الكل يتساءل لماذا هذا التجمد داخل الثورة الجنوبية هل اصاب الثوار الصقيع وعقولنا التبلد في الخروج من دوامة القيادة والسير بالثورة الى بر الامان ومن خلال تتبعي ومراقبتي المتواضعة بعين الناقد للاتجاه العام للثورة الجنوبية اعتقد ان الاسباب لا تخلو من الاسباب الأتية : اولا.. قيادة لا تحمل مشروعا حقيقيا وتناضل من اجله وتسعى الى تحقيقه فاصبح دور القيادة هو احتواء اي عمل ثوري واظهار للشعب دايما الاختلافات واعلان تأسيس المكونات واصدار البيانات من الغرف المغلقة هذا يزيد الطين بله ويعمل على تشتيت الجماهير، ان القياد تعيش في تخبط رهيب ومفجع ويرتكبون اخطاء بالجملة جعلت الناس يتململون ضجرا وغضبا من عدم وجود اي تحسن بل حدوث تقهقر اسوا بكثير من عهد الأنظمة الاستبدادية المحتلة، ان القيادة تنقصها الخبرة وليس لديها مستوى عالي من الحنكة السياسية والرؤية الاستراتيجية في وضع شديد التعقيد، هم لا شك ناس طيبون وقد تكون نواياهم حسنة لكن النوايا الطيبة وحدها لا تكفي في عصر التكنولوجيا المعقدة وتعقيدات الحسابات والتوازنات الداخلية والدولية وصعوبة إيجاد حلول خلاقة للازمات المختلفة وهنا يكون القايد عديم الخبرة ضيق الافق وقصير النظر لا قدره له على قيادة الامة الى مستقبل افضل . ثانيا وطن بلا انسان ان سياسات المحتل لعقود من الزمن تم خلاله استهداف تدمير التنمية البشرية في الجنوب وإهمال قدرات البشر العلمية والفكرية والنفسية أفرزت لنا وطن بدون انسان واعي اي جدران بدون انسان يفكر تفكير سليم وواعي ان الانسان هو الذي يصنع النهضة بقدراته العقلية لكن في حياتنا تنقصنا كثير من المؤهلات العلمية والأخلاقية هذا لا يجعله يقدم مشروع تنموي كل ما يفعله الناس هو الصراخ في الساحات والشوارع والميادين لكن لا نرى اعمال تواكب ما يريده الجماهير . ثالثا انها عصر الايديولوجيا اننا نعيش عصر ما بعد الحداثة نجد وللأسف الشديد البعض يعمل من اجل أحيا ايديولوجيات قديمة قد تم تجريبها وفشلت اننا اليوم بحاجه الى نخب وانظمة حكم لا تبني سياستها على الماضي على قوالب ايدلوجية جامدة لأنها تقيد الحركة وتودي الى الاستبداد والقهر والقمع للآخر نحتاج الى حكم رشيد مرن منفتح بلا افراط ولا تفريط انه توازن صعب لا شك ولكن اذا تحقق سيحقق معه طموح الامه ويكشف عن طاقات الانسان وتأسيس العدالة الاجتماعية داخل المجتمع مستقبلا . رابعا تدخلات الاحتلال بكل شاردة وواردة مستقلا ضعف قيادة الحراك ويعمل ويخطط لإرباك الجماهير واعاقتهم عن تحقيق هدفهم .