يمكن إن يعد الشاعر اليمني عبداللة البرد وني النقطة المضيئة شبة الوحيدة في البيئة الثقافية اليمنية التي تحكمها تراتبية فريدة من نوعها في العالم في معادلة المثقف والزعيم والزعيم هناك اليمن يأخذ أوجه مختلفة فيمكن يكون شيخ قبيلة أو قائد عسكري أو أشكال كثيرة من تشكيلات الزعامة فدائماً مانلاحض ان المثقف الليبرالي واليساري في الأخير يتبع شيخ ما أو قائد ما.
كان للبردوني بداية التسعينيات رأي في الاغتيالات التي تمت لكوادر الحزب الاشتراكي والتي كانت السبب في تفجر حرب 1994م فقد تحدث عن أبو هيلوكس وهي السيارات التي كان يستخدمها من ينفذون عمليات الاغتيال بحق كوادر الحزب قال:
الأمس أردى أبو (هيلكس) أربعةً ألقوا عليهم، وفر المجرم الأنا رأوه يبتاع قاتاً حسب عادته ويشتري خنجراً من إرث (عثمانا) ولاتزال سيارات الهيلوكس تمارس مهامها في عدن ونقرأ كل يوم عن اختفاء ناشط من هنا اوهناك من نشطاء الحراك في تاكيد على ان البردوني مات ولم تمت مهمة الهيلوكس بعد.
وللتأكيد على آت البرد وني مختلف نقرا اجاباتة على اساألة صحيفة السفير اللبنانية عام 1995م بعد كارثة الحرب الأخيرة هل لديك فسحة أمل في أن يستعيد البلد عافيته؟ لا. في الحقيقة الأمر يحتاج وقتاً ووقتاً جيداً، مش وقت من هذا «الزمن المخلبص»، الزمن السيئ، إذا جاءت ظروف أفضل فيمكن، لكنا فقدنا قوة كانت جاهزة وقادرة على أن تخلق سياسة وتقود، ولكن الآن يحتاج بذرة من جديد تنبت، أما الذين سبقوا سواء من المحاربين أو المحروبين، الغالبين أو المغلوبين، يكاد أن يكونوا قوة أكلت بعضها بعضاً.
هل لما جرى صلة بالاتفاقية الأخيرة مع المملكة التي سميت بمذكرة التفاهم؟ البرد وني - لا. هذه جديدة، لأن الوحدة كانت مؤامرة على الشعب اليمني كله، فنجح الشق الأول، وكان بضرب الجنوب. وهذه الاتفاقية هي وسيلة ثانية لضرب الشمال وضرب الجنوب، لأن المرحلة واحدة.
الوحدة كانت مؤامرة على اليمن! - نعم.
ولكنها تخدم الشعب اليمني في المدى البعيد؟ - أبوة بتقتيل الناس!
بالمدى البعيد تاريخياً؟ - ما في من الخراب إلا الخراب، وما في من الفساد إلا الفساد.
هل تعتقد أن الوحدة مهددة بالانفصال؟ - الانفصال قائم، من ظن أن الوحدة قائمة فهو غير حساس وغير مبصر أيضاً، لأنه في غالب ومغلوب، في يمن محتل بفرد، وفي يمن محكوم بفرد، والحكم كله فردي. ربما أنها (الوحدة) قائمة نظامياً، لكن عندما تشوف النظام ما مقوماته كنظام ستقول مش قائمة نظامياً ولكنها قائمة بالعنف. مع أن الحكم لا يحكم أي جهة يحكمها، عنده أن الشعب موظف عند الحاكم والصحيح هو العكس أن الحاكم موظف عند الشعب.
كما تنبأ بان تنقسم سنحان وتأكل بعضها بعضاً وهو ماحصل فعلاً فقال على لسان مواطن بسيط:
قال ابن جعدان: هذي الخمس عشرة من عمري أشبن غرابيباً وأعكانا أخشى على الشعب منهم، إذ أخاف على (سنحان) من نفسه من بعض سنحانا
رحم اللة البرد وني فقد غرد بسريرته البيضاء خارج سرب الغربان السوداء لمجتمع مثقفي شمال اليمن.