يبدو المشهد اليمني – في الزمن الراهن- أن من يحكمه هوثقافة المنتصر عسكريا ( الحوثيون) هذا من منظور عسكري وسياسي سواء على المستوى الوطني – اليمني – أو حتى على المستوى الإقليمي بل والدولي إن شئت القول – ولكن من زاوية أخرى معاكسة لما يجري على الأرض فالعكس هو الفعلي كون نشوة المنتصر أعمته عن أهم عناصر النصر وهو الانتصار الأخلاقي الذي يمكن من خلاله تقييم عملية الإنتصار برمتها ، وهذا ما لم يلمسه المواطن العادي فضلا عن غيره- في نتائج إحتلال صنعاء من قبل عناصر الحوثيين، ومن هذه النقطة إنكشف المستور وتبين لعامة الناس وخواصهم أن أخلاقيات من يدعون حب آل البيت وسعوا ويسعون لإبراز أنفسهم كمنقذ وحيد وفريد في ذات الوقت لليمن وانتشاله من أغلال مراكز القوى التي حالة دون تقدم اليمن وبناء دولة حديثة لا تمييز فيها لأحد عن أحد ماهي إلا شعارات زائفة ويافطات لامعة كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء !! ! السقوط الأخلاقي لأي منتصر كان إنما هو في الحقيقة يمثل قمة الهزيمة ومنتهى الانكسار وبالتالي يتحول –بكل تأكيد- ذلك الإنتصار العسكري إلى هزيمة مدوية يتجرعها المنتصر طوال حياته .مايحدث في صنعاء اليوم يمثل هذا السياق تماما ولسوف ينعكس السقوط الأخلاقي الذي يمارسه الحوثيون اليوم في عاصمة اليمن على مسار تلك الجماعة التي لا تؤمن بالآخر وتسلك المسلك الشوفيني الجديد القديم ،وسيكون العار الذي يلاحق كل منتمي لهذه الجماعة على مر التاريخ.
فرح اليمنيون باندثار مراكز القوى التي سيطرت على رقاب اليمنيين ردحا من الزمن ، حيث لم يكن بمقدور أي مواطن أن يتجرأ أن ينتقد أيا من تلك المراكز أو حتى يطالب بحقه المنهوب من تلك الجهات العابثة وبعد أفولهم مؤخرا فرح الناس برفع ذلك الكابوس إلا أن مايحدث اليوم في اليمن يشيئ إلى ما هو أشد وأنكى مما سبق !!وهنا يدرك الجميع بمن فيهم عقلاء الحوثيون أن هذه الجماعة سقطت أخلاقيا وربما فاقت سابقيها (ممن حاربتهم) في إذلال المواطن والفساد والطغيان والنهج الشوفيني .
تحية إجلال وإكبار لشباب وشابات الحزب الإشتراكي ومن معهم الذين خرجوا مؤخرا للتنديد بالتصرفات الغير وطنية من قبل المحتلين الجدد، أو بالأصح الشوفينيين الجدد.