في مشهد دراماتيكي مثير وغير مصدق لدى البعض سقطت صنعاء بيد الحوثيين ( أنصار الله ) وسقوط صنعاء يعني سقوط اليمن بقبضة الحوثي. وأبرز مشهد لما حدث هو هروب الجنرال العجوز علي محسن الى جهة غير مجهولة وباعتباره الان فار من وجه العدالة والمطلوب رقم واحد لدى أنصار الله. وفي هذا المشد نشهد تجليات القدر وتقلبات الزمن, ففي الحرب الاولى 2004م بين السلطة والحوثيين كان الجنرال العجوز علي محسن يطارد زعيم انصار الله الحوثيين حسين الحوثي (مؤسس الحركة) من كهف بكف ومن مكان إلى آخر وفي هذا العام 2014م انقلبت الآية واصبح الجنرال محسن هو المطارد والمطلوب رقم واحد. أحكم انصار الله قبضتهم على صنعاء وتم وقف اطلاق النار وتوقيع اتفاق تسوية برعاية مندوب الاممالمتحدة بن عمر, وبذلك أصبح أنصار الله هم اللاعب والفاعل الرئيسي للمرحلة القادمة في اليمن. ردود الفعل حول ما حدث كانت متباينة ومختلفة' الدول العشر والمجتمع الدول رحب باتفاق التسوية بما معناه اعتراف المجتمع الدول بالقوة الصاعدة (انصار الله). من جانب اخر فضلت قيادات الحراك – وما أكثرها- الصمت ومراقبة ما يحدث كحال أي متابع عادي يتسمر خلف الشاشة لمتابعة آخر التطورات. فيما كان أغلبية الشارع الجنوبي مبتهجاً بما حدث, الذي يحن غالبيتهم إلى استعادة الدولة الجنوبية حيث يرى الكثير أن حجراً تدحرجت منن امام طريق حلمهم المنشود بعد سقوط بما تسمى عصابة 7/7 التي عمدت الوحدة بالدم والقوة. قبل كل ما حدث كان الحوثي هو الأكثر صوتاً في الشمال المنادي بحق حرية الجنوبيين في تقرير مصيرهم, ولعل تلك الأصوات قد خدرت الكثير من الجنوبيين وهو ما انعكس على ردة فعلهم عقب سقوط صنعاء بيد انصار الله. لذلك يعتقد الكثير من الجنوبيين بأن الحوثي سيهديهم الانفصال على طبق من ذهب, والحقيقة ان عشم الجنوبيين هذا كعشم ابليس في الجنة وذلك لأسباب عديدة. منها ان حديث الحوثي في ذلك الوقت حديث رجل لا يملك سلطة, وتأكيده على حق اعطاء الجنوبيين حريتهم في تقرير مصيرهم ليس حبا فيهم بقدر ما هو نكاية بالسلطات الحاكمة آنذاك وبالإصلاح تحديداً كونه الوجه الابرز والفعال فيها, وكذلك خلق مساحة من الود بين ابناء الجنوب وانصار الله. ايضاً من المستبعد أو من المستحيل ان يسلم الحوثي – الان وقد أصبح على رأس المشهد السياسي واللاعب الرئيسي فيه - الجنوب للجنوبين ويكتفي بحكم الشمال ذات المساحة الصغيرة والكثافة السكانية زائد جهل وتخلف وفقر مدقع. هذه الاعباء لن يستطيع الحوثي تحملها لذلك ضمان بقاء الجنوب أو الحصول على جزء من كعكة الجنوب المليء بالموارد أمر ضروري وحتمي بالنسبة, فالجنوب يعتبر البقرة الحلوب بالنسبة لمن يمسك الحكم في صنعاء وهل تعتقدوا ان يفلت الحوثي ببقرة الجنوب الحلوب من أجل بقرة الشمال العرجاء. فصل الجنوب بالنسبة للحوثي يعني وجود لاعب إقليمي ودولي اخر غير ايران الحليف الرئيسي لهم, لاعب جديد على تعارض مع اجنداتهم بمعنى ان الحوثي فتح على نفسه باب من الويلات التي قد ربما تعيده الى مربعه الاول, وهذا و ما لا يتنماه الحوثيين أو عدم السماح بحدوثه بقدر الإمكان. نكتفي بما ذكر من أسباب ويبقى الدور الان على الجنوبيين انفسهم بأن لا ينتظروا لأحد ان ينتصر لهم ان لم ينتصروا لأنفسهم, وان يتمكنوا من ايجاد الفعل وأداة الفعل وتفعيل دورهم من أجل استعادة وطنهم.