صنعاء احتوت المليشيات المسلحة، رغم محاولات إثبات الوجود التي تبذل من خلال بعض الزوبعات التي يحاول بعض من أفرادها أن يثيرونها(عن قصد) ورغم ما يبديه البعض منهم من تصرفات هوجاء، خارج العصر، خارج الزمان والمكان، في محاولة منهم للفت الأنظار، كاعتراض بعضهم على قيادة النساء للسيارات، أو الاعتراض على سماع الأغاني في السيارات، بل لقد اعترض البعض منهم على لبس ربطة العنق، وقال أنها" من حق اليهود والنصارى" فالناس لم تعر مثل هئولاء أي اهتمام، بل لم ينالوا إلا الإعراض والللا مبالاة الشديدين، والاستنكار أحيانا، خاصة بعد إساءات بعضهم لبعض الناشطات من السيدات وتكسير سيارة إحداهن، وعلى العكس من أولئك يلقى بعض البسطاء منهم التعاطف للجهود التي يحاولون أن يبذلونها لنيل رضا الناس، ولكن هذا الوضع غير الطبيعي بشكل عام غير مرضي لكل الناس. والآن وبعد انتصار قوى الظفر ،الحلفاء، وبعد أن تحققت الأهداف الرئيسية المحددة وتم فور الانتهاء من الوصول إليها التوقيع على الشق الأمني من وثيقة السلم والشراكة الوطنية فماذا تريد صنعاءاليمن، كل ليمن؟ صنعاء تريد الأمن الذي تحققه وتضبطه وتحميه مؤسسات الدولة الأمنية، في الشارع وفي مرافق ومؤسسات ووزارات الدولة، صنعاء لا تريد المسلحين خارج القانون، باتفاق أو بدونه، لا تريد غير الدولة، لا تريد [المهنجمين] [المبندقين]، (ولو تمثيل) لا تريد ما تجاوزه الحال زمانا ومكانا، صنعاء العلم والأدب والفن والجمال والذوق الرفيع والظرف والبساطة والمرح والنكتة اللاذعة، صنعاء المدنية والصفاء والتعايش والتآخي التام والقبول بالآخر ، صنعاء التي "حوت كل فن" واحتوت كل أبناء اليمن بدون استثناء، بدن أن تفتش في ضمائرهم عن قناعاتهم وأفكارهم وهوياتهم ومعتقداتهم، ودون أن تهتم بالطريقة التي يمارسون بها عباداتهم،
صنعاء هذه هي كل اليمن، كل أهله يسكنوها، صنعاء التي تمقت العنجهية كما تمقت الطائفية والمذهبية والعرقية، ولا تريد جوامع أو مساجد بهويات خاصة محصورة، لا تريدها أوكارا للمؤامرات والدسائس والضغائن وغرس الكراهية وتنميتها، صنعاءاليمن تريدها كلها للعبادة لكل العباد، تريد كل جامع أو مسجد بمفرده لكل عباد الله بعيدا عن أية نزعة مذهبية متعصبة مقيتة، صنعاءاليمن التي لا تريد أية أحقاد أو احتكاكات أو حساسيات مذهبية، صنعاء الرائعة هذه، صنعاء كل اليمن، لا تريد غير الدولة ومؤسساتها الدستورية القانونية، وترفض الكآبة والبداوة والعبوس و[البهررة] و[النخيط] و[الفشر] والتهديد والوعيد والاختباء خلف بنادق:أبو عطفة ، والقناصات والمشير، والبوازيك وخلف القنابل والمعدلات والدوشكات،
صنعاء ترفض [المشوربين] فوق المواطن، أيا كانوا، وتريد مشوربين في الحدود، يحمونها بجدارة وفخر وبطولة ولا يتخلون عن ذرة تراب منها، ويرتاح أهل صنعاءاليمن لرؤية حملة الأقلام والكتب والزهور والورود وكل أدوات العمل والإنجاز والإبداع، ويقدرون عاليا عمال النظافة ويسعدون لرؤية العمال الكادحين وهم يحملون أدواتهم في طريقهم إلى البناء والإعمار، يسعدون وهم يرون أبناءنا الطلاب وهم ذاهبون إلى مدارسهم وعائدون منها، ويسعدون أكثر وأكثر وأكثر وهم يرون بناتنا زهراتنا وهن ذاهبات إلى المدارس وعائدات منها، يتفاءلون حين يرون الطبيبات والممرضات والمدرسات والعاملات والموظفات والقائدات في جهاز الدولة ومؤسساتها، يسعدون للعلاقة التي تسير نحو التكافؤ بين الرجل والمرأة، يطرب سكان صنعاءاليمن لسماع صوت أيوب طارش والآنسي والمرشدي والسنيدار وأبو بكر سالم ومحمد إبراهيم الصبري والحارثي وموسى بورجي وإبراهيم طاهر والسمة ومحمد سعد عبد الله وكرامة مرسال وإسماعيل باعلوي وفؤاد الكبسي وحسين محب وآل الأخفش والقعطبي والعنتري واللحجي وغيرهم من مبدعي الفن والجمال الروحي البديع،
يستمتع أهلها بمعارض الفن التشكيل التي تقام من وقت لآخر، ويتعس أهلها لعكس كل ذلك، يبكون ويتألمون لرؤية الدماء المسفوكة والأرواح المزهقة، يسعدون لسماع الكلمة الطيبة، والقصيدة الجميلة المعبرة المليئة بالصور الجمالية والإبداع، يغرق أهلها في السعادة حين يسمعون بتحقيق منجز تنموي أو خدمي، ويحزنون حين يعرفون بما يمارسه بعض خونة المسئولية من فساد وإفساد، #صنعاء#اليمن تحزن أكثر وتصاب بالاكتئاب من رؤية المسلحين من خارج مؤسستي الأمن والدفاع، #صنعاء#اليمن تستنكر المشائخ المسلحين والمسئولين المحاطين بالسلاح فما بالك بالمليشيات. صنعاءاليمن الآن تبحث عن الأمن، وترفض وستلفظ المسلحين غير الرسميين، صنعاءاليمن تصرخ بالفم المليان: أين أمن الدولة؟ لماذا يعكر المسلحون غير النظاميين حياتنا اليومية؟ لماذا تفرض علينا كل هذه المظاهر غير النظامية؟ نريد مدينة اليمن، صنعاءاليمن خالية من كل مظاهر وأدوات العنف والقتل وسفك الدماء، نريدها مدينة للمدنية، مدينة للتطور والتقدم والإبداع، نريدها مدينة بما في الكلمة من معنى.