يحرص السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على حضور مناسبات افتتاح دورات الخليج، ولايكاد يفوت فرصة تلبية دعوة الاتحاد المنظم للبطولة لزيارة منطقة الخليج والالتقاء بالقادة في مجال السياسة والرياضة وتوثيق علاقته بالخليجيين لاسيما أنهم أصحاب فضل عليه وتحديدا الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) في دعمه له حتى أصبح رئيسا للفيفا عام 1998 ومازال. ومع كل حضور لرئيس (فيفا) لدورة الخليج يتكرر عليه السؤال الموحد من قبل وسائل الإعلام "هل (فيفا) يعترف بدورة الخليج أم لا، ولماذا؟". أذكر أنني سألته ذات السؤال في مؤتمر صحفي أقيم عشية افتتاح خليجي 15 في ملعب الملك فهد بالرياض وأجاب كعادته بدبلوماسية "إنها دورة مهمة و(فيفا) يشجعها ويدعمها الخ"... وبغض النظر هل (فيفا) يعترف أو لا يعترف بدورة الخليج وما يصاحبها من جدل كل مرة، إلا أن حضور بلاتر لافتتاح خليجي 22 إذا ما تم فهو يأتي في ظروف معقدة وحساسة بالنسبة له وذلك قبل خوضه الانتخابات الرئاسية للمنظمة الدولية الحاكمة لكرة القدم في العالم للمرة الخامسة على التوالي والتي ستقام مطلع صيف 2015 العام المقبل وذلك إعلان الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اعتراضه ورفضه الصريح لترشح بلاتر لفترة خامسة، وقال بلاتيني في تصاريح إعلامية الأسبوع الماضي "إن الاتحاد الأوروبي لن يدعم بلاتر في انتخابات (فيفا) العام المقبل وأنه شخصيا غير مقتنع بترشح بلاتر لولاية خامسة ليرأس (فيفا) مرة أخرى بعد أن ضرب عهدا لهم والحديث هنا لبلاتيني خلال انتخابات 2011 أنه لن يعيد ترشيحه مرة خامسة، وتزداد الضغوطات على بلاتر أيضا بعد إعلان الفرنسي الآخر جيروم تشامباجن عضو تنفيذية (فيفا) السابق خوض المنافسة والترشح لرئاسة (فيفا) العام المقبل. وبالرغم من الشعبية والاحترام الذي يحظى به بلاتر في قارتي آسيا وأفريقيا عطفاً على سياسته الذكية مع القارتين وفي الوقت الذي أعلن فيه البحريني الشيخ سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي عن دعم اتحاد القارة لبلاتر في انتخاباته القادمة وما قام به الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب بزيارة لبلاتر سبتمبر الماضي في مقر (فيفا) في زيورخ كأول مهمة خارجية منذ تعيينه وما تعكسه هذه الأحداث من أهمية في متانة العلاقة وحشد التأييد إلا أن خليجي 22 ستشكل الوقت والمكان المناسبين لبلاتر لكسب الدعم مرة أخرى وضمان أصوات المنطقة. بلاتر الذي مازال يقاوم هجوم الإعلام الغربي والبريطاني على وجه الخصوص والدفاع عن (فيفا) في قضايا الفساد والرشوة التي تطاله واستطاعته قيادة إمبراطورية (فيفا) بسياسة قوية جدا حيث يقول المقربون منه إنه يعرف تماما كل خطوة يخطوها وماهي نتائجها، كيف لا وهو الذي أزاح محمد بن همام عن خارطة كرة القدم بأكملها بعد إعلان الأخير ترشحه 2011 لمنافسة بلاتر على المقعد الرياضي والسياسي الساخن رئاسة (فيفا).