"بيت الأحمر" هم أسوأ وأردأ من حكم اليمن، لكنَّ الحوثي أسوأ وأردأ منهم بكثير: فهو لا يريد الاستئثار ب"السلطة" و"الثروة" فقط، بل يريد فوقهما "المَسْيَدَة". إنه لا يريد أن "يحكمكم" و"يسرقكم" فقط أيها اليمنيون، بل يريد- فوق هذا وذاك- أنْ "يتمَسْيَد عليكم"! أي يمني يدعم مشروع هذه الجماعة السلالية الظلامية يضع نفسه ليس في باب "خيانة ثورة سبتمبر" فقط، بل في باب "خيانة كل الثورات والاحتجاجات الشعبية" التي شهدها اليمن شماله وجنوبه، لأن الثورات والاحتجاجات الشعبية في هذا البلد- منذ منتصف القرن الماضي على الأقل- قامت غالباً من أجل المساواة والعدالة بين سائر اليمنيين ودون تمييز بينهم على أساس "السلالة" أو "العرق" أو "المنطقة" أو "الدين" أو "الطائفة" أو "الطبقة" أو "اللون" أو أي شيء آخر، بينما يشكل "التمييز السلالي والطائفي والمناطقي والعنصري" العمود الفقري لهذه الحركة المبتذلة جداً. قد يبدو كلامي هذا مبالغاً فيه، لكنكم كلما نظرتم الى أسس وبواعث الثورات والاحتجاجات الشعبية وتعمقتم فيها، ستصلون الى نفس النتيجة.
الحوثية ليست حركة مضادة لسائر الثورات والنضالات الوطنية التي مر بها هذا البلد المحترم والمظلوم واليتيم جداً، بل إنها حركة مضادة لكل ثورات ونضالات البشرية جمعاء. لا أحد في القرن الواحد والعشرين يناضل ويقاتل من أجل تقسيم المجتمعات الى "سادة" و"ما دونهم" إلا الحوثيون، ومصير مثل هذه الحركة المبتذلة هو مزبلة التاريخ والبشرية جمعاء.
استمروا في السير بغرور وغطرسة وعنجهية الى المزبلة أيها القادة الحوثيون! فما تفعلونه اليوم بجيشنا ودولتنا وعاصمتنا يثبت لنا أن المزبلة هي وطنكم الوحيد.. قد تحكمون هذا البلد ردحاً من الزمن، لكنه سيلعنكم على مرّ الأزمان، وسيضعكم في نهاية المطاف في مكانكم الصحيح.. احتفلتم اليوم بنصرٍ مسروقٍ بالكامل، وقضيةٍ مسروقة، وثورةٍ مسروقة، وسلاحٍ مسروق، ومفرقعاتٍ مسروقة، وميكروفوناتٍ مسروقة، وخطابٍ مسروق، وجمهورٍ مسروق، وملابسٍ مسروقة، في ميدانٍ مسروق، وعاصمةٍ مسروقة. احتفلتم ببدايتكم؟! مبروك! مبروك لكم! ومبروك لي أكثر! فقد احتفلتُ معكم، ولكنْ بنهايتكم.