لا أعرف ماذا أقول أو ماذا أكتب .. لازالت صدمة وفاة العم / سالم السفرة، مدير أمن ساحل حضرموت، تتملكني وتُسيطر علي .. لا أجد نفسي مصدقاً لهذا الخبر .. الذي نزل علي كالصاعقة .. فبأي الكلمات أرثيك؟ وكيف تطاوعني الروح لقولها ؟ كنت أعتقد من أننا سنلتقي ثانية، فلماذا استعجلت الرحيل ؟ لا يجرأ قلمي أن يكتب لك رثاء، والرثاء لا يحلو لك ، ولا يطيبُ لي .. ولكني أرثيك من أعماق قلبي . لان رحيلك بهذه الصورة المفاجئة أذهلني .. وترك جرحاً موجعاً .. كنت ليلة أمس قد ذهبت للمشفى من أجل زيارته، وأخبروني أنه ذهب للبيت، واتفقت حينها مع الاستاذ حسين عمر بامدهافمدير عام شركة التأمينات على زيارته اليوم في بيته .. ولكن مشيئة الله كانت الاسرع .. وقبل نحو 4 ايام كنت برفقة العم سالم السفرة ، وحدثني والفرحة تعتريه عن قرب كشف خيوط الكثير من القضايا الغامضة والاغتيالات .. حاولت أن أجعله يخبرني أكثر ..كون الشغف الصحفي اشتغل بداخلي .. فضحك وقال لي .. لا تستعجل .. وكل شيء في وقته حلو .. وبعدها بيومين أتصل بي ..ليُحدثني عن شعوره بالألم والحزن من تصرفات بعض المقربين له، وكم تفاجأت حينما طلب مني أن أحل محله في حل قضية ما، بسبب وضعه الصحي .. كانت تلك بالنسبة لي ثقة كبيرة ومسئولية أكبر .. يالله ياعم سالم ، لقد رحلت في أصعب الساعات التي كنا نحتاجك فيها .. فتلوذ الغصة في صدورنا جميعاً، وأنت ترجل إلى باريك باسماً.. ذكراك ستبقى خالدة في قلوبنا .. والله أنني أشعر بألم كبير بداخلي .. ألم خسارة شخص مثلك .أحب هذه الأرض .. وسعى لأن يُحقق شيء لها، رغم كل الخذلان الذي تلقيته في عملك ممن كانوا حولك وكان يفترض بهم أن يدعموك ويقفون إلى جانبك. ومع هذا ورغم حالة الخوف واليأس والكسل التي سيطرت على غالبية منتسبي الجهاز الأمني .. كنت أجدك وبشجاعة المُحارب الذي جُرد من كل ذخيرته ، بقيت مُتمسكاً بأمل المستقل الأفضل لهذا الأنسان وهذه الأرض.. حتى وأنت في العناية المركزة وجسدك خاضع للأجهزة الطبية .. كنتُ أجدك تتابع مهامك الأمنية والرد على الاتصالات الامنية لا تتوقف .. كان هم وأمن البلاد والعباد يُسيطر عليه حتى وهو في لحظاته الحرجة.. لازلت أتذكر أول لقاء جمعني به .. على مائدة الافطار في بيته في شهر رمضان الماضي، وكيف امتدت ساعات حديثنا عن خططه ودراساته الأمنية والأشياء التي كان يطمح أن يُحققها. .. مطمئن انا عليك في رحلتك هذه إلى رب السموات .. مطمئن أنا لان دعوات تلك السيدة المفجوعة المحرومة وأطفالها، تُصاحبك إلى رب السموات والأرض لتفتح لك أبواب الجنة والنعيم إن شاء الله .. مطمئن عليك أنا .. لانني على يقين أن هنالك المئات من أمثال تلك الدعوات تُصاحب روحك الان .. لنُصلي من أجل راحتك الأبدية ، ونبتهل إلى الله أن يمنح جميع من عرفك وأحبك الصبر والسلوان ..