وجهت الولاياتالمتحدة اتهاما لروسا بخرق وقف إطلاق النار في أوكرانيا، بعد ورود تقارير عن تسلل قوات روسية ومعداتها الحربية للبلاد. وقالت مبعوثة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة، سامانثا باور، إن روسيا تحاول إشعال الحرب في أوكرانيا أثناء محادثات السلام. في حين وصف سفير روسيا لدى الأممالمتحدة، ألكسندر بانكين، هذه المزاعم بالدعائية. وقتل أكثر من أربعة آلاف شخص في الصراع بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد. كما نزح حوالي مليون شخص من منازلهم منذ بداية الصراع في أبريل/نيسان الماضي. واستمرت أعمال العنف رغم التوصل إلى اتفاق بوقف إطلاق النار في اجتماع بعاصمة روسياالبيضاء، مينسك، في سبتمبر/أيلول الماضي. ويتبادل الطرفان الاتهامات بشأن خرق الاتفاق. وتشهد العلاقات الروسية الغربية أسوأ حالاتها منذ الحرب الباردة بسبب الصراع في أوكرانيا. ودعت الولاياتالمتحدة لاجتماع في مجلس الأمن بالأممالمتحدة يوم الأربعاء، بعدما وجه حلف شمال الأطلنطي (الناتو) اتهاما لروسيا بإرسال قوات ومدفعية وأنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا.
وقالت باور في الاجتماع "الأمر واضح؛ فشلت روسيا في تحقيق الالتزامات التي وعدت بها. توسطت روسيا في خطة السلام ثم تجاهلتها في كل خطوة. تتحدث عن السلام ثم تؤجج نيران الحرب." لكن بانكين قال إن ادعاءات الناتو "لا تعكس حقيقة الأوضاع". واتهم أعضاء مجلس الأمن "بشن حملة إعلامية ضد بلاده". كما حذر مساعد أمين عام الأممالمتحدة للشؤون السياسية، جينس تويبر-فراندزين، من "عودة القتال لذروته". وقال إن الاحتمال البديل، وهو صراع متأجج "تسيطر عليه معارك صغيرة"، سيكون "كارثي لأوكرانيا".
كما عبر عن قلقه من احتمال ثالث، وهو نشوب "صراع طويل الأمد بشكل يؤثر على الوضع الحالي في جنوب شرقي أوكرانيا لسنوات أو عقود قادمة". وقال القائد الأعلى لقوات الناتو، فيليب بريدلوف، للصحفيين يوم الأربعاء إن إنزال القوات الروسية في أوكرانيا قد يكون الهدف منه إعادة إمداد الانفصاليين لفرض سيطرتهم. وأضاف أن ذلك سيساعدهم على "إحكام السيطرة على رقعة أكبر من الأرض، والإبقاء عليها على المدى البعيد". ولم يحدد بريدلوف أعداد القوات والمركبات والأسلحة التي رصدت. لكن مسؤول بالناتو قال ل بي بي سي إن المنظمة "رجحت" أن القوات والمعدات روسية الأصل.
ومع ذلك، قال إيجور كوناشنكوف، المسؤول بوزارة الدفاع الروسية، "لم يكن هناك دليل في الماضي وليس هناك دليل حاليا" يدعم مزاعم بريدلوف. وكانت الأزمة الحالية في أوكرانيا قد اندلعت بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا في شهر فبراير/شباط الماضي إثر احتجاجات شعبية. وردت روسيا بضم شبه جزيرة القرم من الأراضي الأوكرانية، كما بدأ الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا انتفاضة ضد الحكومة تطالب بالانفصال عن البلاد. وتنفي روسيا باستمرار إرسال قوات ومعدات لدعم الانفصاليين، غير أن الانفصاليين أنفسهم قد اعترفوا بتلقي مساعدات من "متطوعين" من روسيا.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن الطائرات الروسية سوف تحلق في دوريات فوق المحيط المتجمد الشمالي إلى منطقة البحر الكاريبي وخليج المكسيك. وقال شويغو إن الوضع الحالي يفرض على روسيا إعادة الطيران فوق تلك المنطقة، بعد أن توقفت عن ذلك في نهاية الحرب الباردة. وفي تلك الأثناء، قال وزير الدفاع الأوكراني إن قوات حكومية تعيد انتشارها استعدادا لهجوم جديد محتمل من قبل الانفصاليين الموالين لروسيا.
وكانت نيران المدفعية الثقيلة قد هزت مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا، وهي المركز الصناعي الذي يسيطر عليه الانفصاليون الموالون لروسيا يوم الأربعاء. وأشارت تقارير أخرى إلى وقوع اشتباكات بالقرب من مدينة لوهانسك التي يسيطر عليها الانفصاليون، مما أدى إلى مقتل جندي أوكراني وإصابة آخر، حسب قوات الأمن الأوكرانية.