هل اكتشف الحوثي الورطة، أم ما زال يكابر؟ أكثر من ألف قتيل، وضعفهم جرحى في أول شهرين من المعركة الطويلة. فقبل شهرين احتلت ميليشيا الحوثي صنعاء، وما ظنته سهلاً أنزل عليها الويل، عندما قررت التمدد إلى المحافظات الأخرى. فمع كل يوم تغوص أقدامه أكثر في الرمال، وعصابته تتلقى الصفعات من كل جانب، وغير قادرة على إيقاف مسلسل القتل، وطاقته البشرية لا تكفي هذه المساحة الجغرافية الهائلة، وحليفه علي عبد الله صالح سيستنزفه إلى آخر فرد. وكل تأخير في عودة الأمور إلى طبيعتها، يعتبر استنزافاً لطاقة الحوثي، العسكرية والبشرية؛ نقص مستمر للعتاد والذخيرة، وسقوط كوادره قتلى وجرحى بالاستهدافات المباشرة، من تفجيرات وقنص. فعناصر الميليشيا منتشرة في جميع الشوارع، تنظم حركة السير وتؤمن المواقع الهامة، فأصبحت أهدافاً سهلة أمام السيارات والأجساد المفخخة. أما الوضع العام للبلاد، فعلاوة على أزمة اقتصادية سابقة، كانت شعاراً كاذباً لبدء تمرد الحوثي، هي اليوم أزمة متنامية. مشتقات النفط لن تبقى على أسعارها، ولن يسعف اليمن تراجع السعر دولياً، وموازنة الدولة للعام المرتقب غير قادرة على الالتزام بأولوياتها، ولن يكون مفاجئاً أن تتوقف عن دفع المرتبات. فما الذي سيفعله الحوثي لسد الأفواه الجائعة؟. اليوم، مع مرور أول شهرين يمكن القول إن ميليشيا الحوثي دخلت في معركة لا نهاية لها. لا تستطيع ميليشيا بآلاف معدودة أن تحكم بلداً مليئاً بالجماعات والسلاح، وجل سكانه من مذهب مخالف للحوثي. الواقع أن الحوثي يكابر في ظاهره، أما في باطنه فيردد: لقد وقعنا في الفخ!