تعيش العاصمة اليمنيةصنعاء على وقع الصدمة عقب الأحداث العسكرية واستيلاء الحوثيين عليها وعلى المؤسسات الحكومية والمدنية والعسكرية والأمنية، وفي جولة ل«الشرق الأوسط» بصنعاء، في الوقت الذي يواصل فيه مسلحو جماعة الحوثيين لليوم الخامس اقتحام المقرات ومنازل خصومهم بالعاصمة اليمنيةصنعاء، بينها منازل لقيادات جنوبية ومؤسسات حيوية وعسكرية استراتيجية، في حين نزحت عشرات الأسر من صنعاء بسبب الأوضاع التي تعيشها، خاصة بعد تهديد تنظيم القاعدة بهجمات ضد الحوثيين. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس أنها أمرت بخفض عدد الموظفين الأميركيين الحكوميين في اليمن بعد أن سيطر المتمردون الشيعة على أجزاء واسعة من صنعاء. وأضافت المتحدثة باسم الوزارة جين بساكي: «نتخذ هذا القرار بداعي الحيطة والحذر ردا على التطورات السياسية الأخيرة والأوضاع الأمنية المتغيرة التي لا يمكن توقعها في اليمن». وقالت مصادر مطلعة ل«الشرق الأوسط»: «الحوثيون لديهم قوائم بالأسماء والشخصيات التي يقومون باستهدافها، خاصة عشرات المنازل والمقرات التابعة لحزب الإصلاح الإسلامي، التي وصل عددها إلى أكثر من 20 منزلا ومقرا، والتي تعرضت لعملية نهب منظمة». وذكرت المصادر أن مؤسسات اقتصادية حيوية سيطر عليها، وهي الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال، وهي الشركة التي تدير مشروع الغاز الطبيعي المسال وتساهم فيها شركات عالمية كبرى، واقتحم مسلحو الحوثيين، أمس (الخميس)، صالة أعراس تابعة لجمعية الإصلاح في شارع الرباط، وأطلقوا النار في الهواء مرددين ما يسمونه الصرخة الخاصة بهم. بينما أكد سكان وموظفون مشاهدتهم لعشرات المسلحين في مقرات حكومية مهمة، رغم إعلان قياداتهم تسليمها للشرطة العسكرية، موضحين أن أطقم الحوثيين ونقاط التفتيش لا تزال منتشرة في معظم شوارع صنعاء، منها مقر القيادة العامة للجيش ووزارة الدفاع والتلفزيون ووكالة الأنباء الحكومية وسلاح الهندسة العسكرية ومقر المنطقة العسكرية السادسة. ولفتت مصادر إلى أن عشرات المسلحين من الحوثيين ارتدوا، أمس الخميس، الزي الخاص بالشرطة العسكرية للتمويه على وجودهم، وبثت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين، التي تبث من بيروت، مشاهد من داخل معسكرات استراتيجية للجيش اليمني، أهمها ألوية الصواريخ، ومعسكرات للحرس الرئاسي، وتشير المعلومات المتداولة عن استحواذ الحوثيين على أكثر من 150 دبابة إضافة إلى عشرات المدرعات والعتاد العسكري أثناء اقتحامهم صنعاء، الأحد الماضي. في سياق آخر، تظاهر، أمس (الخميس)، آلاف اليمنيين في محافظة إب وسط البلاد، للتنديد باقتحام ميليشيات الحوثيين العاصمة صنعاء، ونظم المتظاهرون مسيرات شعبية في ساحة خليج الحرية منددين بأعمال العنف واقتحام المؤسسات الحكومية والخاصة من قبل الميليشيات المسلحة بصنعاء، وأعلن المتظاهرون، بحسب البيان الصادر عنهم، الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، ترحيبهم باتفاق السلم والشراكة، مطالبين الرئيس هادي والجيش بالقيام بمسؤولياتهم القانونية والأخلاقية لحماية المواطنين وفرض سيادة الدولة، وردد المشاركون في المظاهرة شعارات ترفض الحرب الأهلية وعودة الحكم الإمامي، مشددين على أهمية إخراج الميليشيات المسلحة من العاصمة صنعاء وتولي الجيش والأمن مسؤولية حمايتها وساكنيها.