مثلما للكلام معنى مجازي كذلك للأفعال معنى مجازي أيضا, لتبسيط الفكرة لعموم القراء مثلا:- نفسر إشارة الإنسان العاقل(لاحظوا ضرورة أن يكون الفعل صادر عن عاقل) بسبابة قائمة إلى الأعلى على أنها علامة التشهد(هذا إذا كان الفاعل مسلما أما إذا كان من غير المسلمين فإشارته هذه تحمل معنىً مجازياً آخر بحاجة لمحقق كالمحقق كونان! كذلك يأتي ,على منوال المثال السابق في تفسير وتحميل الفعل معنى مجازي محدد, تفسيرنا لإشارة الغمز بالعين التفسير الغير أخلاقي.. تماما كغمزة عين الدكتور بن حبتور الشهيرة في قاعة جامعة عدن! وهنا بالضبط يقفز فضول السؤال الملح:- أيهما يتقدم على الآخر في القصد وقوة الدلالة : المعنى المجازي للكلام أم المعنى المجازي للفعل؟! إذا ما أخذنا غمزة الدكتور بن حبتور الشهيرة التي وضعها وسط الكلام الديمقراطي المعسل ,على طريقة السندويتش, كعينة مخبرية سنصل إلى فصل الجواب التالي :- أن المعنى المجازي للفعل يتقدم على المعنى المجازي للكلام في القصد وقوة الدلالة. إذن بعد أن أتفقنا على تقديم المعنى المجازي للفعل على المعنى المجازي للكلام في القصد وقوة الدلالة بشكله المفرد بإمكاننا الانتقال الآن إلى قوة دلالة المعنى المجازي للفعل في شكله الجمعي التنظيمي للجماعات والأحزاب والدول! فالمعنى المجازي لأفعال الجماعات والأحزاب والدول ينم عن إرادة ودراسة وقرار سياسي (مستوفي شرط ضرورة أن يكون الفعل صادر عن عاقل) ,ولهذا فالفعل الجمعي للشمال اليمني تجاه الجنوب الدولة والأرض والإنسان أبلغ من الكلام الرنان عن الوحدة والوطنية وو..بل وتتقدم مجازية الفعل الجمعي للشمال اليمني على مجازية الكلام الوحدوي! ولا أبالغ أن قلت أن مجازية الفعل الجمعي للشمال اليمني تعمد إلى توصف وضع الجنوب بالبلد المحتل, وإلا ما تفسير استرخاص الدماء الجنوبية ومجانية القتل والتنكيل والاعتقال واستباحت الأرض ووو..! وحدهم الأغبياء من يلهيهم ويلبس عليهم الكلام المعسل من طرف اللسان ويترنحون في مربع توصيف الوضع الحالي في الجنوب: هل هو احتلال أم لا؟!.. زمان يقولون: الحليم تكفيه الإشارة(الفعل)! هذا من جانب الفعل الجمعي للشمال اليمني تجاه الجنوب لكن ماذا عن الفعل الجمعي للجنوب تجاه الشمال؟! أعتقد أن الثورة والفوران الشعبي في الجنوب بمثابة فعل يتعدى المجازية في المعنى! أخيرا لابد من تسليط الضوء على الزاوية المظلمة التي لا يراها الكثيرون زاوية مجازية الفعل الجنوبي بشكله المفرد كمجازية فعل الرئيس هادي مثلا ومن هم في حكم (وضعية) الرئيس هادي من الجنوبيين! ما لا يدركه الكثير من الشماليين ربما أو لا يريدون إدراكه هو أن وضعية الرئيس هادي الضعيفة هذه ,التي سيقت لنا كدليل وحدوي يتحججون به ليل نهار في وسائل إعلامهم بل ويبرزونها في وسائل الإعلام العربي والأجنبي كتذكرة عبور إلى الوحدة اليمنية, هي في الحقيقة تعكس واقعا مغايرا, واقع لا وحدوي مردود عليهم ,أي أن فعل الرئيس هادي السلبي في الحكم يحمل معنىً مجازياً يقول لنا:- أنا مش من هذه البلاد! كذلك هي سيطرة وسطوة الحوثيين على الشمال اليمني هي فعل يحمل معنىً مجازياً يقول للرئيس هادي :أنت مش من هذه البلاد! لهذا أنا شخصياً أفضل أن يقول الرئيس هادي: أنا مش من هذه البلاد . على أن يُقال له: أنت مش من هذه البلاد "ارحل"