هكذا قال رجل من عامة الناس . . . اليوم بالصدفة وأنا أراجع أوراقي وقع في يدي حوار دار بيني وبينه في ساحة الاعتصام قبل أكثر من شهر ونصف . عندما تراه تحتقر مظهره ؛ تزدريه الناس ؛ ليس له مكانة بين أصحابه ؛ يقولون عنه "مقرون" مريض نفسي . . . ولكنَّه شد انتباهي بكلامه ؛ فتذكرت المثل القديم "خذ الحكمة من أفواه المجانين" . أبتدأ كلامه قائلاً ؛ [لو كنت مكان الرئيس هادي ؛ ولو كنت أملك ما يملكه من الثقافة والخبرات والمعرفة العسكرية والتاريخية عن الجنوب وعن الطرف الآخر كنت سأخوض الصراع باستراتيجية "عض الأصابع" بالتوازي مع استراتيجية "المجاراة المسيّرة للآخر " حتى استنزف قوته واكتشف كل وسائله] و يقول أخونا المريض النفسي ؛
- مجارات الخطط الفاشلة التي يفرضها الطرف الآخر ، حتى يتأكد فشله فيها ، وأحاول الدفع به إلى إهدار طاقاته خلال جولات المواجهة . والسير مع الخطط الفاشلة للمجتمع الدولي حتى يقتنع بصواب رأيي .
- دولة الوحدة مشروطة ببقائي رئيس للدولة . . . بمعنى آخر ؛ من يريد الوحدة عليه التمسك ببقائي في السلطة بهدف بناء دولة الوحدة على أسس صحيحة تناسب البلاد "الجنوب والشمال" . واللحظة التي اسقط فيها تنهار هذه الدولة الموحدة . . . يعني أحكم دولة الوحدة أو دولة الجنوب .
- الدول الإقليمية والدول العظمى ؛ اعتادت من سلطة صنعاء الكذب والاحتيال ؛ وأنا اتعامل معهم باستراتيجية معاكسة "الصدق والوضوح" إلى درجة الرعب من الحقائق التي يسمعونها . . . فيضطرون للتمسك بي مهما كانت أخطائي . (كما قال تشرشل لروزفلت عندما دخل الثاني عليه وهو عريان ؛ رئيس وزراء جلالة الملكة لايخفي على فخامة الرئيس شيئاً) .
- أنا لا أعمل رئيس عند الشعب اليمني ؛ بل قائد قوات وصاية دولية ؛ والتقرير العملياتي أرفعه إلى واشنطن والرياض ، ولا مانع عندي أن ارفعه غداً إلى طهران إذا قالت أمريكا .
- أعلم أن بعض كبار القادة الجنوبيين الذين أعدتهم إلى الخدمة "هم مرتزقة" ؛ يبنون العمارات والفلل لهم ولأولادهم ، ينهبون الأموال . والأراضي التي كانت بيد القادة -الشماليين- الذين قبلهم "سيطروا عليها لحسابهم الشخصي" . . . لايهم عندي أن أضع لص جنوبي مكان لص شمالي ؛ فمعركتي الرئيسية مع عدو تجاوز حدود اللصوصية ألى أردى درجات السقوط الأخلاقي ؛ فهو لايتورع عن تفخيخ المساجد ، والكذب على الله .
المهم بالنسبة لي أنَّني استطعت تشكيل قيادة جنوبية من كل مناطق الجنوب ؛ منضبطة ، ملتزمة بالتراتبية في هرم القيادة . وهذا ماعجز عن فعله الحراك الحنوبي حتى اليوم . . . وهذه القيادة يمكنها في أي لحظة قيادة الجنوب . وكلما اغتيل أحدهم صبَّ ذلك في مصلحتي "يتعزز اصطفاف أبناء الجنوب خلفي" .
- استخدام الثورة الجنوبية فزَّاعة للخصوم ، كلما زادت مؤامراتهم أشعلت لهم الثورة الجنوبية . . . وعندما أقع تحت ضغوط دولية لتقديم تنازلات للشريك -الخصم- الشمالي ، أقول لهم لست من يمثل الجنوب ، الحراك الجنوبي هو الممثل . . . وعندما يكون الخصم تحت الضغوط أتحدث باسم الجنوب . وفي نفس الوقت أُبقي على الثورة الجنوبية على حالها "استمرار الشعب في الدوران حول القيادات الكرتونية" . (وهذا التكتيك بالذات يطبقه كذلك الحوثي)
و بهذا الأسلوب "الغير أخلاقي في نظر البعض" حققت للجنوب أكثر مماحققته قيادة الحراك ، والعالم يشهد بذلك ، ولذلك أنصح كل احرار الجنوب بالانضمام العلني لي إذا أرادوا التحرير والاستقلال .
- المؤتمر الجامع ؛ هذا المشروع يرفضه عبدربه والحوثي والمشترك وعفاش ويرفضه كل حزب سياسي منظم . . . فمن غير المعقول أن يقبل أطراف الصراع على السلطة بظهور قيادة "يتوافق عليها الشعب الجنوبي" . . . والواقع يقول أنَّ احتمال انعقاد المؤتمر الجامع بات بعيد المنال بعد أن استجلب الحوثي وعفاش أدواتهم من الخارج ، وهي أدوات قادرة على الدنبثة "التعطيل" وقد نجحت خلال السنوات الماضية .
كان هذا جزء من كلام المجنون ، وفي مقالات أخرى قد ننقل ماتبقَّى من كلامه .
وفي رأيي أنَّه تحليل موفق نوعاً ما ، وفيه أطروحات واقعية ؛ فهل هذه المنظومة هي التي تحمي الرئيس هادي من الانقلاب حتى اليوم....؟ .. وهل يمكن أن يتحول هادي إلى قائد للتحرير والاستقلال "كما يتهمه خصومه في صنعاء"...؟ الله أعلم .