التحية والاحترام والتقدير لشعب الجنوب الصامد الذي يقدم أروع الأمثلة بصموده الأسطوري ونضاله السلمي في مواجهة جحافل الغزاة ورصاصهم القاتل والطائش بصدور عارية وقلوب مفتوحة حاملين أرواحهم على أكفهم يتسابقون إلى الشهادة والتضحية شأنهم في ذلك شأن آبائهم وأجدادهم الذين واجهوا أعتى إمبراطورية عرفها العالم واستطاعوا قهرها ودحرها حينما توفرت لديهم القناعة والإرادة والقيادة الموحدة والمخلصة لتحقيق الهدف المشترك وهذه هي الحلقة المفقودة التي نحن أحوج مانكون اليها على مستوى القيادات المتناحرة المتخبطة شرقاً وغرباً دون هدف أو رؤية واضحة بل أن خلافاتها أثرت سلباً على نضالات الداخل وجعلت الآخرين في حيرة من أمرهم ويخشون المجهول للأسباب التالية : _ بعض القيادات في الخارج كسرت حاجز الجمود السياسي الذي رافق مسيرتها خلال الفترة الماضية واستبشرنا خيراً حينما صالت وجالت في رحلات مكوكية بين مختلف المدن وعواصم الدول العربية والأوروبية وكلها حملت هم القضية الجنوبية والتقت مع بعضها ودخلت في نقاشات بيزنطية وحوارات ليس لها بداية ولا نهاية حتى أن تلك الدول التي استضافتها ظلت حائرة ماذا عساها أن تفعل لحلحلة المواقف وتحريك الجمود السياسي والمياه الراكدة الموحلة ؟؟ وللأسف أثبتت تلك القيادات فشلها الذريع ولم ينقصها الدهاء أو الحنكة ولكن تنقصها الارادة والحكمة وسيطرت عليها ثقافة الماضي والخبث السياسي . _قامت السلطة بإرسال وفود رئاسية وأخرى حكومية الى الخارج والداخل وتمت لقاءات قيادات شمالية بأخرى جنوبية ولقاءات جنوبية جنوبية ضمت ممثلين عن السلطة وآخرين عن بعض القوى والمكونات وكل تلك اللقاءات انتهت بالفشل ودون التوصل إلى أي اتفاق أو توافق وظلوا جميعاً يدورون في حلقات مفرغة وجميعهم أدعوا تمثيل الجنوب , والجنوب وشعبه براء منهم وشعبنا في الساحات لا يعول عليهم , وعلى ماذا يتناقشون ويختلفون ؟؟ وما هي رؤيتهم لحل القضية الجنوبية؟؟ بعض القيادات في الداخل بذلت جهوداً دؤوبة منذ أكثر من عام للتحضير لمؤتمر جنوبي جامع وحرصت على التواصل والتنسيق مع كل القوى والمكونات , وعندما حدد موعد المؤتمر ووزعت مسودات وثائقه , تدخل الشيطان الرجيم وأبالسة القوم في التفاصيل وبدأت الخلافات والمناكفات وكيل التهم ولغة التخوين تشق طريقها وتضع المعوقات والعراقيل أمام عقد المؤتمر حتى تم تأجيله ؟؟ مؤخراً لاحت في الأفق بوادر انفراج بين القيادات الجنوبية التي اجتمعت في عاصمة الاماراتأبوظبي , واتفقت على اهمية تجاوز معضله وحدة القيادة الجنوبية , وضرورة التوافق على اختيار قيادة جنوبية وبدماء جديدة قادرة على تحمل المسؤولية وتواكب نضالات وتضحيات شعب الجنوب , بحيث تكون القيادات التاريخية كمرجعية استشارية للقيادات الجديدة وهذه مجرد فكرة و رؤية وامنيات لا زالت قيد البحث والتداول أملين ان تتحقق اذا صدقت النوايا . أن شعبنا في الجنوب تحمل ما لا يتحمله أي شعب آخر على أرض المعمورة , ويأمل من كل القيادات التوافق والاتفاق على خارطة طريق والبحث عن أي صيغة جديدة تحفظ الحقوق والسيادة بعيداً عن الوصاية والهيمنة على قاعدة الجنوب اولاً واخيراً مع مراعاة الظروف الموضوعية والحقائق على الأرض والاحتكام الى العقل والمنطق وعلى الجميع ان يدرك بأن قواعد اللعبة قد تغيرت ودخلوا الى الساحة حكام ولاعبون جدد وهنالك قوى مؤثرة غير تقليدية مسيطرة على الشمال وليست في عداء مع الجنوب وبالإمكان الاتفاق معها على وضع خارطة سياسية جديدة تمكن من بناء حل سياسي حقيقي ولو على مدى طويل بالاضافة الى أن الدول الأقليمية والدولية حريصة على مصالحها وموقع الجنوب الجيواستراتيجي واطلاله على مضيق باب المندب والبحر العربي ولا تفكر من يحكم بقدر ما يهمها مصالحها الحيوية وهذه حقائق يستوجب التعامل معها بعقلانية وعدم القفز على المراحل أو احراقها كما حصل سابقاً وبعيداً عن العواطف والشعارات والشطحات والتجاذبات السياسية التي اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم ويحدونا الأمل في استغلال وانتهاز اي فرصة سانحة لتوحيد الصف والهدف حتى لا يلدغ الجنوب من جحر الشمال مرتين . ولنتذكر قول الشاعر العراقي : اللي مضيع ذهب ..... بسوق الذهب يلقاه .. واللي مفارق محب ... يبكي سنة وينساه ... بس اللي مضيع وطن... وين الوطن يلقاه ؟؟ الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار , والشفاء العاجل للمصابين والجرحى , والحرية للمعتقلين وإنها لثورة حتى النصر .