ونحن نتحدث عن الثورة الجنوبية اليوم بكل تفاصيلها وظروفها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية نقف جليآ والألم يعتصرنا، مع كل القيادات الجنوبية بمختلف مكوناتها الثورية ونسأل القيادة ونضع بين أيديهم. تساؤلات عدة : لماذا تصاعد الرفض الشعبي لقيادات الحراك؟ ولماذا الاختلاف والتباين بارز حول السطح دائما بين قيادات الحراك؟ لماذا أصبحت القيادة عبئاً ثقيلاً على الجماهير الجنوبية؟ كل هذه التساؤلات تقودنا إلى ثلاثة مسلمات : المسلمة الأولى وهي أن القيادات الجنوبية بمختلف مكوناتها لا ينتهجون أي برنامج سياسي يسيرون عليه باتفاق سياسي وعمل مؤسسي منظم يمكن الثورة من التقدم والاستمرار بكل ثقة ونجاح. وبالتالي انعدام الأساس المؤسسي للعمل على الأرض، والعمل تحت رؤية واحدة وقيادة واحدة يعد تقويضآ للعمل الثوري، ومن همه وهاجسه ذلك من القيادة، فثورته ثورة قيادة ، أمله وحلمه كيف يتربع على كرسي القيادة دون أن يقدم أي مفيد لثورة. المسلمة الثانية : العلاقة المبتورة وانعدام الثقة وغياب الشفافية بين القيادة والجماهير عزى إلى التخبط وطغيان الازدواجية في القرار السياسي. وعندما تستهوي هذه الخاصية عقول كثير من قيادة الحراك فان عنصر الثقه يبدأ بتراجع بينهما وبين الجماهير ،خاصة وأن قيادة الحراك كما أتضح تعمل وتظهر في المناسبات فقط . المسلمة الثالثة :أن الشعب في الجنوب يتوق بكل مايملك من ثمن إلى الخلاص من هذا الاحتلال وقداثبت هذا الشعب صدقه واخلاصه من خلال المليونيات المتلاحقة وبرهن على ذلك صدقه وثباته على مبادئه في التحرير و الإستقلال، وتمسكه باهدافه التي خرج من أجلها و ضحى بكثير من شبابه في سبيل تحقيقها.
سائرآ دومآ تحت امرة قيادته السياسية التي تعبر عن تطلعاته وطموحاته وآماله.
ولم تتنازل عن دماء أبنائه.. تحيه للثوار الأبطال، الرحمه للشهداء، الشفاء للجرحى، والحرية للأسرى، وإنها لثورة حتى النصر.