كثيراً ما يحدثنا التاريخ عن قصص من الاستعباد الإنساني بأشكال وصور مختلفة .، البعض تصنعها دكتاتورية الحاكم المستبد فتجعل من الملاء مجرد تابعين خاضعين خانعين ،، والبعض الآخر أشد إيلاماً وهي أن الملاء والشعوب هي من تقدس وتمجد وتأله حاكمها وتصنع منه دكتاتور .. فليس هناك أظلم من ذلك .. في حالتنا الجنوبية للأسف الشديد شيئاً من ذلك حتى وأن حاول البعض ينكر ذلك ، إلا إن أضحوكة "شعب أحمد" التي ظل الجنوبيون يتهكمون بها على الشعب الشقيق في اليمن الشمالي حول عهد الأمام أحمد .، لنا منها نصيب في اليمن الجنوبي وربما هو الشيء الوحيد الذي يوحدنا معهم ، تقديس وتمجيد وتأليه الأشخاص والحكام .. حتى وأن لم يولد لهم حكم بعد .، وهو ما نراه من شعب الجنوب من تمجيد وتقديس وتأليه ورفع صور الموميات والمحنطين والعجاوز ممن يسموا قيادات الجنوب التاريخية ..
ربما لا لوم على عامة الناس ورعاع الشعب ، فالشعوب التي استعمرت طويلاً في فترات سابقه من التاريخ من سيماها الذل والخضوع والخنوع وهذا ما نجده في شعوب كثيره استعمرت طويلاً .، لكن الذي يألم هو عندما نرى من يدعون ويسمون صفوة الشعب من متعلمين وكوادر وأكاديميين وشباب يتغنى بالعلم والفكر والثقافة والإعلام أن يكون كذلك بل أسواء من عامة الناس ورعاع الشعب ..
فلدينا جيل مَمْحون بالأشخاص والأفراد ، جعلوا الأشخاص والأفراد أكبر همهم وشغلهم الشاغل سواء تمجيداً أو تخويناً ، تطبيلاً أو نقداً ، ولم نجد للوطن والثورة والشعب أي مكان في قاموسهم ..
الاعلام ،والناشط ، والكادر ، والشاب الجنوبي فقد دوره وأصبحوا مجرد تابعين للأشخاص وإمعات لم نرى لهم الدور التنويري المطلوب منهم .. بل كانوا جزء فعّال من الفشل والإخفاق والتمترس خلف المكونات والأشخاص وخلف التقليدية المملة ..
أين الثّوار الأحرار ، أين البطولات منهم ،، لا شيء الا كل شيء سلبي منهم -الحديث هنا عمن سيطر وأستحوذ على المشهد الحراكي والثوري الجنوبي- هناك بطولات وأبطال وثوار لكنهم مهمشون ومبعدون بسبب الغباء والجهل المسيطر والمستحوذ على المشهد الجنوبي برمته ..
ما يهمنا اليوم من الفرد والشاب الجنوبي هو أن يصنع ويخلق ويبتكر لنفسه شخصيه نوعيه حره تحده من العبودية للأشخاص وتندرج في المجالات كافة من العطا واستخدام العقلية التي منحها الله له في هذا الكون الفسيح .. وإبعادها عن الانغماس في تعظيم وتأليه الآخر وأن يجعل كل همه الوطن وتحريره واستقلاله ..