رغم المسافات الطويلة ورغم وعورة الطريق وشدة صقيع الشتاء وشحة الامكانات وشظف العيش إلا إنهم لم يألوا جهداً في الاستعداد والرحيل إلى عاصمة الجنوب الأبدية عدن للمشاركة في فعالية الذكرى التاسعة للتصالح والتسامح . انطلقوا من كل أنحاء الجنوب صوب عاصمتهم الأبية وهم يتوشحون الصبر والإصرار ويلتحفون الأمل بفجرٍ جديد تشرق شمسه من على قمة شمسان الأبي. انطلقوا وهم يحملون في أعماقهم حلم طال انتظاره سيصبح وبمشيئة الله عما قريب حقيقة يعيشها الجميع متمثلة باستعادة وطنهم المسلوب وهويتهم المفقودة. انطلقوا بعزائمهم الصلبة التي لا تلين وهم يقتلون اليأس بالأمل وعلى طريق التحرير تتسابق قلوبهم المفعمة بالإيمان بأن النصر من عند الله وبأيدي الأبطال الاحرار. أولئك هم أبناء الجنوب أبناء هذا الوطن الكبير المثخن بالجراح النازفة من وحشية الاحتلال وعدوانيته والمسجى على طريق التجاهل واللا اهتمام الاقليمي والدولي . هذا الوطن المرسوم في عقول أبناءه الشرفاء والمحفور في قلوب البسطاء سيضل شامخاً في عيون الأحرار المنطوين تحت لواء التحرير والاستقلال واستعادة الأرض والهوية كاملة السيادة . أبناء هذا الوطن الكبير توافدوا من كل مكان صوب قلب الجنوب النابض عدن حباً ووفاءاً لهذا الوطن وإحياءاً للذكرى التاسعة لفعالية التصالح والتسامح . وتعتبر فعالية التصالح والتسامح هي اللبنة الأولى التي أرتقت عليها أعمدة الثورة التحررية الجنوبية السلمية وكانت في ذلك الوقت تعتبر التصعيد الثوري الوحيد الذي التف حوله أبناء الجنوب وبشكل كامل ،بينما في الاتجاه الاخر تعتبر هذه الفعالية هي الضربة الاكثر تأثيراً في خاصرة المحتل اليمني المتخلف وموجة عاصفة أطاحت بكل مشاريعه الاستعمارية والذي أعتمد منذ عقدين من الزمن على سياسة فرق تسد بين أبناء الجنوب ، وقد أتت هذه الفعالية لتنهي مرحلة الشتات والتشظي الذي أتقن المحتل زراعتها بين أبناء الجنوب من خلال إذكاء فتنة الثأر بين القبائل الجنوبية . وبهذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعاً سيلتقي أبناء الجنوب في ساحة الحرية في خور مكسر في العاصمة عدن وفي ساحة القرار قرارنا في المكلا ليتوجوا هذه الاحتفالية بصورة أكثر تلاحم واصطفاف ويرسموا أروع ملاحم التسامح والاخاء . وبذلك اللقاء تمتزج الارواح وتتعانق القلوب وترتفع الرايات عالية خفاقه وتصدح الحناجر بالهتافات الجنوبية المعروفة ( نحن تصالحنا تسامحنا نحن جنوبيين بالساحة )!! وبهذا التلاحم والاصطفاف الذي يجيد رسم معالمه الابطال والاحرار من أبناء الجنوب سنكون قد قطعنا شوطاً إيجابياً باتجاه خط النهاية والمتمثل بالتحرير والاستقلال واستعادة أرضنا وهويتنا المسلوبة. وعلى أيقاع هذه الاحتفالية الجنوبية الخالصة ينظر أبناء الجنوب بكثير من الأمل والتفاؤل الى كل قيادات الجنوب في الداخل والخارج سواء التاريخية منهم او الشبابية الى الاحتكام الى لغة العقل وتغليب الصالح العام ونبذ الخلافات ونسيان الماضي ورص الصفوف والعمل بروح الفريق الواحد للخروج من هذا المنعطف الخطير وتحقيق تطلعات هذا الشعب العظيم التواق لرؤية شمس الحرية تشرق من جديد . وبتلك العزيمة الصلبة سينتصر الشعب والثورة بإذن الله.. وسنستعيد وطننا المسلوب وهويتنا المنهوبة .. وإنها لثورةٌ حتى النصر !!!!