ما أجمل بزوغ نور أشعة الشمس فجرا لتمحي ظلام الليل الكئيب لتنير لنا الحياة لنسلك دروبها لقضاء احتياجاتنا ومع كل فجرا جديد يشعر الإنسان انه كتلة من النشاط والحيوية وقد تخلص من الإجهاد والأرق الذي أصابه في نهاية يوم عمل مضني خاصة أذا رسخ للراحة وهدوا البال ليبدأ عمل يومه الجديد بعقل غير مجهد ونفس طاهرة من الخبائث والاختلافات في وجهات النظر حول قضايا العمل التي تثري عملنا وتنميه وتخلق وسائل وأدوات مساعدة لذلك هذا السلوك السليم للإنسان السوي الذي يدرك انه شريكا مع من يعمل معهم ويستمع ويتمعن في كل ما يطرحه الآخرين مهما صغرت او كبرت وظائفهم هو يتعلم منهم وهم يتعلمون منه والكمال لله وحدة تلك هي الشراكة الحقيقية و يضيء طريقها نور المحبة الحقيقي بإزالة الأحقاد والضغائن والنوايا السيئة والتآمر والتجسس والخلافات بين الناس وحفر الحفر من قبل فئة لأخرى في دروب الحياة الجميلة خاصة من منطلق التسلط وحب الذات والانا والسعي لتغييب الآخر وانه لا يستحق الحياة كل تلك سموم تقتل روح الشراكة . يمكن اعتبار الشراكة ثقافة نتاج وعي اجتماعي أساسه قناعات بالمواطنة وفي العمل السياسي المواطنة ترتبط عادة بحق العمل والإقامة والمشاركة السياسية في دولة ما أو هي الانتماء إلى مجتمع واحد يضمه بشكل عام رابط اجتماعي وسياسي وثقافي موحد في دولة معينة. وتبعا لنظرية جان جاك روسو "العقد الاجتماعي" المواطن له حقوق إنسانية يجب أن تقدم إليه وهو في نفس الوقت يحمل مجموعة من المسؤوليات الاجتماعية التي يلزم عليه تأديتها. وفق مصطلح المواطنة ليكون "المواطن الفعال" وهو الفرد الذي يقوم بالمشاركة في رفع مستوى مجتمعه الحضاري عن طريق العمل الرسمي الذي ينتمي إليه أو العمل التطوعي. و تلعب المؤسسات الثقافية والفكرية والتربوية دورا محوريا في ترسيخ قيمة المواطن الفعال في نفوس المتعلمين. هذه العلاقة ينظمها القانون الوطني او الدستور الذي بالضرورة يكون فاعلا ومحترما من قبل الكبير قبل الصغير بالسن والمكانة وهو الميزان العادل لتصحيح خلافتنا واختلافاتنا متى ما أرسيت هذه الثقافة وصار القانون مبجل وفاعل وهو السلطان المطاع من قبل الكل وسيف العدل . والقانون هو نصوص في محتواها قيم ومبادئ تتحول إلى قناعات وثقافة وسلوك في الوسط الاجتماعي تكبح النفس الأمارة بالسوء وتصون هذه النفوس وتخاطب الضمائر وتحد من الجريمة والكبر والظلم وتقلل من الأحقاد والضغائن . وفي غياب القانون او سهولة انتهاكه تكثر المظالم ويزداد عدد المظلومين وبالتالي تتسمم المجتمعات بالأحقاد والضغائن التي تنمي الفتن والصراعات السلبية المدمرة وتتمزق المجتمعات وتحد من تطورها ونمواها وازدهارها . ما يحدث اليوم على الساحة السياسية في الوطن هي نتيجة طبيعية لسياسة نظام همش القانون وجعله عرضة للانتهاك من قبل فئات وجماعات تسلطت على رقاب الجماهير وداست على القيم الإنسانية النبيلة وحولتها إلى شعارات جوفاء مفرغة من محتواها الحقيقي وتفوق الظلم وغاب العدل وكثرت المظالم والمظلومين وتحولت المسئولية من أمانه إلى غنيمة ونهبت الثروة العامة وصار الفساد العنوان البارز الذي نخر كل مؤسسات الدولة وحولها لمؤسسات هشة ومتآكلة غير مفيدة جعلوها وحل لتبديد الثروة وبرزت أسوى ما في داخلنا من شرور ودون خجل صار حكام الوطن إلى عصابة لصوص ومهربين تاجروا بالأرض والإنسان والعرض . أذا نور المحبة عندما يكون نبراس يضيء حياتنا يطغي على الشرور والأحقاد والضغائن والفتن ويجهر صانعيها ومدبريها ومشاكلنا وصراعاتنا اليوم هي نتاج غياب هذا النبراس غابت المحبة والتآخي والود والاحترام والمواطنة فبرز عكسها وهي الكراهية أسوى ما في الإنسان من شرور الكراهية عندما تصير عنوان بارز في حياة المجتمع تدمره ويتآكل ببط حتى يتلاشى الكراهية عندما تستفحل تنتج مزيدا من الكراهية وتبدأ الأحقاد والضغائن والنقم والغل المؤثر البارز في توجهاتنا وسلوكنا وثقافتنا والنتيجة نحصد بذورها اليوم . كيف لهم ان يدمروا المجتمع الجنوبي ويفككوا أوصاله بغير الكراهية الم يراهن بقولة ان الجنوبيون لم ولن يتفقوا لانه اعلم بما زرعه داخل الجنوب و عندما تبدأ سموم الكراهية تسري في الجسم تتحول لثقافة لتعم الكل وتبحث عن تغذيتها في الأحقاد والضغائن تبدأ مع الطرف الأخر وثم تمتد داخل نفس الطرف وتطال الكل ويتآكل المجتمع ولا يتقبل الشراكة والأخر وتبدأ التصنيفات والفرز وفق الطائفة والمذهب والعرق الكراهية هي من تصنع أعدائك واليوم صار ذلك عنوان بارز عم الوطن جميعا ومصدر سمومه سياسة 33عام وعنجهية التخلف والعصبية القبلية والعرقية الموروثة . اليوم نتقاتل وندمر الوطن بقلوب مملؤة بالكراهية والغل والحقد من يقرأ المشهد يجد ان ما يدور من تدمير للمساكن والمدارس والمعاهد ودور العبادة يسري تحت عنوان {علي وعلى أعدائي} ورغبة جامحة لحرق الوطن ومن فيه لا تفكير لديهم بالمستقبل ولا بالحاضر لان هذا التفكير يدفعك للحفاظ على المنجزات مهما كانت ليستفاد منها في مجالات الحياة لكن الكراهية أعمت بصيرتهم لا تفكير لديهم بالشراكة والمواطنة لان هذه الثقافة لم نتلمسها في سلوكياتهم ثقافة العنف الطاغية المشبعة بالكراهية هي ثقافتهم قبحهم واضح في ما يلوحون به . تستشعر ثقل الكراهية لدى كل الأطراف المتصارعة في الخطاب الإعلامي والسياسي التشنج والتهديد والوعيد والتصنيف والتسميات كل هذا يولد مزيدا من الكراهية غاب العقل والعقلاء في هذا المعمعان واذا استمر الحال سندمر أنفسنا قبل الأخر روائح الكراهية النتنة تفوح لتعم كل أرجاء الوطن اليوم صار رجل الأمن والقوات المسلحة مهدد والمعسكرات عرضة للاقتحام والنهب وهي اخطر مراحل العنف الناتج عن الكراهية وللأسف هناك مثقفين وأكاديميين من يقفون موقف المساند او المتفرج لما يحدث علينا اليوم مسئولية أخلاقية و وطنية اتجاه مجتمعنا و وطننا لنوجه أصواتنا وأقلامنا في اتجاه نبذ العنف ورفض الكراهية وتعزيز المحبة والإخاء والوئام ليستقر الوطن ويتعافى وعلينا ان نتجنب مواجهة التطرف والغلو بالمثل ما أجمل أن يكون الإنسان متسامح وان لا يعامل الأخر بالنوايا وان لا يجعل نفسه قاضيا بل مصلح يعمل على اجتثاث الفكر بكسب ثقة حاملي الفكر وجذبهم نحوا أفكاره المنيرة أجد اليوم مثقفين ونخب يحسبون أنفسهم على الحداثة والتنوير وهم يدمروها خطابهم طارد بل محرض ضد الأخر بل مؤجج للصراعات والخلافات وفيه معنى واضح برفض قبول الأخر فكرا ورؤى مثل هولا يشكلون خطر اكبر من التطرف نفسه لأنه يتغذى من أفكارهم ويدفعونه للتمدد والانتشار هو يستفحل في المجتمع وهم ينكمشون ليست هكذا تعالج الأمور يا هولا . علينا ان نؤمن مجتمعنا بالأمن الفكري ضمن منظومة العمل الجماعي لتحقيق استقرار المجتمع وإبعاد أفراده عن التطرف والغلو يسارا ويمينا وإتباع منهج الوسطية الذي أكده الإسلام الحنيف في جميع التعاملات سياسية واقتصادية واجتماعية والفكر السقيم هو أساس الجريمة وتبني الأفكار والتعصب لها وإقصاء الآخرين ونفيهم من الوجود والحكم عليهم بأنهم غير مستحقين للحياة هو أساس الجرم وقمة التطرف يجب ان يكون مبدأنا التعايش والمواطنة وما نقبله لأنفسنا نرضاه لغيرنا الأخر وعلينا بالإعلام المحايد لقضيا الوطن وآلامه ولا ينجر للصراعات ويكون طرفا فيها والله الموفق .