أئمة المساجد في المنصورة يقدمون مبادرة لإنهاء أعمال العنف في المدينة قدم أئمة وخطباء مديرية المنصورةعدن مبادرة بشأن إنهاء الأحداث الجارية في المديرية والتي خلفت عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين في ظل الحملة الأمنية التي تمارسها السلطات في المديرية.
وبحسب المبادرة التي ينشر (عدن الغد) نصها كاملة فأن الخطباء وأئمة المساجد تقدموا بالمبادرة سعيا منهم لحفظ الدماء والأموال والأعراض ، وبعد لقاء تشاوري عقد لمصلحة العامة وبهدف رفع المعاناة لاسيما مع إطلالة شهر الرحمة.
وجاء رفع المبادرة في أطار الوقفة الاحتجاجية التي أقيمت عصر اليوم الجمعة ودعا لها أئمة وخطباء مساجد مديرية المنصورة أ احتجاجاً لما قامت وتقوم به قوات الأمن من اجتياح لساحة الشهداء بالمنصورة وقتل للشباب وإقلاقاً للسكينة العامة وتعطيل لحياة الناس.
الوقفة التي حضر جمعٌ غفير من أبناء المنصورة وبعض المديريات القريبة ألقيت فيها كلمات من قبل مشائخ وبعض الحاضرين.
وافتتحت الجلسة بآي من الذكر الحكيم ثم ألقى الشيخ علي الزيدي عضو رابطة علماء عدن كلمة أئمة وخطباء المساجد شكر فيها الحاضرون جميعا على استجابتهم للدعوة لهذه الوقفة الاحتجاجية .. وقال الزيدي أن أبناء عدن عامة وأبناء المنصورة خاصة دمائهم ليست مستباحة ، ودمائهم ليست ماء وأردف قائلاُ يخرج من قاوم الدولة في الحصبة أبطال ومن هم في المنصورة سلميين أمنين في بيوتهم يقتلون بدون ذنب ويسمونهم بلاطجة وقطاع طرق.
وتحدث قائلا نحن ضد قطع الطرقات بل أن قطع الطرقات محرم شرعاً لكن إن كان هذا الطريق يساوي دماء الشهداء فأذكركم بقول النبي صلى الله عليه وسلم (( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم)) وقال طريق الجامعة في صنعاء مقطوع والذي فيه ساحة التغيير وهو اكبر طريق تجاري حي في صنعاء وفيه الخيام ومتوفر لديهم الماء والكهرباء ونزل إليهم رئيس الوزراء وقال لا احد يستطيع أن يحرككم من هذا المكان بينما أبناء المنصورة يقتلون ومجلس الوزراء مجتمع في عدن.
من ناحيته تحدث د/ عبد الله بن علي جابر رئيس المجلس الأهلي بمديرية المنصورة بكلمه شكر فيها أئمة وخطباء المساجد على هذه البادرة الطيبة كما دعا جميع أبناء وأهالي المنصور للوقوف صفا واحد من اجل دحر هذا الظلم الواقع على المديرية من قبل قوات الأمن والجيش .
كما تحدث الشيخ عبد الرب السلامي الأمين العام لرابطة علماء عدن بكلمة أكد فيها بان أئمة وخطباء المنصورة يستشعرون المسؤولية تجاه ما يحصل من أحداث والتي كانت حصيلتها عشرات الشهداء والجرحى حتى باتت المدينة تشيع كل يوم شهيد من أبنائها وألقى الشيخ السلامي بيان أئمة وخطباء المنصورة
هذا وقد ألقيت في الوقفة الاحتجاجية كلمة للشباب الساحة القها المهندس نزار هيثم القيادي في ثورة 16 فبراير الجنوبية ، كما ألقت احد الأمهات كلمة أخرى بينما قام احد المعتقلين الذي تم الإفراج عنه مؤخرا بتوضيح للجميع ما حدث له وكيف تم التعامل معه من قبل قوات الأمن الهمجية ، وقد كشف عن بعض جسده ليري للحاضرين بعض الكدمات والإصابات التي نالها من هؤلاء الوحوش حد تعبيره ، هذا وفي ختام الوقفة توجه الأئمة والخطباء إلى مكان استقبال العزاء للشهيد شرف محفوظ شرف للقيام بواجب العزاء .
نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
مبادرة من أئمة وخطباء مدينة المنصورة بشان الأحداث الجارية
الحمد لله القائل : {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً}[النساء:93] , والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القائل: (( لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما )) رواه البخاري ,,, ثم أما بعد ..
فانطلاقاً من قوله تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الْحُجُرَاتِ: 10].
وانطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم:(( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر ، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم )) , وقياماً بواجب الوقت تجاه الأحداث المؤسفة التي تشهدها مدينة المنصورة خلال شهر كامل , والتي بدأت يوم الجمعة بتاريخ: 15/ يونيو/ 2012م بدخول القوات العسكرية المعززة بالأطقم والدبابات والمصفحات وتمركزها داخل أحياء وشوارع المدينة وما لحق ذلك من أعمال عنف وفوضى عارمة وإزهاق للأنفس وسفك للدماء وقطع للطرقات وتعطيل لمصالح الناس والإضرار بممتلكاتهم الخاصة والعامة ..
فإن أئمة وخطباء مساجد المنصورة يستشعرون المسؤولية تجاه ما يحصل من أحداث والتي كانت حصيلتها عشرات الشهداء والجرحى حتى باتت المدينة تشيع كل يوم قتيل أو جريح من أبنائها وبناتها ، ولذا دعا الأئمة والخطباء إلى لقاء تشاوري لتقديم مبادرة للحل بما يحقق مصالح الناس ويرفع عنهم المعاناة لاسيما مع إطلالة شهر الرحمة والغفران شهر رمضان المبارك ,
هذه المبادرة نتقدم بها إلى السلطات المحلية والأمنية المسئولة في المحافظة إعذاراً إلى الله تعالى وسعياً في الصلح وتحقيقاً لمقاصد شريعة الإسلام في حفظ الدماء والأموال والأعراض ، وتتلخص المبادرة في النقاط التالية :
أولاً/ تقوم السلطة بسحب جميع المدرعات والمصفحات والأطقم العسكرية من شوارع وأحياء المدينة وإعادتها إلى مواقع تمركزها خارج المدينة ..
ثانياً / يظل الشارع العام مفتوحاً ولا يجوز التعرض له بالقطع أو الاعتداء .
ثالثاً / تظل الساحة مفتوحة للشباب لممارسة نشاطهم السياسي السلمي وإقامة الفعاليات السلمية.
رابعاً / عدم ملاحقة النشطاء السياسيين وإطلاق سراح جميع المعتقلين إلا من ثبت عليه قضية جنائية فيحال للقضاء الشرعي ..
خامساً / تباشر الجهات الخدمية والبلدية أعمالها بإعادة الخدمات ونظافة المدينة بتعاون الشباب والمجتمع الأهلي في المنصورة
سادسا / تشكيل لجان حكومية وأهلية مشتركة لحصر الأضرار وتعويض أسر الشهداء والجرحى وأصحاب الممتلكات الذين تضرروا من جراء الأحداث , والكشف عن المسئولين عن ارتكاب جرائم القتل ونهب الممتلكات وإحالتهم للمحاكمة العادلة.
سابعا / تشكيل لجنة أهلية لمراقبة الالتزام ببنود هذه المبادرة تتكون من رئاسة المجلس الأهلي بالمنصورة وممثلين عن علماء وخطباء المنصورة وأعضاء مجلس النواب والمجلس المحلي بالمنصورة .
صادر عن الاجتماع التشاوري الجامع لأئمة وخطباء مديرية المنصورة يوم الجمعة بتاريخ 14/7/2012م.
وقد توافق الأئمة والخطباء في ختام اجتماعهم على لجنة للتواصل نيابة عنهم لعرض المبادرة على الأطراف المعنية مكونة من:
1- الشيخ / علي الزيدي عضو رابطة علماء عدن وإمام وخطيب مسجد النصر.
2- الشيخ جمال النقيب عضو رابطة علماء عدن وإمام وخطيب مسجد الإمام الشافعي.
3- د. عبدالله بن علي جابر رئيس المجلس الأهلي بمديرية المنصورة ممثل عن الأهالي.
4- الشيخ عارف على الصبيحي عضو رابطة علماء عدن وإمام وخطيب مسجد الرحمة.
5- الشيخ محمد احمد الفردي عن الشخصيات الاجتماعية من أهالي المنصورة المجاورين للساحة.
6- الشيخ جمال العدني : عن الدعاة في المحافظة (منسقا للجنة).
