يدخل النضال السلمي لشعب جنوباليمن عامة الثامن متجاوزا كل العراقيل والتحديات غلى طريق الحرية والاستقلال واستعادة الدولة ليضع المحتل اليمني الغاشم في حيرة من امرة امام تصميم هذا الشعب العظيم في تحقيق اهدافه الاستراتيجية مقدما القوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين الذين كانوا وقود ثورة هذا الشعب واملها في تحقيق النصر العظيم . حيث جسد نضال شعب الجنوب مرحلة متقدمة من النضال السلمي الحضاري بإعلان العصيان المدني المفتوح منذ الذكرى 51 لعيد ثورة 14 اكتوبر المجيدة وحتى تحقيق الاستقلال واستعادة دولة الجنوب الحرة الديمقراطية ، وتجلت ذروة هذا الاعتصام المفتوح في توافد اعداد كبيرة من ابناء الجنوب الى الميادين والساحات ومنها ساحة العروض بخور مكسر في محافظة عدن وساحة القرار قرارنا في مدينة المكلا محافظة حضرموت ، وقد انضم الى ساحتي الاعتصام كثير من مرافق العمل الحكومية الهامة تأييدا للاعتصام والاسهام في النضال السلمي التواق للحرية والاستقلال ، اضف الى ذلك فقد بدأت معظم مدارس الجنوب برفع علم الجنوب وترديد نشيد الجنوب المؤقت في الطوابير الصباحية وكذلك رفع علم الجنوب فوق معظم المرافق الحكومية . برغم كل هذه التطورات التي صنعها هذا الشعب الجبار الذي قدم التضحيات من اجل استعادة دولته المدنية الديمقراطية الحديثة الا ان هناك العديد من التحديات والمخاطر التي تواجه نضال الشعب السلمي جعلته يعيش مخاض عسير من الممكن ان يشوه المولود الجديد او يصيبه ببعض العاهات ، لذلك لابد من التحوط منها ووضعها بعين الاعتبار والخروج منها الى بر الامان . المخاطر والتحديات : يواجه الحراك السلمي الجنوبي العديد من المخاطر والتحديات نوجزها في الاتي : 1- ان الفعل الثوري على الارض مهما بلغ مده وتطوره اذ لم يكن مرتبط بفكر ثوري اصيل يقوده ويوجهه بما يتلاءم مع الواقع والمتغيرات والامكانات بالاستفادة من العقلاء والمفكرين واصحاب الخبرات في العمل الثوري ، فان ذلك يؤدي الى نتائج عكسية وخيمة تجعل هذا الحماس الثوري للشباب يؤدي الى الاحباط والتراجع والتخاذل فمثلا اعلان يوم 30 نوفمبر يوما للاستقلال دون دراسة ولا يتناسب مع الواقع والامكانات فالنتائج تكون قاسية اذا لم يتم الوفاء بالوعد الذي لا نعلم من حدده . 2- كثر عدد المكونات الثورية وتفرقها وتشظيها وعدم القبول بالأخر والتهميش والاقصاء والتخوين سمه لا ترتقي الى مستوى شعب الجنوب وتضحياته وتطلعه الى غد مشرق يسوده العدل والمساواة وسيادة النظام والقانون . 3- يجب الا نغفل التمدد الحوثي في المناطق الشمالية وخطورة ذلك على الجنوب في ظل اعلان المؤتمر الشعبي العام والرئيس المخلوع علي صالح بالتحالف العلني مع الحوثيين (انصار الله) وكذلك توفر الامكانات المالية والمادية لديهم وولاء معظم القوات المسلحة للمخلوع فمن الممكن ان يتم شن حرب جديدة على الجنوب تحت مسمى حماية الوحدة وقد تم التهديد بذلك اكثر من مرة . 4- الحذر ثم الحذر من الدعم المالي الخارجي الذي يريد الانقضاض على الثورة السلمية وتحويل مسارها فهناك ثلاثة مشاريع (المشروع الايراني والمشروع القطري والمشروع السعودي) بغرض تنفيذ اجندة تخدم مصالحهم على حساب شعب الجنوب فمن يريد ان نخدم التمدد الحوثي في المنطقة ومن يريد ان نصارع الحوثي نيابة عنه. 5- الاعلام المضاد الذي يقوم في بث الاخبار الكاذبة والترويج لها بغرض توسيع دائرة الاختلاف والانشقاق بين صفوف الشعب وبين المكونات الثورية من ناحية وبين الشعب والجنوبيين الذين يعملون في وظائف حكومية مع نظام صنعاء من ناحية اخرى . الاجراءات والتحوطات : حتى يتم التغلب على المخاطر والتحديات التي تواجه الحراك السلمي الجنوبي لابد من اتباع العديد من الاجراءات للحد من هذه المخاطر وتوصيل الثورة الى بر الامان ومن هذه التحوطات مايلي : 1- تكوين فكر ثوري بالاستفادة من العقلاء واصحاب الخبرات والمثقفين والمفكرين يؤسس لاطار نظري ثوري يلائم واقعنا المعاش . 2- الاسراع بعقد المؤتمر الجنوبي العام والخروج برؤية موحده يتبعها النضال السلمي الجنوبي وتوحيد المكونات الثورية في اطار ثوري موحد (دون تهميش او اقصاء او تخوين ) يحمل اي تسمية مناسبة مع الاحتفاظ ببقاء المكونات الثورية لمن اراد الاحتفاظ بمكونه ذات الخصوصية المعينة ، انطلاقا من الفكر الثوري الاصيل الذي يقود الثورة التحررية الى الطريق السليم . 3- العمل على التواصل الخارجي لهذا المجلس الثوري المشكل مع كل المنظمات الاقليمية والعربية والدولية والمنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني حتى يتم التعامل مع جهة واحدة ومخول لها ذلك كممثل وحيد وشرعي لشعب الجنوب في والداخل والخارج . 4- تفعيل دور المجلس العسكري المشكل من خلال احصاء القوة البشرية والمادية وتكوين اللجان الشعبية وتحديد مهام كل لجنة في مختلف ومديريات ومحافظات الجمهورية تحسبا لأي طارئ وفي اي لحظة ، والتنسيق مع الجنود والضباط والقادة العسكرين الجنوبيين المخلصين في الجيش بهذا الخصوص . 5- اليقظة الاعلامية الحازمة لكل الشباب العامل في مجال الاعلام بكل انواعه والتحري في كل ما ينشر والتأكد من مصادره وعدم نشر اي معلومات او اخبار لا تخدم مصلحة شعب الجنوب وقضيته العادلة وتجنب نشر الاخبار المفبركة التي تسيئ الى نضاله السلمي واهداف الثورة الاستراتيجية . 6- تشكيل لجنة مكونة من 5-10 اشخاص للتفاوض مع نظام صنعاء حول الاسراع في تحقيق حرية واستقلال شعب الجنوب وحل قضيته العادلة ، وتشكيل لجنة اخرى للتفاوض مع الجنوبيين العاملين مع نظام صنعاء بما فيهم المؤتمريين واعضاء مجلسي الشورى والنواب بالعودة الى الجنوب والانضمام الى ساحة الاعتصام وان الجنوب يتسع لكل ابنائه ولا يمكن ان يعود الا بكل ابنائه . وانها ثورة حتى النصر .