الدكتور الجامعي صفوة المجتمع وركيزتها الأساسية في النهوض بالوطن كما يعد جسر من نور وشموع تنير ظلام الجهل والاهتمام بة وتوفير المناخ الملائم والحياة الكريمة يعد تقديسا لما يحمل من علم ورسالة نبيلة ، وعندما نعلم بأن هذا الأكاديمي التي صرفت علية الدولية مبالغ لا يستهان بها من أجل التحصيل العلمي وبعد تحمله سنوات الغربة خارج الوطن والسهر من اجل رفع أسم اليمن عاليا . وربما بعضهم ممن يتفوقون في دراستهم في تلك الدول ويتلقون بعد تكملة الدراسات العليا عقود مغرية للبقاء في تلك الدول للتدريس بها وأمام إغراء بنود العقد المقدم له يخضع لرغباته ويوافق لمعرفته المسبقة بما سيواجه من صعوبات الحياة ومعاملات التهميش من قبل الحكومة وعدم تقدير لما يحمله من علم والبعض ممن يحملون في قلوبهم الجميل يصر على العودة للوطن من اجل الإسهام في النهوض و يجهلون ما سوف يواجهونه في أرض الوطن من معاملات قد تكون هي الأسوء في حياتهم . عندما تحط أرجلهم ارض الوطن ويستنشقون هوائه العليل وهم حاملين الشوق والحنين والفخر على حصولهم على الشهادات العليا وعقولهم محملة بعلم ينتظرون إفراغها لأبناء الوطن الحبيب والغالي من الطلاب وتجارب مكتسبة من أرض المهجر للنهوض بالوطن . وما إن تبداء رحلتهم في الحياة انطلاق من الجامعة المنتمي لها والتي غادرها وهو معيد ورجع لها وهو دكتور وأصبح زميل لأعضاء هيئة التدريس يجد أول مراحل التهميش وهي بأن لا تكلف عمادة الكلية نفسها بعمل حفل مصغر لهذا الضيف الجديد والذي سوف ينظم للكلية وهذه بداية المعانات المتتالية ، رغم هذا لا يهتم لها وقد تكون لدي البعض دفعة معنوية وشعور بمن حوله ، وكل همة متجه صوب القاعة الدراسية وكيف يقابل طلابه ، ولكن نسي دكتورنا إن هناك أمور ورحله معاناة في متابعة تسوية راتبه لدي وزارة المالية. والشيء الذي لا يصدقه عقل أو يقبله منطق عندما تستغرق عمل التسوية للراتب أكثر من سنتين مع متابعة حثيثة من الدكتور والطلوع والنزول إلي صنعاء وما يواجهه من معاملة لا تليق به كأكاديمي من قبل الموظفين وأصحاب القرارات وكيف نتخيل بان يستطيع دكتور جامعي بان يعيش ويصارع صعوبات الحياة القاصية والغلاء الفاحش وهو يتقاضي مبلغ هو أقل وأحقر مبلغ يتقضاه موظف عادي في الدولة والذي رافقه طول فترة ابتعاثة للدراسة 38 ألف ريال يمني كيف للدكتور جامعي ننتظر منه العطاء العلمي بان يعيش بمثل هذا الراتب الحقير وقد يكون هذا المبلغ المصروف اليومي لأحد أطفال مسئولين الدولة الذي لا يكفي ثمن مواصلات للجامعة أو حتي لوجبة طعام في ضل الغلاء الفاحش والفساد المنتشر في أرجاء الدوائر الحكومية . وتأتي معانات السكن والعدد ليس بالهين ولا السهل يصل إلي أكثر من 300 دكتور دون تسويات في الجامعات اليمنية الحكومية براتب موظف زهيد ومنصب أكاديمي قد يكون رئيس قسم ونائب عميد وحالات نادرة يعين عميد لكلية ما ، تحت هذه الظروف الصعبة كيف نطالبهم بمخرجات تعليمية ترقي الى وأمام كل هذا الظلم المقصود تقف الحكومة الفاشلة عاجزة لحل مشاكلهم وتصب جل اهتمامها في أرضاء المشايخ وتلبية كل طلباتهم وتولي الاهتمام الكبير لمن يدمر ثروات البلد وتفجير أنابيب النفط وأبراج الكهرباء من حاملين السلاح من النافذين وإهمال و تهميش من يحملون الأقلام وكل همهم بناء يمن جديد . والتصرف الهزيل والغير مقبول من حكومة فاشلة لا تفقه شيء من مهامها ولا تقدر ثمن هذه الكوكبة العلمية والنخبة من حاملين شعلة العلم . هل تتجه الحكومة إلى إفشال النهوض بالوطن في عدم صرف تسويات دكاترة الجامعة هل تريد الحكومة من النخبة ترك أقلامهم واستبدالها بأشياء أخري لتسريع في صرفها ، كما يفعل المغفلين والجهلة . منذ سنتين وهم يطوفون في مكاتب الإدارات المعنية ودهاليز وممرات الوزارات ولم يشفع لهم حتى عمل تكتل بهم ولا الوقفات الاحتجاجية أمام جامعتهم أو على أبواب الوزارات المعنية منددين بما وصل حالهم كل هذا يقابله صمت مخزي من الحكومة وفي زمن أصبح القبيلي والغير متعلم والهمجي يتم تنفيذ كل متطلباتهم وبأسرع زمن ، من قبل حكومتنا الفاشلة. إنه قلة حياء في الواقع إذ لو تأملنا لوجدنا أن ما يتقاضاه أحد الشيوخ من كبار الطغاة وقاطعين الطرقات من تلك الحكومة الهزيلة يكفي لتغطية تسوية جميع الدكاترة المهمشين ، ثم قبل أيام تُصرف مئات المليارات لعلاوات كافة موظفي الدولة مدنيين وعسكريين وجميعهم بمرتباتهم بل بعضهم ليسوا في حاجة لها فما يصلهم من غيرها يستحق أن يذكر، وهناك 20 ألف جندي وهميين يتم استلام مرتباتهم من قبل قائد للمعسكر صهر أحد النافذين والتي ذكر في تقرير لجنة التسليم بينة وبين قائد أخر في العاصمة ليست الأولوية بأن تعالج بهذه المبالغ المصروفة دون وجه حق غير ما يصرف من مزايا للأعضاء الحكومة من بدل سفر وأثاث ورحلات لو تم تحصيل الضرائب المتراكمة على كبار التجار النافذين والمدعومين من الحكومة نفسها من شأنها حل مشكلة 300 دكتور جامعي هم دون تسويات رواتبهم وهل تنتظر الحكومة منهم مخرجات تعليم أجل وبرغم كل ما تواجههم من ظروف معيشية صعبة للغاية ملتزمين في أداء رسالتهم التعليمية الشريفة بكل شرف لقد سطروا بتغلبهم على أقوي الظروف والمشاكل قد تصادف إنسان في حياته ، لوحة حب الوطن والنهوض به. في انتظار ما تخفيه لهم بقية الأيام وقد تكون سنوات عجاف مقبلة من الحرمان من حقوقهم المشروعة في ضل إخفاق حكومتنا الفاشلة .