أمر غريب للغاية أن تحصل على دخل شهري يبلغ قرابة 24 ألف دولار شهرياً دون عناء، وقد تتسبب هذه المعلومة في سيلان لعابك، لكنها الحقيقة لوضع غير طبيعي يحصل في السعودية. والقصة هي أن "إدارة شؤون القطاع الصحي الخاص" التابعة لوزارة الصحة، تشترط في حال رغبة أي إنسان افتتاح صيدلية، أن يكون حاملاص لشهادة الصيدلة وغير مرتبط باي وظيفة، وهو ما وضع التجار وكبرى شركات بيع الأدوية "ملاك الصيدليات" في وضع محرج، مما دفعهم لإغراء خريجي الصيدلة لكي يستفيدوا من شهاداتهم مقابل هذا المبلغ الضخم حتى يتسنى لنا الإستمرار والتوسع في نشاطاتهم التجارية. هذا الإجراء يعتبر تحايلاً على النظام لكنه يسير معه بشكل قانوني أيضاً، حيث يعتبر الشاب أمام النظام هو المشرف على الصيدلية ولكن في المقابل هو مجرد صاحب شهادة تم تأجيرها على مستثمر، وبحسب الصيادلة السعوديين، تمكنهم شهاداتهم من الإشراف على ثلاثين صيدلية بحد أقصى مقابل مبالغ شهرية مضمونة، وبذلك يتمكنون من مزاولة أي أعمال لا تتطلب تسجيلياً رسمياً في الدولة ليستمر الحال على ماهو عليه، ولا ينتظرون وظائف الدولة التي ربما تكون في أماكن لا يرغبون الإنتقال لها. هذه المبالغ الكبيرة تختلف بدورها من مستثمر لآخر ومن شركة لأخرى، والخريج المحظوظ هو من يجد شركة كبرى في حاجة لشهادته، ويرفض هؤلاء الشباب الصيادلة اعتبار هذا العمل "الوهمي" استغلالا من قبلهم، ووصفوه تصرف طبيعي مقابل الأجور المنخفضة التي تقدمها وزارة الصحة لهم والتي تصنف رواتب الصيادلة ضمن الأجور المنخفضة. AR_Zoom ارتفعت ميزانية التموين الطبي في وزارة الصحة من 2,8 مليار عام 1430ه إلى 4,850 مليار عام 1434ه