لقد تابعت كما تابع الجميع المظاهرات الحاشدة التي تقام في صنعاء وبعض محافظات الجمهورية بين الحين والاخر والتي دعا ويدعي لها حزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة ما يسمونه الزعيم على عبدالله صالح وجماعة الحوثيين الجمعة الماضية للتنديد بالموقف الأمريكي والتوجه الاقليمي والعالمي الذى يطالب علي صالح بمغادرة البلاد في غضون ساعات حيث طالب المتظاهرون ذات مرة بطرد السفير الأمريكي في اليمن وكذلك المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر من الأراضي اليمنية ، وبحت اصوات المتظاهرون بالهتافات التي تدعو الاطراف الخارجية بعدم التدخل في الشئون اليمنية والتلويح بإصدار عقوبات بحق صالح وتجميد أمواله هو ..وآخرين وتخلل التظاهر خطابات عدة في الميدان . وبالعودة للوراء منذ عدة سنوات كان مطلب الشعب اليمني الذي خرج في ثورة الشباب عام 2011م ليطالب برحيل وتجميد أموال علي عبدالله صالح وإعادتها للشعب اليمنى باعتبارها ان الاموال التي حصل عليها صالح نهبها من قوت الشعب الذى اوصله إلى حالة من الفقر يعلمها القاصي والداني ، وجاءت بطرق غير مشروعه من فساد ورشاوى واستيلاء على المال العام . كما ان جماعة " انصار الله " الذين رفعوا شعارات إسقاط الحكومة ، وإلغاء الجرعة ، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وإزاحة اكبر المفسدين من حزب التجمع اليمنى للإصلاح ، فما فعله الحوثيين لم يتوقعه احد في اليمن ، وبالأخص ما جعل عدو الأمس حليف اليوم فلن يصدق احد بان يكون الحوثي حليف الزعيم عدو الحوثي الاول والمسئول الأول والأخير عن حروب صعدة السته .. اجزم واقول ان حروب صعدة الستة هي حروب فيد متفق عليها بين الطرفين لكسب المال غير المشروع من الداخل والخارج كما حصل بحرب صيف 94م الذي تحالف بها المؤتمر والاصلاح والقبائل والقاعدة والحوثي ضد الجنوب لأجل نهب الثروة والمؤسسات وتقسيمها وليس من اجل اليمن وشعبة وهذه الثقافة هي من افشلت الوحدة وقتلت اليمن ونخلص من ذلك بان هذه الثقافة التي تجر الشعب للعبودية والتخلف ولا يستطيع العالم بأكمله أن يصلح ما أفسدته تلك القيادات في اليمن ومن الصعب جداً أن تنهض دولة مدنية تؤمن بالمؤسسات في ظل الوضع المتردي الذى اوصلت البلاد فيه ، وخصوصاً الأحزاب الضعيفة التي تتهم بعضها بالعمالة ، والحقيقة أن كل تلك القيادات والاحزاب تعمل لمصالحها وحسابتهم الذاتية بما فيهم جماعة الحوثي عملا ء ليس من اجل اليمن وشعبه وكرامته . ما حدث يوم الجمعة هو رسالة لكل القيادات الجنوبية بصنعاء وعدن وليس لغيرهم مفاد هذه الرسالة هي عودة تلك القيادات الجنوبية لوطنهم وأهلهم في الجنوب ، وعلى المجتمع الدولي ان يعي أن ما يحدث بصنعاء من تقلبات وضحك على الذقون لا يعالج بالحلول السلمية لقضايا اليمن قاطبة إلا بالعودة لما قبل 90م لكي يتم الحفاظ على امن وسلامة اليمن ودول الاقليم..