لكل ثورة اهداف ومبادئ وقيم يؤمن بها الجميع ومدى الالتزام بها يساعد في تشكيل مقومات انتصار الثورة , ونحن كجنوبيين تقع علينا واجبات كثيرة يجب ان نؤديها تجاه الوطن ولعل اهمها ان نحرص على الالتزام بمبادئ الثورة وقيمها , فثورة الجنوب قبل ان تكون ثورة تحررية فإنها وسليه لبناء الانسان والمجتمع وتحقيق نهضة وطنية في مختلف المجالات وهذا لا يتحقق إلا بتكاتف الجميع , كما ان للثورة قيم اخلاقية وروحية تتمثل في الايمان بها والتضحية والإخلاص للوطن ونكران للذات والإيثار والتسامح مع بعضنا وان نجسد اخلاقيات ومبادئ الثورة في سلوكياتنا اليومية حتى لا نترك للاحتلال فرصة لاختراق الصفوف سوى كأفراد او سياسات لتدمير ثورتنا من الداخل . ان من اسس بناء المستقبل المشرق تهيئة المجتمع الجنوبي كأفراد ومؤسسات ليكونوا قادرين على تحمل مسؤولية البناء وهذا يتحقق من خلال وسائل التنشئة الاجتماعية كالأسرة والمدارس والجامعات والمعاهد ووسائل الاعلام بمختلف مجالاتها فغرس الوعي الوطني في المجتمع يحصن الثورة من كل المخاطر التي تواجها , لقد كانت ساحات النضال السلمي في كل مراحل ثورة الجنوب هي المصدر الاساسي لبناء وتوجيه الوعي الشعبي والتأثير فيه , وكانت احداث ثورة الجنوب وتضحيات الابطال اكبر مدرسة تعلمنا منها حب الوطن والمعاني الحقيقية للنضال وكانت بمثابة دورس واقعية ترسخت في العقول وتركت اثرها العميق في النفوس والوجدان ادت الى مشاركة شعبية هائلة في الثورة لم تتحقق إلا بفضل تضحيات الابطال من ابناء شعبنا , ولذلك يجب ان نحرص كل الحرص على ان تكون ساحات النضال السلمي بعيدة عن صراع القوى السياسية حتى لا تتحول تضحيات شعبنا العظيم الى وسيلة لتحقيق اهداف ومصالح قوى على حساب اهداف ثورتنا وغايات شعبنا لان معظم القوى السياسية لا تسعى الا لبناء مستقبلها السياسي . لقد اسست ثورة الجنوب السلمية فكر جديد تجسد في القيم المثلى لشعب الجنوب الذي يتسابق افراده للتضحية من اجل الوطن رغم المعوقات والتحديات وتجاهل المجتمع الدولي ,وهذه المآثر البطولية الأخلاقيات الإنسانية النبيلة فى ساحات النضال اوضحت لنا كيف خرج من كل جنوبي ثائر رجال وشيوخ وشباب ونساء وأطفال أحسن وأنبل صفات الخلق نبيل. والثورة تمثل الإبداع الفكرى والإشعاع الروحى للمجتمع الجنوبي ، تشمل العقل والجسم والروح ليصبح المجتمع كياناً واحداً، يتحد الشعب بكل أجزائه وفئاته وتذوب كل خلافاته، و الثورة مثل النار المشتعلة المتوهجة تصهر والمجتمع وتطهره وتجعله متماسكاً وتحرق الاحتلال اليمني وتزيله من ارض الجنوب .. قد تعترض مسيرة الثورة بعض السلبيات ولكن علينا ان نقوم بتصحيحها بالسبل الكفيلة بتجاوزها والقضاء عليها وهذا دورنا جميعا ولا يقتصر على فرد او جهة معينة ومن واجباتنا تجاه الثورة ان نحترم بعضنا وان نؤمن بأننا شركاء في التضحية لأجل الوطن وان تنبع افكارنا وآرائنا من حرصنا على الوطن والثورة وان نترك ثقافة الصراع والاختلاف لان المرحلة تتطلب توحيد الجهود وتضافرها, وعلينا ان نفهم جيداً بان التباينات والاختلافات هي من صنع القوى السياسية التي لا تبحث الا عن تنفيذ اجندتها وتحقيق مصالحها فلا ننجر لما تحاول تلك القوى ان توصلنا اليه . ان اهداف وفكر ومبادئ وقيم الثورة كلها تهدف الى المصلحة العليا للوطن والمتمثلة في التحرر من الاحتلال اليمني وبناء دولة الجنوب دولة تحفظ مصالح ابنائها وتوفر لهم سبل العيش الكريم وتضمن لهم الامن والاستقرار والعدل والمساواة والقضاء على الفساد والمحسوبية وكل تركة الاحتلال اليمني , ورخاء الوطن لا يتحقق إلا برخاء ابنائه لان الانسان هو المستهدف من البناء وتوفير الحياة المطمئنة لإفراد الشعب يحقق الاستقرار للمجتمع وتطويره وتقدمه. ان طريق انتصار ثورتنا واضح امامنا فيجب علينا ان نسير فيه ولا نجعل السبل تفرقنا وتبعدنا عنه ومصير ثورتنا يرتبط بمشيئة الله ثم بإرادة شعبنا وتماسكه فيجب علينا ان نكون كتله واحدة يصعب اختراقها وتجاوزها .
