رغم تطور العلم وتطور الإنسان على مستوى كافة الأصعدة الا إن التطور أضر بالإنسان العربي أكثر مما استفاد منه غير من طبائعه ومن اهتماماته وجعله يخرج من عباءة الأصول والمعروف الى واقع أخر بعيد كل البعد عن ما عُرف به أهله السابقين , تكاثرت مواقع التواصل الاجتماعي من حولنا ولكنها باعدت بيننا باعدت بين الأهل والأصحاب والأحباب وجمدت أحاسيسنا وبلدت مشاعرنا وخلقت لنا واقع اخر أصبح الأخ يطمئن على اخية من خلال رسالة عبر الواتس اب أو الفيس بوك او موقع اجتماعي اخر وأصبح الابن يطمئن على والده أو والدته عبر رسالة وقد يكون البعد بينهما فقط عده أمتار . لماذا كل هذا البُعد الذي نختلقه نحن بأنفسنا لماذا نقطع حبل الوصال بيننا البعض ونحن مجرد زائرين على هذه الأرض في لحظة ما قد يرحل عن الحياة أعز الناس في قلوبنا دون رسالة انذار تأتينا من الواتس اب او غيرة من البرامج التي شكلت عائق حقيقي في حياتنا وأصبح كل واحد فينا بعيد في عالم خاص فيه لن يهمك ما يهمه ولن يهمه ما يهمك وعلى هذا الحال نسير في حياة تجردت من كل العادات المجتمعية التي كان يُعرف بها السابقين كان الشخص سابقاً لا يمر الأسبوع إلا قام بزيارة أهله وأصدقائه ومن يعز عليه لا ينام نومه إن مس الضرر أحد جيرانه يقف معه في أشد الظروف ويتقاسموا لقمة العيش سوياً وعلى هذا الحال عاش أباءنا حياة مجتمعية أصيلة انتجت لهم واقع نضيف لا يعرف فيه الشخص الخبث أو الأنانية التي طغت على نفوس الكثير في يومنا هذا كل ما أريد إيضاحه في المقال إن علينا مواكبة التطور في العالم كيف ما كان لكن لا نتخلى عن عاداتنا ونتجرد منها لان الحياة قصيرة لم يبقى منها أكثر من الذي راح .