كتب / حافظ الشجيفي بالنظر للقيمة الحيوية والاقتصادية والوطنية القصوى والعالية الشأن والاهمية التي تحتلها الموانئ البحرية على مختلف المستويات والاصعدة الخدمية والانتاجية في حياة الدول والشعوب وبالمقارنة مع بقية المرافق الاخرى الادنى قيمة والاقل اهمية منها ..فانك لن تجد بين الموارد البشرية او القوى العاملة التي تتولى عملية ومهمام الانتاج فيها عمالا تجرعوامن مرارة الظلم وغصص الحرمان وسموم التهميش ومصادرة الحقوق على يد الجهات المستفيدة منهم او التي يفترض ان تكون معنية برعايتهم وادارة شئؤنهم كتلك التي تجرعها ومازال يتجرعها على ايديهم منذ سنوات وعقود طويلة عمال مينا عدن للشحن والتفريغ دون سواهم ولم يحظوا خلالها باي نصيب مما ينبغي ان يحظوا به من قبلها عن جدارة واستحقاق لا مراء فيه من الرعاية والاهتمام وان لم يكن ذلك مهما بلغ مستواه كافيا لمكافئتهم ورد الجميل اليهم وتكريمهم عما قدموه وظلوا يقدوموه لليمن شعبا وحكومة من الخدمات والجهود الوطنية العظيمة , ومع ذلك فانهم لم ينالوه كاقل مايجدر بمثلهم ان ينالوه من باب التشريف والاعتراف بهم كعمال لا من باب الحق الذي لم ينتظروه منها مقابل كل قطرة عرق ساحت من مسامات جلودهم وجباههم واختلطت بالبحر حتى كادت ان تناصفه في منسوب الملوحة والماء. كما انك لن تجد بين بقية الدول التي تمتلك مواني بحرية في مياهها الدولية دولة واحدة في العالم تهتم وتعتني بعمالتها ومواردها البشرية العاملة باي مجال من مجالات الانتاج الاخرى فيها اكثر مماتهتم وتعتني بصورة استثنائية بعمالتها ومواردها البشرية العاملة في موانيها ماعدى اليمن البلد الوحيد على خارطة العالم الذي انفرد بذلك دون الجميع بل وتفوق فيه حتى على اكثر البلدان التي اشتهرت بالفساد والتسيب في العالم ..فهلا ورد الى مسامعكم من قبل علما عن دولة او حكومة سواها قد فعلت ذلك مع عمالها اينما عملوا من سابق وان حدث ذلك في حالات نادرة وقليلة جدا مع البعض منها فمن المستبعد حسب تقديري وتصوري بانه قد امتد ليطول العاملين في موانيها على وجه الخصوص حتى ولو لم تكن بعض هذه الموانئ تتمتع باي مقدار من الاهمية الدولية والاستراتيجية التي ينبغي ان يتمتع بها مينا عدن لاعتبارات كثيرة لايجهلها احدان لم يعد يتمتع بها كما كان يتمتع بها قديما كثاني ميناء في ترتيب قائمة مجموعة الموانئ الاكثر اهمية في العالم ...غير ان ذلك كما يبدوا لم يكن قمينا ليشفع لهولاء العمال ويعتق رقابهم مما اصابهم ولحق بهم من الغبن والضيم والكد والحرمان والاهمال طوال سنوات وعقود عملهم فيه ولربما كان ذلك واحدا من الاسباب التي افقدته تلك الاهمية وجعلته يخسرسمعته التاريخية ويتراجع عن مكانته الدولية كواحد من اهم الموانئ التي تتميز بموقعها الاستراتيجي والطبيعي الفريد على معظم الموانئ.
ولسنا هنا بصدد التفصيل بالكتابة حول الاهمية الاستراتيجية لميناء عدن وسمعته التاريخية بعد ان خسرهما لسبب او لاخر اذ لااظن ان ثمة من يجهل ذلك وانما لم نجد بدا من ضرورة التطرق اليها بهذه العجالة تمهيدا للخوض في قضية اخرى ذات علاقة طردية وثيقة به ولم يكن بوسعنا ان نتناولها ونميط الستار عنها ونستوفي شروط التحقيق فيها دون ان نستهلها بهذه المقدمة وصولا لكشف بعض من جوانب الصورة المظلمة التي تغطي الواقع المؤلم والمتدهور الذي يعيش فيه عمال الشحن والتفريغ بميناء عدن عسى ان نسهم من خلف ذلك في التعبير عن معاناتهم وهمومهم ورفع الظلم الجاثم على صدورهم واخراجهم من بوتقة التهميش والنسيان التي نصبها لهم النظام السابق خلال سنوات حكمه الى فضاء العناية والاهتمام الذي استبشروا بان يجدوا انفسهم فيه بعد ان قامت ثورة التغيير واسقطت اساطين الظلم والفساد ليجدوا انفسهم بعد مرور اكثر من عام ونصف على قيامها وقد ازدادت ظروفهم واوضاعهم بؤسا وسؤا على النقيض مماتفائلوا به فطالبونا بضرورة الكتابة عنهم وعن احوالهم لعل الدولة الجديدة تنتبه اليهم وتسمع عويلهم وتصغي لانينهم وتسارع لانتشالهم من مستنقع الاهمال والتجاهل الذي مازالوا غارقين فيه ..لتعمل على تعزيز صمود جماهير الكادحين وعموم فئات الشعب، والتوقف الفوري عن المس بمصالح الفئات المسحوقة، واعتماد سياسية اقتصادية تقوم على تعزيز حقوقهم وتخفيف الأعباء عنهم وعن الفئات المهمشة، والغاءالاستقطاعات الغير قانونية وتحديد اسعارخاصة بهم تراعي ظروفهم وخدماتهم الجليلة في خدمات المحروقات والغاز، والكهرباء والمياه، والمواد الغذائية الضرورية مثل الطحين والأرز والزيوت والأدوية وغيرها، والى إعادة النظر في العديد من الرسوم وحملات الجباية التي فرضت دون قوانين، تلك التي تزيد العمال فقرا وبؤسا، الأمر الذي يتطلب وضع قضية العمال وبالذات عمال الشحن والتفريغ بمينا عدن على سلم أولويات برامجها، والتوقف عن تجاهل حالة العاطلين عن العمل، والبحث عن حلول عملية تعينهم على مواجهة صعوبة الحياة.
في 7/7/2007م صدر حكم اللجنة التحكيمية للفصل في النزاعات العمالية التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية والعمل في الدعوى رقم (271)لسنة 2006م المرفوعة اليها من قبل مايزيد عن (400) عامل من عمال الشحن والتفريغ بميناء عدن عبر مندوبيهم الموكلين من قبلهم بمهمة التقاضي والترافع نيابة عهم امامها ضد خمس شركات تجارية تمثل القطاع الخاص اندمجت في كيان ملاحي واحد فيما كان يسمي ((بالادارة المشتركة للشحن والتفريغ)) التي وقعت في تاريخ 7/9/1997م مع مع الجهة المعنية بادارة الميناءاتفاقا ثنائيا انتقلت بموجبه مسؤلية اعمال الشحن والتفريغ اليها لمدة عشر سنوات اعتبارا من ذلك التاريخ مع مهام وصلاحيات الاشراف على هولاء العمال وتشغيلهم بدلا عن شركة الملاحة الوطنية التي كانت تتولى القيام بهذه المسؤلية كجهة حكومية تمثل القطاع العام قبل ان تتخلى عن ذلك بهدف افساح المجال وفتح باب المنافسة امام القطاع الخاص وتشجيعه على تسيير هذا العمل في المينا عوضا عن الدولة . غير ان الدولة ممثلة بشركة الملاحة الوطنية التي ابرمت هذا الاتفاق معها لم تنظر كما تبين لاحقا لابعين الاعتبار ولابعين العطف ولا حتى بعين القانون لما يفرضه عليها الواجب الانساني والاخلاقي والوطني تجاه هولاء العمال بالذات اكثر من اي واجب اخر ولم تكترث او تأبه بما يعنيهم من الامر ولم تراعي اوضاعهم المهنية والنقابية ولم تضع في حسبانها او تتخذ بشأنهم وقد قررت ان تبيعهم للقطاع الخاص اي اجراءات او تدابير قانونية او ضمانات تشريعية او ترتيبات تنظيمية من شأنها ان تحدد وتحكم علاقتهم بهذه الشركات وتصون وتحفظ حقوقهم ومكتسباتهم المهنية والقانونية وتؤمن مستقبلهم العملي معها او مع غيرها وتعالج مشاكلهم وانما سلمتهم اليها كمن يسلم قطيع من المواشي الضالة للوحوش الكاسرة وتركتهم في مهبات الرياح العاتية فريسة سهلة وسائغة لمخالب الجشع والاستغلال انياب الابتزاز التي ظلت تمزق و تنهش اجسادهم السمراء من خلال هذه(الادارة)التي اعتبرتهم ونظرت اليهم وتعاملت معهم كل هذه السنوات على انهم عمال ((مؤقتين)) ولاينطبق عليهم اي بند من بنود قانون العمل رقم (5) لعام 1995م والمعدل بالقانون رقم (25) لعام 1997م الساري مفعوله في البلادعلى نحو تعمدت من وراءه ان تحرمهم من تلك الحقوق والمكتسبات التي اقرها وكفلها لهم هذا القانون باعتبارهم عمال لهم من الحقوق مثل ماعليهم من الواجبات سواء كانوا مثبتين او مؤقتين وليس كما صنفتهم هي لتحتال على حقوقهم الشرعية والقانونية في مكافأة نهاية الخدمة وفي الحصول على الاجازات السنوية والتعويضات وتكاليف العلاجات اللازمة عن الاصابات والمخاطر التي يتعرضون لها في العمل او بسببه مثلهم في ذلك مثل غيرهم من العمال في كل مكان تمهيدا لانكارهم وحرمانهم منها لاحقا كما حاولت ان تفعل ذلك امام اللجنة التحكيمية عندما زعمت في اقوالها المثبوته بمحاضر القضية بان هولاء العمال لايستحقون منها شئ مماذكر اكثر من اجورهم اليومية رغم انها لم تتوقف خلال فترة عملها في المينا عن الخصميات التي طالما . ظلت تستقطعها منها تحت بنود القانون بواقع 9% بصورة يومية ولاتوردها لصالحهم كما ثبت ذلك للجنة التحكيمية التي باشرت النظر فيما تضمنته دعواهم من المطالب والحقوق فأصدرت حكمها حيالهم في التاريخ المشار اليه سلفا والذي نص صراحة على عدالة قضيتهم ومشروعية مطالبهم واقرها لهم وأمر الادارة المشتركة بقوة الشرع والقانون بتأديتها اليهم دون قيد او شرط ولو استدعت الضرورة استخدام القوة المسلحة معها لاجبارها على ذلك. الا ان الفترة المحددة الممنوحة لها بموجب ذلك الاتفاق لتشغيل الميناء انتهت بعد شهرين فقط من تاريخ صدور هذا الحكم لتنسحب الادارة المشتركة من الواجهة وتغادر الميناء في موعدها كما قدمت اليه وتستغني عن هولاء العمال وترمي بهم بكل بساطة على قارعة الطريق كما يرمى العظم بعد ان يؤكل لحمه وتتوارى عن الانظار قبل ان تقوم بتنفيذ هذا الحكم بما جاء فيه من قرارات صارمة,, ليجد هولاء العمال انفسهم في متاهات الضياع لايعرفون الى اين يتوجهون ومع من يتخاطبون والى اي شرع ينتصفون لانتزاع حقوقهم المنهوبة من ناهبيها ..وعوضا عما كانوا قد استبشروا ان يحل بهم من الخير في ان تتحسن اوضاعم المهنية وظروفهم العملية والمعيشية الى الافضل بعد رحيلها فقد قابلهم الحظ بما هو اسوا وأمر مما مر بهم وانقضى عليهم من البؤس والشقاء حينما وجدوا انفسهم مجددا مضطرين ومرغمين على العمل والتعامل مع شركات تجارية وملاحية اخرى كثيرة حلت محلها بعدما حصلت على تراخيص لمزاولة اعمال الشحن والتفريغ كلا على حده في الميناء وتسنى لها المجال اكثر مماتسنى لمن سبقها في في ممارسة الظلم والاستغلال عن طريق التنافس والمقاولة فيما بينها لتنفيذ هذا العمل على حساب مقدرات العمال وطاقاتهم العضلية وحقوقهم وارزاقهم الممعيشية دون اي ضوابط او قيود تشريعية او لوائح مهنية او اخلاقية تنظم علاقتها بهم لتنفرد كل شركة من هذه الشركات بحريتها الكاملة في تشغيل وتوقيف وفصل من تشاء منهم بكل انتقائية ومزاجية ليغدوا عرق هولاء العمال رهنا لمناقصات الظلم والجشع في اسواق الانانية والربح يعبثون به كيفما طاب لهم العبث دون حسيب او رقيب او وازع من دين او ضميريردعهم لمجرد ان هولاء الناس يحتاجون الى عمل يجنون من وراه مايسترهم ويسد رمقهم ويحفظ حياتهم من الفاقة والعوز هم واهاليهم ولعل هذه هي نقطة الضعف التي باتت تستثمرها هذه الشركات... وللوقوف على تفاصيل الصورة وتقريبها للقارئ اكثر فقد كان لنا ونحن نقوم بهذا التحقيق الصحفي ان نجري بعض الحوارات مع عدد من هولاء العمال الذين وافقوا على نشرها في الوسائل الاعلامية بعد ان تعهدنا لهم وابدينا استعدادنا الكامل امامهم كاشخاص ان نبذل مابوسعنا للوقوف الى جانبهم ومساندتهم وتحريك قضيتهم لدى كل كل المحافل الحقوقية والقضائية والاعلامية ومنظمات المجتمع المدني المهتمة وذات العلاقة اذا ماتعرضوا لاي اذى او ضرر او اجراء تعسفي بفعل ذلك وقد التقيناء على مقربة من البوابة الرئيسية للميناء بالعامل مطيع عبد الواحد الشعبي بينما كان منصرفا منه في طريق عودته الى البيت وهو يتصبب عرقا بعد يوم شاق وطويل قضاه اسوة بكثير العمال سواه في العمل تحت هجير حرارة الشمس اللافحة التي تذيب الارصفة وتشوي الجلود حيث رد علينا بد هنيهة من الاطراق والصمت بلسان حاله قائلا ((لاتؤاخذونا او تعتبوا علينا ان ترددنا او ابدينا تحفظنا من الخوض والتطرق لمسائل ترتبط مباشرة بمصادر رزقنا الوحيدة كهذه ..فانتم لاتدركون كيف تسير الاتمور هنا وكبف تجري وتتم الوقائع ,,فنحن نعمل مع شركات لاتقيم لنا وزنا او اعتبار وتتعاطى معنا عن طريق الفوضى والعشوائية دون اي معايير عملية او خدمية او مهنية تطبقها علينا ويمكن ان نتعرض للفصل والتوقيف والحرمان من العمل معها في اي لحظة ودون سبب ,,فلايوجد من يحمينا هنا او يدافع عن حقوقنا ,,فلا ادارة المينا تهتم ولا كيان نقابي يتلمس همومنا ويتحسس مشاكلنا فالنقابة التي كانت تمثلنا انتهت قبل ان تنتهي (الادارة المشتركة للشحن والتفريغ)) التي عملنا معها لمدة عشر سنوات قبل ان ينتهي عقدها المبرم مع المينا وترحل في العام 2007م ومعها مستحقاتنا ومكتسباتنا المهنية والقانونية التي احرمتنا منها ولم نجد من يقف معنا او يناصرنا عليها .. اما فهيم عبد النور محمد سعيد الذي التقينا به في نفس المكان ايضا وهو احد العاملين الذين يتبنون ويتحمسون لفكرة التاسيس لنقابة تحميهم وتدافع عن حقوقهم وتنتصر لقضاياهم فقد قال ((ان حكم اللجنة التحكيمية للفصل في النزاعات العمالية الذي صدر بخصوص دعوانا المرفوعة اليها ضد ماكان يسمى ((بالادارة المشتركة للشحن والتفريغ))قبل شهرين من انتها الفترة المحددة لعملها في المينا قضى هذا الحكم ضمن ماقضى به ان تقوم الادارة المشتركة بتثبيت العمالة التي امضت سبع سنوات واكثر في العمل معها وبعدم شرعية وقانونية الخصميات التي ظلت تستقطعها بصورة يومية بواقع 9%من اجورنا اليومية باسم القانون واعادتها الينا كما نص ايضا على حقنا كعمال في الاجازات السنوية بما يعادل راتب شهر عن كل سنة خدمة معها ومثلها مكافأة نهاية الخدمة الا ان الادارة المشتركة لم تنفذ شيئا من هذه الاحكام ,,غير اننا لانرى والحال كذلك مايجعلنا نلقي باللوم على الادارة المشتركة وحدها على مااصابنا ومالحق بنا من الضرر او نحملهتا المسؤلية بمفردها لنبرئ بذلك ادارة المينا مما يفترض ان تتحمله من كامل المسؤلية عن ذلك بعد ان فرطت فينا وفي واجباتها القانونية والوظيفية والادارية والاشرافية نحونا وورطتنا بالعمل مع هذه الشركات دون ان تلزمها باي ضوابط او لوائح ادارية او مهنية او نقابية او تنظيمية تضمن حقوقنا وتكفل مكتسباتنا وتحقق مصالحنا وتصون جهودنا وطاقاتنا وترسم حدود علاقتنا الانية والمستقبلية معها ...وسواء رحلت الادارة المشتركة للشحن والتفريغ ومعها حقوقنا او لم ترحل وتأتي شركات جديدة بدلا عنها او لم تاتي فان ذلك لا ولن يعفي ادارة المينا بأي حال من الاحوال من مسؤليتها الكاملة عنا وعن حقوقنا ماضيا وحاضرا ولاحقا وعما الت اليه اوضاعنا وظروفنا بسبب تقصيرها الواضح معنا وبالذات حين ادرجتنا ضمن صفقاتها التجارية التي عقدتها مع هذه الشركات كسلعة كاسدة ينبغي التخلص منها وتصريفها باي وجه كان لنصبح عرضة لعبث وتلاعب المستهترين بارزاقنا كما حدث ذلك ومازال يحدث حتى الان ... ويرى الاخ فهيم عبد النور محمد سعيد بأن هناك ترابطا بين تدهور أوضاع العمال ليس فقط في مينا عدن وحده ولكن في كل مرافق العمل والانتاج في الجمهورية وما اعتبره تراجعا في أوضاع الحريات فيها، حيث فسر ان ما يعوق حالة العمال من التطور هو غياب الحريات النقابية، بالإضافة لضعف الأجور وتدنيها الامر الذي جعل العلاقة بين العمال واربابهم تصبح علاقة اذعان ولايوجد اي قانون يحكمها سوى حاجة كل طرف للاخر .. من بين المجموعات والثلل العمالية التي توزعت على من المساحات الخالية القريبة من المدخل الرئيس للمينا بمديرية المعلاء واتخذت منها مواقعا للاستطلاع والترقب الذي يدوم على كل واحد من افرادها لايام واسابيع في انتظار فرصة واحدة يقتنصها اذا ماسنحت له عن طريق الحظ او المصادفة وليس عن طريق الدور والتناوب كما كان يفترض للعمل في المينأ لساعات مقابل ماقد يحصل عليه من المال الذي يساعده على توفير مايحتاجه واسرته من القوت الضروري للحياة..اقتحمنا احدى هذه المجموعات لمعرفة همومهم حيث التقينا العامل ماجد نعمان مانع وهو شاب يعيل اسرة تتكون من ابنتين وزوجة وابوين طاعنين في السن فقال((في عهد الادارة المشتركة للشحن والتفريغ التي ادارت هذا المينا خلال عشر سنوات قبل ان ينتهي عقدها كان العمل يجري بصورة منظمة وعادلة تكفل للجميع فرص المشاركة بشكل متساوي حيث كان يجري تنظيم العمال في تشكيلات مهنية باعداد تستوعب كل القوى العاملة المسجلة لديها في كشوفات ويتم توزيع المهام فيما بينها وفقا لجدول زمني محدد لانجاز عملها عن طريق الدور والتناوب اما اليوم ومنذ استلام هذه الشركات لمسؤلية الشحن والتفريغ فقد اختلفت طبيعة العمل هنا واصبحت الفوضى والعشوائية هي السائدة واصبح بامكان العامل الواحد ان يعمل مع اكثر من فرقة ومع اكثر من شركة بصورة تسببت باحتكار وتقليص فرص العمل لعمال معينيين على حساب اخرين كثر من المستحقين الذين باتوا على ماتراه من واقع الحال تزدحم بهم طوابيرالبطالة و الانتظار واقتناص وتصيد الفرص الامر الذي خلق فئتين من العمال فئة تحتكر فرص العمل واخرى تظل تنتظر نصيبها فيها وقد تحصل او لاتحصل عليه في نهاية المطاف وادى هذا لان تكون احداها مصدر تهديد للاخرى ..اذ لايتورع ارباب العمل والمشرفين على العمال عن طرد اي عامل ممن يعملون معها لاتفه الاسباب واستبداله بواحد اخرعلى وجه السرعة من عمال الفئة الثانية ماجعل العمل من الفئتين يستغنون ويتنازلون عن كثير من حقوقهم ومستحقاتهم ويفرطون في جهودهم وطاقاتهم ويقبلون بكل الشروط بفعل حاجة كل منهم للعمل ...وكما يقولون شئ احسن من لاشئ,,وقد ترافق هذا مع تزايد اعداد من الوافدين على المينا بحثا عن عمل وتراجع حركة الصادرات والواردات من والى المينا وتدني اجور العمال وغياب العمل النقابي الذي يحتاجون اليه .. شخص اخر انتفض من بين الجميع متسائلا وقد بدا عليه اليأس والغضب (اين ذهب عبد ربه منصور هادي واين تولى واعد باذيب واين اختفى قادة احزاب اللقاء المشترك واين يقف الجميع منا؟؟ وماذا عن ثورة التغيير التي قيل بانها اسقطت النظام واطاحت بأفاعيه السامة..الى اين وصلت واين استقرت وانتهت ؟؟ واضاف ان الثورة التي لاتبدا ولاتنتهي بتحقيق مطالب العمال واصلاح اوضاعهم وتحسين ظروفهم ورفع مستوى معيشتهم لاتعدوا ان تكون ثورة حقيقية قادرة على بنا المستقبل ... افحمنا الرجل بهذه التساؤلات ولم نجد مانرد به عليه اكثر مما اخبرناه به بان من يملك الاجابة عنها هم وحدهم الذين ذكرهم واشار اليهم فيها فالننتظر عسى ان يكون ذلك قريبا !111