ما يحدث الأن على المشهد الإعلامي وهو بكل أسف المترجم للمشهد السياسي في مصر حيث غياب المعارضة الجادة الحقيقية يدرك جيداً ان النظام يقوم بعمليه غسيل مخ للعقل الجمعي للشعب المصري لنسيانه وتشويه ثورته الأولى التي قام بها وأبهرت الدنيا كلها في الخامس والعشرين من يناير وتعمد تصوير ( الموجه الأولى من الثورة ) على أنها مؤامرة وخيانة وان من قاموا بها كانوا مجموعه من المرتزقة والضالين والمنحرفين فكرياً وسلوكياً ، وتكمن خطورة ما يحدث الان من الإعلام في استخدام نفس ذات الأسلوب القديم الذى ظل مبارك يستخدمه طوال العشرين عاماً الأخيرة في حكمه . حيث التوجه المخابراتي للأعلام لخدمه الخطة السياسية للنظام بالسيطرة على مقاليد الأمور وؤد اى معارضه ثم التعامل الأمني المستفز والمنتقم من المعارضين وذلك باستخدام وجوه قديمة يعلم القاصي والداني في مصر انها وجوه عفى عليها الزمن فاسدة تبيع نفسها مع من يدفع من اجل مصالحها وأهدافها الخاصة والخاصة فقط والتي ترتبط مع النظام بارتباط المصلحة والمال وكلاهما قائم على الفساد . و من ثم غض الطرف عما هو مطلوب من الرئيس السيسي أو عما هو متوقع من فعل وصنيع يؤكد انحيازه للثورة كيفما أدعى وإلباسه ثوب عبد الناصر في غير موضح . وان كان الرجل قد أنحاز للثورة الثانية في الثلاثين من يونيو ولكنه أخل بالاتفاق القائم بينه وبين الشعب بأن الجيش يحمى ولا يحكم ، واذا بالخطأ الجسيم وهو انسياقه وراء قيادات المجلس العسكري وأتباع نظام مبارك والإعلاميين الفسدة وأقدم على الترشح للرئاسة . وعليه فقد كثير من شعبيته وتخلى الشباب عن دعمه وأفقده ميزه هامه وهى القدرة على إتخاذه القرار بغير انحياز إلى جماعه أو فئه وان يخرج ذلك القرار عن نطاق السيطرة والتوجه من الجماعة أو التابعين ويترتب عليه ان القرارات لن تنحاز لصالح الدولة او الشعب وحده . وان ما يؤخذ على نظام الإخوان ومن ضمن أخطاؤهم القاتلة هو عدم قدره مرسى على أتخاذ القرار منفرداً عن الجماعة وعن توجيها وهو نفس الخطأ الذى يقع فيه الرئيس الان حيث عدم القدرة على إتخاذه القرار منفرداً عن الجماعة وأهدافها وأعنى هنا ( الجماعة العسكرية ) و( رجال الاعمال ) ( وتابعي نظام مبارك ) بل ستتأتى القرارات لما يحقق مصلحتهم وسيطالبونه سريعاً بأهمية تعويض خسارتهم خلال الثلاث سنوات ونصف عمر الثورة وزيادة الأسعار وتفحل الداخلية وتوحش الاعلام هو مقدمه سريعة على هذا ، والهدف الأكبر العودة للحياة السياسية والإعلامية مع مزيد من المكاسب الاقتصادية القائمة في الأساس على استمرار منظومه الفساد في كل مؤسسات الدولة وقوانينها . فاذا بالشباب يكتشف الخطة مبكراً ويرفض عملية غسيل المخ التي تتم بشكل ممنهج منذ الاستفتاء على الدستور في الخامس عشر من يناير 2.14 وأظن أنها لن تنجح مع الشباب بل ستزيد سخطهم على النظام . وسيندفعون نحو المواجهة البديلة باستخدام الاعلام الموازي ومواقع التواصل الإجتماع والتي من خلالها يقيمون حجم قوتهم وقوة تأثيرهم وبخاصه ان هذا الاعلام صار أقوى من الأعلام الرسمي والخاص لاحتفاظه بميزه المصداقية . وسيستغل الشباب نقطه بعيده عن رؤيه الاعلام المضلل وهو ان ثورتي مصر في الخامس والعشرين والثلاثين من يونيو خلقت حاله من الوعى والادراك السياسي غير المسبوق لدى عامه الشعب وهى حاله متطورة جداً الان وأكاد أجزم انها ستنضج مع قليل من الوقت في ظل تزايد اخطاء النظام والتي ستتأتى رغماً عنه مهما أتخذ من تدابير لعدم حدوثها . وان الداخلية والاعلام سيكون سبباً رئيسياً في زيادة سخط الشعب فالناس قد كشفت الإعلام وأدركت ان الداخلية كانت تقايض الشعب اما الخضوع والاستسلام للاستبداد او انفلات امنى وسرقات واغتصاب وتعديات على الأراضي والممتلكات . وأعتقد أن الشباب هم من سيقومون بتعريه النظام لكونهم عنصر التأثير الأساسي والرئيسي في مصر رغماً عن نظام مبارك أو كوارث الإخوان أو أخطاء المجس العسكري فقد كانوا سبباً رئيسياً في عدم الأقبال على الانتخابات الرئاسية وهم من قاطعوا الدستور وقد جاء الرئيس بغير تأييدهم وبالرغم من ذلك انتظروا من السيسي أزاحه المتسلقين وأدعياء السياسة في العمل العام او العمل السياسي والبعض انتظر تعديل قانون التظاهر والبعض انتظر وقف سيناريو الخيانة والعمالة والبعض انتظر تعديل قانون مجلس الشعب والبعض يأمل في بصيص من العدالة الاجتماعية . وهذا كله لم يحدث فخرج قانون مجلس الشعب عار على هذا الوطن أقول لهم تعاملوا برؤيه سياسيه وبمنهج وفكر سياسي او العبوا سياسه مرة واحدة فالملعب مفتوح نحو هذا واعلموا ان السيسي قد نجح في الانتخابات وصعد الى الدور الثاني ولكنه نجاح بمواد حيث سقط في عده مواد اولها مادة السياسة ، ثانيها مادة القانون ، ثالثها مادة الفساد ، رابعها مادة الشعب المترقب الواعي ، وهى أخترهم وحديثي للجميع الان احذروا من غضب المصريين فالجميع قد اخطأ في حق هذا الشعب وفى حق هذا الوطن والجميع الان بلا استثناء يقف مجرداً من ملابسه أمام أعين المصريين فأخذوهم ولا تستضعفوهم او تستخفوا بحلمهم في العدل او بحديث انفسهم عن الأمل في دوله عظمى يعيشوا فيها بكرامة وشرف وهو ما تستحقه اراضيهم ويستحقه ابنائهم .