اشتقت فيك يا جنوب حلاوة الأيام ، و اشتقت فيك حقيقتي و ما زلت المح فيك شيئا من رحيق حقيقتي ، و اشتقت فيك الأهل و الأحباب ، واشتقت فيك سوط الجلاد وزنازين الاحتلال ، ما علمت أن الدهر خان وتغير الزمن أم تغير الأنسان ، فهناك شيئان لا تسال عنهما هم ( الثورة والثوار ) فيهم استوي الكبش والغزال ، والنور والظلمات ، رغم أني أخلصت لهم ، لكن الشعب هتف نحن نخرج من الظلم وندخل في الظلمات ، وهكذا خان في زمن كان لي حلم كبير دفعت له ثمن لأنه كان لي حلم كبير ، رغم أني أخطأت يوما في الرهان لا نني اخترت درب الحرية في زمن كانت تنعق فيه الحمير ، وتركت الثورة للضياع عندما ساويت بين الكبش والغزال ، وأصبحت الثورة للضياع وللفساد وللبيع والهوان يا للعار يا للعار أنتم من دخلتم عليها زناة الليل و أصبحتم قوادين للثورة .. قصص الثورة تعيد كل فصولها لو بعد زمان والحلم ارخص من بيع دماء الشهداء وتراب الوطن في زمن الكذب والتدليس يا للعار ، رغم أني ما زلت ارفض ، ورغم أنك لم تتوب ، ومن باع أصوات الضمائر ؟ من يجعل الأحياء موتى ؟ من جعل الرأس ذيل ، وأصبح الذيل رأس ، ومن جعل الأموات يحكمون الأحياء ، ثم يسلبنا الحياة .. من ؟ قد تطرد يوما من الساحات ، قد تصلب على مشنقة ، عندما يصحوا ضمير ، ولكن لا تسال يوما مني رحمة ، لأنك رضيت أن تمضي في الطريق ، وانك رضيت بالذل والعار ، أنت وحدك تمشي في طريق الخطاء والشعب يمضي في طريق الصواب ، أعلم أن الطريق صعب ولكن لتعلم أن لكل بداية نهاية ، ولكن أقول دعونا لوحدنا أن سعيد عندما أراك تجالس السفهاء والبلهاء و الزناة لأنك تحيا مثلما يحيا لصوص الثورات وقوادين السياسة ، فأعلم أن لا مكان لكم في الثورة ، رغم الأخطاء في الثورة ، لأنه لا يوجد في الثورة عدل ولو كان فيها عدلا لرأيت رأسك فوق أعلى مشنقه في الساحة ، و أما الطريق الطويل لابد أن يأتي يوما وينتهي ...... لو عادت الأيام / ورجعت يمنعني الحياء من الكلام / و يثور في الأعماق صوت مشاعري / و أصبح في صمتي .. ماذا يقول الناس لو قبلتها ( هذا حرام ) وأضم في عيني طيفك كله / كالأم تحضن الصغير من الزحام / و أعود ألثم شعرك المنساب يسري في الظلام / وأظل أكتب في المساء قصيدة / أو أجمع الأزهار يحملها كتاب / أو أنسج الكلمات في همس العتاب / لو عادت الأيام يا دنياي / أو عاد الشباب .. الان قد رحل الشباب / الان شاخ القلب كالأمل العجوز / النبض فيه يسير في بطء عجيب / كالليل .. كالقضبان كالضيف الغريب / هو ساعة كانت تسير مع السنين .. توقفت / وكأنها منذ البداية أدركت / أن المسيرة سوف يطويها الغروب / أن المدينة .. سوف تنتظر المسافر في المساء / هيهات يا دنياي / من قال ان العمر يرجع للوراء ؟الدهر أعطانا الكثير / المال والأبناء والبيت الكبير / لكنني .. مازلت أشعر بالضياع / مازال يجذبني حنين .. نحو صدر أو ذراع / فسفينتي الحيرى تسير بلا شراع / أمضي هنا وحدي ولا أدري المصير / أهفو ليوم أدفن الأحزان في صدري / وأمضي كالغدير .. لو عادت الأيام / ورجعت يا دنياي كالطفل الصغير ؟ " شعر فاروق جويدة ...