بعد طلب الرحمة والمغفرة لشهيدنا البطل خالد الجنيدي اسمحوا لي بهذا الاستهلال الشعري:- بسمك اللهم نصرٌ يعقبُ استشهادَ خالدْ بسمك اللهم فتحا يُنفخُ من روح خالدْ خالدٌ يا ابن الجنوب خالدٌ بين الخوالدْ كيف لي أرثيك كيف تجبرُ الكسر القصائد؟! سيفنا المسلول أضحى غمدهُ لحد لِماجدْ ألفُ قنّاصٍ وألفٍ حولنا حاكوا المصائدْ هكذا صاروا وصرنا مالكي الأرض الطرائد لن يمروا يا رفيقي دامَ لي زندٌ وساعد. في اليمن مؤخرا سالت فكرة التصنيف السلالي ,التصنيف الذي فرضه مجرى أحداث صنعاء الأخيرة,وبللت عقول بعض العامة من أبناء الجنوب,فكرة هي في الأساس غاية محمولة على أكتاف هاجس هدف التقسيم الصهيوأمريكي الجديد للمنطقة العربية ,الهدف الذي يخترق ويقسم الهويات السياسية للبلدان العربية على أساس الانتماء العقائدي بوساطة غاية الانتماء السلالي. الحركة الحوثية بوصفها أداة هذه الفكرة الصهيوأمريكية فهي تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الهدف-التقسيم العقائدي- بغاية- الانتماء السلالي-ولأن غاية الانتماء السلالي عابرة للحدود والآفاق فهي غاية وحدوية ناعمة وافقت خصوصية الحالة اليمنية المتكئة على هاجس ضم الجنوب الضم الوحدوي الغاصب - للأسف هذا الهاجس ليس حركيا سياسيا فقط بل شعبويا أيضا.. يترجم هذا الهاجس الكاتب والمحلل السياسي حسن العديني في عبارة واحدة فقط من مقالة تحليلية له عن نجاحات الحركة الحوثية العسكرية المفاجئة للجميع, حيث قال بالنص((والحقيقة أن تلك النجاحات العسكرية المتلاحقة لم تفاجئهم فقط وإنما أزعجتهم أيضاً(يقصد جمهور الشعب في الشمال) ومع ذلك فقد كانوا يعربون عن تمنيات يائسة بأن تستطيع الجحافل المسلحة السيطرة على كامل اليمن))- فسعت الحركة الحوثية نحو الداخل الجنوبي من خلال تبني غاية وفكرة الانتماء السلالي وتحويلها إلى مصطلح واحدية النسب كمشروع بث وحدوي تجريبي عقب فشل كل المصطلحات الوحدوية اليمنية :مصطلح واحدية الأرض ,مصطلح واحدية الهوية ,مصطلح واحدية الثورة وو..الخ, ومع تحويل غاية الانتماء السلالي إلى مصطلح وحدوي جديد تحولت الحركة الحوثية على الصعيد المحلي اليمني إلى راعية لهذا المصطلح الوحدوي بأسلوب يخرجها عن أدبيات الحركة العقائدية حيث جعلت من الانتماء السلالي فرضا مقدما على نافلة الانتماء العقائدي - بدليل وجود شخصيات يسارية كالخيواني والبخيتي وأخرى من أحزاب وتيارات سياسية معتدلة في الحركة الحوثية على أساس الانتماء السلالي- وبناءً على هذا التطبيق الحوثي للمصطلح الوحدوي مصطلح واحدية النسب كان لابد للحركة الحوثية أن تتمدد جنوبا لِتكوّن جماعة سلالية متخيلة عابرة ومخترقة للحدود والهوية الجنوبية ولاغية لها!. وهنا بالضبط يجب طرح هذا السؤال:- هل تمكنت الحركة الحوثية بمصطلحها الجديد "واحدية النسب" من اختراق والغاء الهوية التاريخية الجنوبية؟! الجواب :- أن الحركة الحوثية بحادثة اغتيال القيادي الجنوبي الهاشمي خالد الجنيدي على أيدي جنود القائد العسكري الشمالي الهاشمي -الذي أعلن تأييده لثورة 21سبتمبر ثورة الحركة الحوثية على الأساس الذي تحدثنا عنه أساس الانتماء السلالي- ضُربت في آخر معقل ومصطلح وحدوي يمني حوثي ,معقل ومصطلح وحدة النسب وبهذا السقوط المدوي لشماعة وغاية هذا المصطلح الوحدوي الأخير تكون قد سقطت وانهارت الوحدة اليمنية تماما بكل مشاريعها القديمة منها والجديدة!. للأسف الشديد الوحدة اليمنية المدعاة ضربت كل روابط الوحدة الإنسانية المبتغاة, بدأت بضرب وحدة الدم والأرض بإعلان الحرب ومن ثم ضربت وحدة الدين بفتاوى التكفير للشعب الجنوبي ولا أظنها ستنتهي بضرب وحدة النسب اليوم بل ستفتش هذه الوحدة اليمنية"المومس العمياء" عن رابط وحدوي آخر ينبغي ضربه!! أظنه "رابط اللغة" فها هي صنعاء اليوم في طريقها لتتحدث فارسي! أخيرا :- ربما سيتصل السيد عبد الملك الحوثي تليفونيا بالقائد العسكري الهاشمي قائلا:- ويحك كيف وقعت في خطيئة قتل هاشميا؟أما تدري أن هاشميته سبقت جنوبيته؟! سيجيبه هذا القائد العسكري الهاشمي:- لكن جنوبيته قتلت هاشميته! رغما سيُعرّف الهاشمي هكذا: هاشمي جنوبي ,هاشمي شمالي. سيمتد النسب الهاشمي إلى الجد جنوبي أم شمالي! وعنده تتفرق قبيلة بني هاشم إلى بني عمومة! ألسنا نحن العرب بني عمومة والجماعة إياهم؟!! سؤال:- لا أدري هل التفت ساسة ومنظري الجنوب إلى مصادفة تزعم هاشميو محافظة أبين للجان المقاومة الشعبية للعناصر الإرهابية ذات البعد السني المتطرف بوصفها مصادفة فقط؟!حتى لا يقتصر الحديث على أن المؤامرة على الجنوب فقط شمالية حوثية! ,أعتقد أنها تحمل أيضا بصمات صهيوأمريكية تهدف إلى تكوين جماعة متخلية سلاليا ستجد نفسها هذه الجماعة فيما بعد محاطة بخيال تصنيفي يدفعها من الداخل إلى الوقوع في براثن الانتماء العقائدي!