شاركت خمس من الشركات اليمنية المصدرة للأسماك وهي شركة بروم للأسماك و شركة خليج عدن للأسماك المحدودة وشركة الجزيرة للموارد البحرية المحدودة و شركة اللؤلؤة للأسماك وشركة الناصري العالمية للأسماك إلى جانب الجمعية اليمنية لمصدري الأسماكYSEA (Yemeni Seafood Exporters Associations) في المعرض الأوروبي للمأكولات البحرية European Seafood Exposition الذي أقيم في العاصمة البلجيكية بروكسل للفترة من 24-26 إبريل 2012م حيث حصلت الشركات اليمنية المشاركة على فرص للترويج لمنتجاتها على المستوى العالمي والالتقاء بعملاء جدد وتجديد علاقاتها مع عملاءها القدامى بالإضافة إلى الاطلاع على آخر التطورات التكنولوجية والمعدات الحديثة في مجال تحضير الأسماك والأحياء البحرية، وطرق التغليف والتموين والشحن. يعتبر المعرض الأوروبي للمأكولات البحرية ESE أهم وأكبر معرض على مستوى العالم في مجال المنتجات السمكية وكل ما يتعلق بها حيث يسلط الأضواء على ترويج أنواع المأكولات البحرية من مختلف دول العالم وصناعاتها التحويلية، واستهدف منتجي وتجار ومصدري المنتجات السمكية بالإضافة إلى الصناعات المتصلة بها من طرق التغليف ووضع العلامات التجارية والتعبئة والنقل والتوزيع . ويقام هذا المعرض سنويا في العاصمة البلجيكية بروكسل منذ 20 عاما، وقد شاركت في هذا العام أكثر من 1600 شركة من حوالي 80 دولة .
وقد شاركت اليمن بجناح خاص بها احتوى على خمس من الشركات اليمنية الرائدة في مجال تصدير الأسماك والأحياء البحرية إضافة إلى الجمعية اليمنية لمصدري الأسماك (الجهة المنسقة) حيث جاءت هذه المشاركة بدعم وتسهيل من وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر SMEPSالتابعة للصندوق الاجتماعي للتنمية .
هذا وقد حضر مشاركون وعارضون من شتى دول العالم ، حاملين معهم مجموعة متنوعة من منتجاتهم البحرية لترويجها بين المشاركين القادمين من دول مختلفة. وقد شاركت الدول بأجنحة خاصة بها ضمت فيها العديد من الشركات الرائدة في مجال الصناعات السمكية، حيث تعرف المشاركون على طرق وعمليات تصنيع المأكولات البحرية وأيضا معدات المعالجة والتغليف والتجميد والتبريد أيضا معدات مراقبة النظافة والتعليب والتخزين والنقل .كما التقوا بالعديد من ممثلي الشركات المستوردة للأسماك بكافة أنواعها وقدموا لهم شرحا وافياً عن أنواع الأسماك المتوفرة في البيئة اليمنية والأصناف الممكن توفيرها بكميات تجارية بالإضافة إلى مواسم تواجدها.
وقد شهد الجناح اليمني اقبالا كبيرا من قبل الشركات العالمية وفي مقدمتها شركات آسيوية من الصين وفيتنام كما تمكنت الشركات اليمنية المشاركة في المعرض من تطوير علاقاتها التجارية في أسواق المنتجات السمكية أوروبيا وعالميا.
هذا وقد احتوى الجناح اليمني على ستة أقسام توزعت بين خمس شركات مصدرة للأسماك وتضمن الجناح نماذج من المنتجات السمكية اليمنية و عرض بالفيديو لمراحل الانتاج بالإضافة إلى لوحات جداريه وصور لأصناف الأسماك اليمنية وملصقات ورقية مصورة توضح أنواع وأحجام الأسماك اليمنية ومواسم توفرها. كما تضمن الدليل الورقي والالكتروني للشركات المشاركة في المعرض صفحة اعلانيه خاصة بالجناح اليمني اضافة إلى أسماء الشركات المشاركة.
هذا وقد شكل المعرض نقطة التقاء للشركات المصدرة والشركات المستوردة للمنتجات السمكية والأحياء البحرية وكل ما يتعلق بها. ومن جانب آخر، فقد عبر مالكو الشركات اليمنية عن نجاح مشاركتهم في المعرض كعارضين وكزوار ،وكان الجناح اليمني قد اجتذب الكثير من الزوار والعملاء من مختلف دول العالم والذين يتشكل معظمهم من صانعي القرار في الشركات التي يمثلونها وممن لديهم التأثير على عقد صفقات الشراء او البيع.
وعلى صعيد تحسين الأداء التجاري توقعت الشركات اليمنية المشاركة في الجناح اليمني في المعرض زيادة مبيعاتها وأرباحها نتيجة لحضورها واكتسابها لعملاء جدد بالإضافة إلى الالتقاء بعملائها القدامى وأيضا التخلص من الشركات الوسيطة وبدء التعامل مع زبائنها بشكل مباشر.
انطباعات المشاركين في المعرض: * ياسر الناصري المدير العام لشركة الناصري العالمية للأسماك: تأتي مشاركتي هذه وهي الأولى في المعرض الأوروبي للمأكولات البحرية، حيث انني تمكنت من التعرف على الكثير من الشركات والعملاء المستوردين للأسماك من مختلف أنحاء العالم، وأصبحت لدي المعرفة بالمنتجات المطلوبة لكل بلد كما انه نجح في تأسيس علاقات مباشره مع عملاء جدد. وأضاف يقول"الأهم اننا تمكننا من الاحتكاك المباشر بالعملاء وبذلك نكون قد تخلصنا من الشركات الوسيطة التي غالبا ما كانت شركات هنديه. لقد كان مقدار ما ننفقه على الشركات الوسيطة (السماسرة) حوالى 70 إلى 80 الف دولار سنويا "
* علي محمد الحبشي أمين عام الجمعية اليمنية لمصدري الأسماك و مدير عام شركة بروم م/حضرموت قال: "إن المشاركة في المعرض لها قيمة تسويقية كبيرة بالنسبة للشركات المشاركة، وأثناء فعاليات المعرض تمت صفقات تجارية مباشرة ،فقد قامت عدد من الشركات ببيع منتجات موجودة في مستودعاتها لعدد من الشركات الأوروبية والعربية المتواجدة في المعرض".
مشيراً بأن أهم ما يميز المنتج السمكي اليمني هو توافر أنواع كثيرة ، حيث يتميز البحر العربي ببعض الأنواع والبحر الأحمر بأنواع أخرى ، كما يميزه توافر كميات كبيره من سمك الحبار حيث يبلغ انتاج اليمن منه ما يقارب 22 الف طن سنويا .وسمك الحبار اليمني يعتبر من الانواع المميزة وله مذاق خاص ويشكل نسبة 30 % من إجمالي الصادرات السمكية اليمنية ويتواجد في بعض الدول المطلة على المحيط الهندي .
كما تتميز اليمن بإنتاج الأسماك السطحية مثل الماكريل والسردين وبكميات كبيره والتي تصدر إلى عدد من الدول الأوروبية والعربية الأفريقية.
وتأتي الصين وفيتنام على رأس قائمة الدول المستوردة للمنتج السمكي اليمني وتليها ماليزيا وتايلاند .كما أن دول افريقيا بدأت تستورد بعض انواع الأسماك السطحيه. اما السوق الأوروبية فقد كانت تستقبل مايقارب 30 % من الصادرات السمكية اليمنية أما الان فقد تراجعت النسبة لتصل إلى 9 % فقط . الاسباب هي الازمة الاقتصادية وأيضا توقف صادرات اليمن من سمك التونه إلى اوروبا بسبب ان اليمن ليست عضو في منظمة المحيط الهندي للتونه حيث لم تقوم وزارة الثروة السمكيه باستكمال تسجيل اليمن في المنظمه . توقف صادرات سمك التونه منذ العام 2011 يعني توقف حوالي 80 % من صادرات اليمن من الأسماك الطازجة .
* اليكسندرفيج المدير العام لشركة نوبل النروجية للمنتجات البحرية والتجارة يقول: " لقد أصبح اليمن يحتل اليوم موقعا في سوق المأكولات البحرية وهي في تحسن مستمر.ويعتقد بأن مشاركة اليمن في المعرض كانت جيده جدا ويرى بأن على اليمن تزويد الاخرين بمعلومات اكثر حول ما تمتلكه من إمكانيات.
وكمستورد يقول السيد فيج "إن اول ما يبحث عنه المستورد في المعرض هو مجموعة الأنواع المتوفرة لدى الشركة العارضه ثم بعد ذلك تأتي الكميات والأسعار.
وعن تجربته الطويلة في التعامل مع المنتج السمكي اليمني يقول اليكسندر فيج "بالنسبة لي فان اليمن سوق بكر بكل ما فيها من إمكانيات ،إضافة إلى ذلك وجود المصدرين الجيدين والجديرين بالثقه ".
وينصح فيج الشركات المنتجة للأسماك بتطوير ذاتها من الداخل من تلبية متطلبات السوق من خلال تطوير عملية الانتاج لديها وتطوير بنيتها التحتية والرقابة على النظافة ومراعاة الجودة و في الإنتاج والتغليف والتجميد والنقل.
ويضيف بالقول "كما يستطيع المصدرون كسب عملاء جدد فان عليهم العمل على الحفاظ على ثقة عملائهم بمراعاة الجودة"
* سلمان علي شامي مدير عام شركة اللؤلؤة للأسماك م/حضرموت يقول: " إن مشاركتي في المعرض الأوروبي للمأكولات البحرية بروكسل كانت بمثابة فرصة تسويقية كبيرة للتعرف على عملاء جدد وأسواق عالمية جديدة، حيث تم عرض عينات من المنتجات السمكية والأحياء البحرية والتعرف على طرق التغليف المختلفة والمتاحة لدى الشركة المصدرة بالإضافة إلى أهمية الحصول على شهادات الجودة كأداة تسويقية للدخول إلى الأسواق العالمية عالية القيمة" ويضيف قائلا: " خلال المعرض قمنا ببيع كميات كبيرة من الأسماك وتسلمنا الكثير من الطلبات التي لم نستطع توفيرها "
* حمدي الحريبي المدير العام لشركة خليج عدن للأسماك المحدودة: فقد أشار إلى نجاح المعرض في تعريف عملاء جدد من دول مختلفة مثل ليبيا والولايات المتحدةالأمريكية على الشركات اليمنية المصدرة للأسماك لكنه تأسف لارتفاع أسعار المنتج السمكي اليمني نتيجة لضعف الإنتاج السمكي في اليمني في السنوات الأخيرة بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج ورسوم الشحن والمصاريف التشغيلية الأخرى.
صعوبات أمام مصدري الأسماك اليمنية: وفي إطار الصعوبات والمشكلات المتعلقة في مجال تصدير المنتجات السمكية، فقد أجمعت الشركات اليمنية المصدرة للأسماك بصعوبة العمل في ظل استمرار اساليب وأدوات الاصطياد التقليدية القديمة المتبعة من قبل الصيادين اليمنيين والمبددة للجهد والمال، كما ان غياب دور الرقابة على سلسلة القيمة في القطاع السمكي أدى إلى عدم مراعاة التداول السليم والصحي للمنتج السمكي مما ادى إلى توفر منتجات سمكية سيئة الجودة في كثير من الأحيان والعمل بدون بنية تحتيه متكاملة ودون اعتبار لمعايير الجودة العالمية .
ومن جانب آخر، تسعى الجمعية اليمنية لمصدري الأسماك لمواصلة جهودها لتحسين المنتج السمكي اليمني والسعي لخلق منتجات جديده ومبتكره لزيادة المبيعات ودخول أسواق عالمية جديدة. بالإضافة إلى تحسين الصادرات السمكية اليمنية والتصدي للركود الاقتصادي، مؤكدة أن العديد من الشركات العاملة في القطاع السمكي اليمني مهددة بالإفلاس في ظل غياب الدعم المالي والفني من قبل وزارة الثروة السمكية لقطاع التصدير وفي ظل الفساد الحالي المتمثل بسيطرة بعض الجمعيات السمكية (غير المرخصة) على عمل الصيادين اليمنيين.
هذا وقد جاءت المشاركة اليمنية في المعرض الأوروبي للمأكولات البحرية بروكسل 2012م بدعم من وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والاصغرSMEPSالتابعة للصندوق الاجتماعي للتنمية حيث ساهمت الوكالة بتغطية 50% من تكاليف المشاركة اليمنية في المعرض بينما ساهمت الشركات المشاركة بالنصف الاخر . وكانت الشركات اليمنية.