفة الاندبندنت مقالا بعنوان "التصويت على مستقبل ليبيا". ويقول كيم سينغوبتا، كاتب المقال، إن الانتخابات تجري على عجل اليوم في محاولة لمداواة الانقسامات في ليبيا ما بعد القذافي، ولكن قلة تعتقد بأن نتيجة هذه الانتخابات ستجلب الوحدة أو الاستقرار إلى البلاد. وينقل الكاتب عن الليبي أيمن البرصة وصفه لمشاعره في اليوم الذي رأى فيه جثمان معمر القذافي في مصراته، وكان قبلها شارك في القتال يوميا على مدى ثمانية أشهر. وقال أيمن لسينغوبتا "نظرت إلى جثمانه وقلت هذا هو الرجل الذي أرعبنا على مدى طويل، والآن قد رحل، لنترك القتل ونصبح شعبا واحدا مرة ثانية". ويقول سينغوبتا إن ليبيا تجري اليوم انتخابات في محاولة لإستعادة البلاد من الفوضى، ولكن أيمن، الذي شهد مقتل اخيه البالغ 19 عاما في احدى المعارك للسيطرة على طرابلس، من بين الكثيرين الذين لا يحدوهم أمل في أن تعيد الانتخابات الوحدة والاستقرار إلى ليبيا. ويضيف أن ليبيا الآن مزقها النزاع بين الاسلاميين ومعارضيهم وبين العشائر المتناحرة. ويقول ثمة في ليبيا ما يقدر بنحو 16 مليون بندقية بينما يبلغ تعداد سكانها ستة ملايين، بينما قسمت الميليشيات المتناحرة البلاد إلى اقطاعيات. ويضيف أن الحياة اليومية لليبيين معاناة مستمرة بين انقطاع الكهرباء، حيث لا تنتج ليبيا ما يكفي من النفط لإدارة منشآت توليد الكهرباء بسبب الاضطرابات التي تعم البلاد. ويشير إلى أن حراسا مسلحين يحرسون محطات التزود بالوقود ليحولوا دون أن يطلق سائقو السيارات الغاضبون النار على بعضهم البعض. ويقول سينغوبتا إن التصويت الذي سيتم في ليبيا سيكون لاختيار برلمان جديد يقوم بإعداد دستور جديد، ولكن أقل من 1.5 مليون ناخب سجلوا اسماءهم، الأمر الذي يمثل انخفاضا عن عدد 2.8 مليون ناخب الذين صوتوا في انتخابات أول برلمان عقب الاطاحة بالقذافي.