كان ونستون تشرشل رئيس حكومة انكلترا إبان الحرب العالمية الثانية قد خاطب الفيلسوف والاديب الايرلندي برناد شو : نحن الانكليز حين نحارب العدو فمن اجل المجد والشرف بينما انتم الايرلنديون تقاتلون كي تحصلوا على المال ! فأجابه برنادشو : كل منا يحارب لأجل الشيء الذي ينقصه . نعم فكل واحد منا ينافح في سبيل الشيء الذي ينقصه ، خذوا مثلا الشعب السوري المكافح مذ ثلاثة اعوام ونصف في سبيل حريته وكرامته ووجوده وحتى جمهوريته المستباحة من نظام بوليسي ديكتاتوري عائلي !. بالمقابل هنالك ثمة قوم من اعرابنا المترفين المتخمين ممن لا يروا في ثورة اشقائهم في الشام وفي مأساتهم الفاطرة لفؤاد الانسانية غير نسوة فاتنات جميلات قانيات وسوى ثورة غرائز دفينة طافحة ثائرة .
اصدقكم انني اشعر بالخزي والعار حيال الكارثة الانسانية التي يعيشها ملايين من السوريين المشردين اللاجئين المكلومين بفقدانهم لوطنهم وذويهم وديارهم . فمع هول ما حدث لهذا الشعب الكريم الاصيل لا يبدو فينا ذرة من شهامة وكبرياء وآدمية وحياء . حقيقة لا اجد تفسيرا لأفعال اعرابنا الاقحاح الميسورين الذين لم تهمد فحولتهم وفي ظرفية عصيبة وحزينة كهذه . إنك لا تجد مجتمعا بشريا متحضرا يمكنه قبول هذه الممارسات الشاذة المنحرفة ؛ فهل هنالك ما هو اخس وانذل من استغلال الميسور للفقير والقوي للضعيف والآمن للوجل والمضيف للضيف ؟ .
نعم ليس هنالك ما هو دنيء ومشين كهذا الذي باتت فيه إغاثة المنكوب تعني حسناء شامية او بوسنية او شيشانية أو شركسية ؟ وهل هنالك ما هو احقر وافظع من القول بان السبي والاسترقاق للنسوة الناجيات من الهلكة يمثل مكرمة انسانية وفعل خير يستوجب الاشادة والاطراء بفاعله ؟ لا بأس عليكم فكل منا في المحصلة يكافح ويثور ويبذل ويجهد ويموت في سبيل ما ينقصه ، فمجتمعات غايتها القوة والعدالة والرفاهية ، ومجتمعات هدفها الحرية والكرامة والمساواة ، واخرى ليس لها من هم غير اشباع غريزة معدة نهمة او فرج شبق لا فرق وهكذا دواليك .