بلا نقاش فإن الاستعانة بالروماني كوزمين لقيادة المنتخب السعودي في نهائيات أمم آسيا 2015 بأستراليا لم يكن محط إجماع السعوديين، وسمعنا وقرأنا وشاهدنا مواقف ومقالات وتغريدات وحتى لقاءات تلفزيونية ضد هذا الرجل وضد الاستعانة به، في مقابل مواقف مؤيدة ومساندة، لكن الغريب أن الهدوء عمّ لحظة الإعلان عن أسماء ال26 لاعباً لينضموا لمعسكر الأخضر في أستراليا قبل غربلتهم للرقم النهائي 23. أجمع الكارهون والمحبون لكوزمين على أن الأسماء المختارة حالياً هي الأفضل، وإن طالب البعض بضم باجندوح الاتحاد وحسين عبدالغني وحسن الراهب من النصر، على رغم أن أية تشكيلة سابقة مع أي مدرب أكان وطنياً أم أجنبياً، كانت تحظى بجدل وخلافات على الأسماء التي منبعها الأول ألوان الأندية أكثر منها الحرص على من هو الأفضل حقيقة في كل مركز، لأن النقاد والمشجعين لا يستطيعون الانفصال عن الميول، لهذا تكون الأحكام عاطفية وغير خاضعة حتى للنقاش العقلاني، وسبق وأعلنت مثلاً خيارات إحصاءات أوبتا (الجامدة) التي لا تعرف أية عواطف وتتعامل مع الأرقام حصراً، ومع هذا وجدنا من يُحاجج بها وحولها، لأنها لم تختر لاعب ناديه كي يكون الأفضل في التمرير أو المحاورة أو صناعة اللعب أو حراسة المرمى. ومن الواضح أن حراسة المرمى لن تكون فيها غربلة لأن الذين تم اختيارهم ثلاثة فقط وهم الأفضل باعتراف الجميع، ولكن الغربلة قد تكون في خط الدفاع أكثر من غيره، وحتى يرتاح الجميع من الحيرة لهذا أعتقد أن ترك كوزمين يعمل (بغض النظر عن المواقف منه)، لأنه بات الآن أمراً واقعاً ويجب التعامل معه، ولديه مساعد وطني عاد من الاعتزال بناء على طلب شخصي منه هو عبداللطيف الحسيني، ولا أعتقد أن أحداً يُطالب كوزمين بالعودة باللقب الآسيوي بقدر ما هو مطلوب منه ألا يكون المنتخب نسخة مكررة من منتخب نهائيات 2011 التي استضافتها قطر، يوم أن كان أول المغادرين من الدور الأول حتى قبل المنتخب الهندي. وأعتقد أن الانتقادات وقت البطولات أثبتت أنها تشوّش أكثر مما تنفع، فكل ناقد ومدرب ومحلل له رأيه الخاص، الذي يعتقد أنه الصحيح وغيره الخاطئ، وبالتالي يسعى للدفاع عن وجهة نظره وقد «يتمنى في قرارة نفسه» الأسوأ لهذا المدرب أو ذاك حتى يُثبت صواب وجهة نظره. 2015 سيطل علينا بعد يومين، وأتمنى أن نتخلص من أمراض 2014 ووساوسه وهواجسه ومشكلاته وشخصناته وانفعالاته وأخطائه. كل عام وأنتم بخير.