انتقل إلى رحمة الله يوم الجمعة الماضية المناضل الوطني البارز عبدالله حيدرة منصور العشلة الوليدي .. في احد مستشفيات العاصمة الهندية بعد يوم من وصوله إليها لتلقي العلاج , اثر مرض عضال الم به . هذا ومن المقرر وصول جثمانه إلى عدن صباح يوم الاثنين الموافق 22 سبتمبر ومن المقرر أن يوارى جثمانه الثرى بمسقط رأسه قرية (اورمة) مديرية مودية محافظة أبين . الفقيد رحمه الله كان من ابرز قادة العمل الفدائي اثناء فترة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب ومن طلائع الرعيل الأول لثورة (14 أكتوبر 1963) وعضوا قياديا في تنظيم الجبهة القومية بالمنطقة الوسطى (دثينة) وكان من بين زملاءه آنذاك المناضلين ناصر السقاف ومحمد علي هيثم وعلي ناصر محمد ومحمد سليمان ناصر ومحمد عبدالله البطاني وغيرهم ممن تعاقبوا على قيادة جبهة المنطقة الوسطى "دثينة" وتولى منصب قائد القوات الشعبية ومساعد المأمور بالمنطقة الوسطى , عقب الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 67م . وكان الفقيد رحمه الله يحظى باحترام وتقدير كبيرين بين رفاقه في التنظيم وبين أوساط المجتمع عامة لما تميز به من صلابة مبادئه وإخلاصه لقضيته الوطنية ويتصف بالحكمة والاتزان والرشد , رجلا حكيما هادئا يحب الجميع , يرفض الغلو والتطرف والمزايدات التي كانت سائدة بين الرفاق عقب الاستقلال وخلال فترة بناء الدولة حديثة العهد .. وقاوم سياسة العنف والتصفيات , ونأى بنفسه عن مساوئ صراعات الرفاق وتصفية الحسابات التي طالته وهمشته هو الآخر .. واحرمته معظم حقوقه .. التي نالها غيره من المزايدين المتطرفين .. وبعث للدراسة إلى ألمانيا الشرقية في مجال الإصلاح الزراعي لمدة عام . وكان آخر منصب يشغله مديرا عاما لمديرية مودية محافظة أبين من (1993- 1994) حتى ابعد من منصبه بعد حرب اجتياح الجنوب عام 94م وظل بدون عمل وتم توقيف معاشه نهائيا وحرم من درجة تسوية وضعه الوظيفي حتى وفاته يوم 19 سبتمبر 2014م , عاش حرا عزيزا كريما رافضا للخنوع وكل أنواع المغريات.. حائزا على وسام الثورة (14 اكتوبر) ووسام الاستقلال الوطني (30 نوفمبر) وغيرها من الشهادات والميداليات الرفيعة . المذكور متزوج وله ولدان (عادل وعباس) وست بنات .. رحم الله الفقيد ألف رحمة ورحم واسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
