واقع الحال في الجنوب أصبح كما في الآية الكريمة ( كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وماهو ببالغه ) صدق الله العظيم تمر الأيام والجنوبيون مع كل اشراقة يوم جديد يترقبون جديد يطرى على مسار ثورتهم التحررية السلمية المباركة مترافقاً مع خطوات التصعيد الثورية المألوفة لديهم ويقفون بأرواحهم كل يوم على رصيف الانتظار يحدقون في أشعة الشمس القادمة من بعيد علها تحمل في ثناياها ما يعزز تلك الثقة المغروسة في أعماقهم بثورة تحرريه سلميه ماضيه في طريقها لتكون قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الهدف المنشود والغاية الأسمى باستعادة الأرض والهوية ينتظرون بشائر قد يزفها القادم إليهم ليخبرهم أن الغد المنتظر بات وشيكاً وربما يقرع أجراس الدخول إلى وطنهم الذي أثخنته الجراح وهم يقفون على مسافة واحده من جدار الظلم والاضطهاد الذي فرضه على جميعهم احتلال همجي قلبي متخلف لم يتقن يوماً لغة غير لغة القتل والتدمير ولم يجيد لعبة سوى تلك التي مارسها وبكل وحشيه وخبث ضد أبناء شعب الجنوب الأشاوس وعلى مدى عقدين من الزمان حتى جعل من الجنوب أطلالاً يسكنها الاختلاف وتنمو بين زواياها بذور الحقد والكراهية والضغينة . شعب الجنوب وبالأخص البسطاء من الناس يجهلون كثيراً مايحدث بين أروقة الساسة وصناع القرار وما يعقب ذلك من تباين في الرأي والقرار السياسي الجنوبي إلا إنهم وبالفطرة الربانية يجيدون صناعة الأمجاد ومقارعة الاحتلال على كافة ميادين التضحية والكرامة . ذلك الشعب التواق للحرية ومع مرور الأيام ينظر وبترقب وانفعال وحماس منقطع النظير إلى الأفق وماذا يخبئ خلفه من أنباء طال أمد انتظارها وفي تلك الأذهان الثورية يدور ألف سؤال وسؤال أسئلة تختزل واقع الثورة وطول أمدها وسبب غياب الوعي الثوري والاصطفاف الوطني الجنوبي المرتقب ، أسئلة قل من يملك حق الإجابة عليها أو ربما هناك من يتهرب من الوقوف بجديه امام تلك التساؤلات المطروحة من الشعب الجنوبي والموجهة وبكل قوة لأولئك المتلاعبين بمصير هذا الشعب البطل والواقفين على درب الاصطفاف والتوافق بين كل المكونات في الثورية الجنوبية ، الثائر الجنوبي البطل يعيش زمان الثورة السلمية تتقاذفه أمواج التحرير وتعصف به رياح التباين والاختلاف بين من يقفون على مسافة بعيده من الواقع الجنوبي المتذبذب ويحاولون وبانتماءاتهم الجنوبية الوقوف إمام مشروع التوافق الجنوبي ويشرعون في خدمة الاحتلال عن طريق إيجاد وخلق مزيداً من بؤر الاختلاف الجنوبية الجنوبية ، الثائر الجنوبي حين انطلق إلى ساحة الشرف والكرامة متوشحاً الاصرار وملتحفاً عباة الصبر وهو يحمل في أعماقه حلم إستعادة وطنه المنهوب وهويته المطموسه وعلى كتفة راية خفاقه تدفعه إلى الامام لم يكن يملك سوى مشروعاً واحداً وهدفاً واحداً يتمثل باستعادة الارض والهويه كاملة السياده على التراب الوطني ذلك الهدف الذي رسمة شهدائنا الابطال منذ انطلاقة ثورتنا التحرريه السلميه لم يتغير يوماً او يحيد عن ذلك المسار الذي رسمه الابطال وسطره المناضلين الاحرار في كل ربوع الجنوب ذلك الهدف وبرغم ما طراء عليه من قبل بعض القوى الاقليميه والدوليه من محاولة لتعديل محتواه او مضمونه إلا إنه لا زال وسيبقى محفوراً في قلوب الاحرار المرابطون في ساحات البطوله والكرامه يدفعهم إلى المضي قدماً وبلا تراجع، ذلك الهدف النبيل هو النهاية الحتميه لثورتنا المباركه والتي سيطويها عما قريب ابناء الجنوب الاحرار ليتوجوا تلك الثوره العظيمه باستقلال ناجز وسيادة كامله على تراب الجنوب الطاهر