في هذه الأيام أيضاً تعمد بعض القوى الدولية والإقليمية إلى تحريك الملف الجنوبي ليس حرصاً منهم في حل المشكلة الجنوبية، لو كانوا أهل حرص، أو كانوا سينطلقون من منطلق إنساني، وأخلاقي، وقيمي لما كانوا متفرجين على مأساة إخوتنا وأحبائنا في الجنوب منذ عام أربعة وتسعين وإلى الآن - هل أنهم كانوا نائمين فأفاقوا من رقدتهم وانتبهوا إلى واقع بئيس فتحركت فيهم الحمية الأخلاقية، ودفعهم الضمير الإنساني أن يتعاطوا مع المسألة.. لا!.. هم يتآمرون على الجنوب، هم لا يحبون لا الشماليين ولا الجنوبيين ولا أي يمني، هم يريدون لليمني أن يبقى تحت أحذيتهم ولا أن يرفع رأسه عزيزاً مستقلاً بقراره في أمر نفسه وتدبير واقعه. اليوم هم يتآمرون على الجنوب بمثل ما يتآمرون على الشمال بمثل ما يتآمرون على كل مواطن يمني، وهذا أمر مؤسف يتطلب وعياً عالياً من الجميع، وتعاطياً بمسئولية من الجميع - من كل القوى، ومن كل المكونات حتى نتعاطى بمسئولية أمام الله، وأمام التاريخ، وأمام شعبنا، وأمام مستقبلنا. إنني أؤكد أننا نمد أيدينا لإخوتنا الجنوبيين لنكون إلى جانبهم، ونقف معهم بالعدل وللعدل لحل القضية الجنوبية التي هي قضية أساسية ورئيسية في البلد - لا يمكن تجاهلها، ولا تجاوزها، ولا تمييعها، والمتآمرون عليها كُثُر حتى من داخل الجنوب هناك من تآمر على القضية الجنوبية في الجنوب وفي الشمال - والآن هناك من يتآمر حتى من خارج البلاد. وإنني أوجه دعوةً أخويةً ناصحةً صادقةً إلى الإخوة من القادة الجنوبيين المتواجدين في الخارج - حبذا لو أتيتم إلى بلدكم إلى صنعاء معززين، مكرمين، شامخين لمعالجة هذه القضية، ومناقشة هذه المشكلة، والوصول إلى الحل العادل في الإطار الداخلي وليس في الإطار الخارجي. أنا أعتقد اليوم أن الظروف مهيأة وأحسن من أي وقت مضى لحل المشكلة الجنوبية حلاً عادلاً - لأننا مستعدون كثورة شعبية أن نقف بكل ثقلنا مع إخوتنا في الجنوب، بكل إمكاناتنا، بكل رصيدنا الشعبي كثورة شعبية لحل مشكلتهم ومعاناتهم ومظلوميتهم. وإنني أؤكد لهم من جديد أن لا يثقوا بالخارج تجاه القضية أبداً، الخارج لن يتعاطى أبداً على أساس مصلحتهم كجنوبيين، التعاطي الخارجي هو تعاط تآمري - هو يستهدف الجنوب ويستهدف فقط الإستغلال القذر بعد طول تعام وتجاهل وتآمر على القضية الجنوبية، هو يريد أن يستثمر القضية فحسب. ولذلك نحن معنيون في هذه المرحلة كشعب يمني، وكقوى، وكمكونات أن نبادر بدون تأخير إلى تنفيذ (إتفاق السلم والشراكة) وأن نبدأ جميعاً مع إخوتنا الجنوبيين خطوات متسارعة وجادة في معالجة وحل المشكلة الجنوبية حلاً عادلاً. وأنا أقول: وأتمنى أن يكون هذا أيضاً هو ما يؤمن به الجميع أن العدل هو الذي ينبغي أن يكون هو الأساس في حل أي قضية وأي مشكلة - ما فوق العدل هو ظلم، وما دون العدل هو ظلم، وينبغي أن نرضى جميعاً بأن يكون العدل هو الأساس الذي نُعَوِّل عليه.