كوني احد الشباب الجنوبي المتطلع إلى الحرية والعيش بكرامة على تراب وطنه الحر فأنني ارى اليوم ان الواجب يحتم علينا اليوم نحن كشباب ان نستشعر المسئولية تجاه وطننا للنهوض بقضيته العادلة. ان مما أضحى ضرورة العمل على تجاوز خلافاتنا والعمل الجاد من اجل وطن حر وطن امن ومستقر يتساوى فيه الجميع ويكفل حق العيش الكريم لجميع أبنائه تجسيداً لمبدأ التعايش السلمي مع اختلاف رؤانا وتوجهاتنا السياسية أو الدينية .
إننا جميعا اليوم فاقدو وطن وكلنا نريد استعادته وهو هدفنا وهمنا الأول والأكبر مع اختلاف الوسائل والطرق في كيفية استعادة ذلك الوطن فلكل منا رؤيته التي قد يراها مناسبة. وأعتقد إننا مادمنا مجمعين على الهدف ،ماذا لايكون ذلك هو القاسم المشترك الأكبر الذي يستوجب علينا خلق عمل وطني موحد يسهم في تقدم قضيتنا العادلة والمصيرية.
صحيح ان ثمة اختلافات وتباينات في الرؤى فيما بيننا في الطرق والوسائل في استعادة الوطن ،ولكني اعتقد بان نسبة التقارب ونقاط الالتقاء اكبر بكثير من تلك التي قد نختلف فيها ،فلماذا إذن لا نتنازل لبعضنا قليلا من اجل الوطن؟ أم انه لايستحق من ذلك؟ ان المخاطر التي تحدق بنا اليوم من كل جهة هي كفيلة بما يجعلنا نتجه للعمل بمسئولية لتغليب المصلحة العليا للوطن.
ان العمل المطلوب لاستعادة الأوطان يجب ان لا يستثني أو يقصي احد ان أردنا ان نصنع مستقبل أفضل وغد مشرق ووطن مزدهر آمن. جميعنا يعلم ويعي جيدا ان العمل الفردي ليس له إي جدوى ولا يمكنه ان يحرز إي تقدما ايجابيا بل على العكس تماما فهو يجعل كل منا يتخبط ويسير في اتجاه عكس الآخر مما ولد حالة من التشرذم والتوهان لثورة شعبنا العظيمة والذي ان استمر سيجعل ثورتنا في حالة ركود (محلك سر) أو قد ربما يودي إلى انزلاقها في مستنقعات من الوحل والذي لاقدر الله يمكن ان يؤدي بها إلى الفشل الذريع ،فبدلا من ان نبني وطنا سنشارك في تحطيمه.
ان الحاجة اليوم لإيجاد عمل شبابي موحد ينهض بقضيتنا حاجة ملحة وضرورة لايمكن لنا ان نتجاهلها أو نتجاوزها إطلاقا،خصوصا وان المشهد السياسي الراهن والمؤشرات تؤكد مدى خطورة المرحلة الراهنة. إننا اليوم كشباب يفترض بنا ان نكون الاحرص على وطننا وثورته ،فنحن من يجب ان يهتم بالمستقبل اكثر من غيرنا .فهو لنا ولأبنائنا من بعدنا. ان الامر الذي يبعث على الحزن ويحز في النفس حقيقة إننا اليوم نشارك في ارتكاب أخطاء تهددنا وتدمر الثورة والمجتمع الجنوبي ،قد يكون ذلك بغير وعي منا لكننا يجب ان ننتبه لها جيدا. فما نراه اليوم من افكار خطيرة بدأت تسري وتتغلغل في اوساطنا وتؤسس لاعادة انتاج الفكر الماضاوي السيء. رغم إننا نحن كشباب لم نعش اسباب وتداعيات نشوء ذلك الفكر أو تلك الثقافة في الماضي ، ولكن للاسف نراه اليوم يسيطر على بعضنا. نشاهد ثقافة الاقصاء والتخوين لكل من يخالفنا الرأي والتوجه ونرى التمترس والتقوقع وعدم القبول بالآخر ،كلها صارت ممارسات وثقافة عند البعض من الشباب للأسف. ان ذلك يعتبر من الآفات والأخطاء التي دمرتنا سابقا وهي من مخلفات صراعات وممارسات خاطئة وفكر ربما لم يستطع البعض من الجيل السابق التخلص منه اذ لاتزال عقول البعض مثخنة بمثل تلك الافكار والسياسات الهدامة .
- ترى لماذا نروج نحن الشباب لمثل تلك الآفات السابقة ونسعى لترسيخها ،نحن الذين لم نكن يوما معايشين لتلك الحقب المظلمة والصراعات النتنة.
- هل يعني ذلك إننا عاجزون عن فهم وتحليل الامور والأحداث واستيعاب الصح من الخطاء.؟ ،أم إننا نعيش حالة من اللاوعي ونعاني من قصور حاد في التوعية؟
- هل يعني ذلك أن البعض من الشباب اضحى تابعا لغيرة بصورة عميا وسيئة ويعملون وفق إلية الشحن والتفريغ.
- اليس المستقبل ملكنا وفقا للسنة الالهية على الارض؟ ، الا يستحق ذلك منا ان نجعل همنا الاوحد هو الوطن والمستقبل المشرق ونسعى للمضي في الطرق الطريق الصحيح.؟
واذا كنا نحن غير قادرين على ذلك فلا اعتقد باننا قادرون في المستقبل على تحمل مسئولية الوطن ،فلنبحث لنا عن وطن إذا ،وليذهب الوطن إلى الجحيم ،ولنبقى على ما نحن عليه اليوم