ان المرحلة التي تعيشها بلادنا اليوم هي مرحلة صعبة مليئة بالتناقضات ... والأحداث المحيرة . فكلما تحدثت وسائل الاعلام عن انجاز وتوافق على فصل من فصول ما يعرف بخارطة الطريق المزمنة .المتمثلة في المبادرة الخليجية . التي ارتضت بها كل الأطراف المتناقضة في الساحة السياسية اليمنية . استبشر المواطن البسيط الذي يمثل الغالبية المطلقة خيرا .. ولكن فرحت الإنجاز لدي المواطنين في عموم الوطن الذي لا يشاركهم فيها. سوى وسائل الأعلام الرسمية ..لا تدوم طويلا .. حيث يظهر احد اللاعبين في المشهد ليقلب الطاولة رأسا على عقب ويعيد الوطن إلى نقطة الصفر .. ويسخر وسائل اعلامه تتحدث عنه بأنه المنقذ الذي انقذ مركب الوطن ..وحلم الشعب في العيش الكريم والديمقراطية والمساواة في اللحظة الأخيرة ماقبل الغرق حسب ما يدعي..؟؟ فتبولرت لدينا ثقة مطلقة بان كافة التيارات السياسية في الساحة اليمنية حكاما كانوا او معارضين.. يعانون من حالة انفصام. سياسي . مستعصية . تتمثل في حديث كل طرف انه من يمثل مصالح الوطن وحامي حمى المدنية والديمقراطية ومنقذه المخلص .. نقول لهم نعم لمسنا كل ذلك التفاني بأذاننا !!! ولكنه غائبا تماما ..ومعدوما في واقعنا .. فواقع الوطن مزري ..ووطنيتكم مشكوك في امرها .. فمن يحب الوطن يجب ان ينعكس ذلك الحب واقعا وممارسة ..لا اقوال .او تصريحات ..فالأمن. معدوم ..والدولة غائبة .عن ممارسة ابسط مهامها .. والاقتصاد منهار ينبئ عن كارثة قادمة . و.و.و.و. و .الخ .. . أهاذه هي الوطنية التي ملت آذاننا سماعها منكم . أهكذا حب الاوطان في مفاهيمكم ... الم تدركوا ان حبل الكذب والتظليل قصير .. الم تعودوا إلي صفحات التاريخ قليلا وتقرأوا عن الفاسدين والمستبدون أو العملاء. الذين اعتمدوا علي الزيف والتظليل كيف انقطعت بهم حبال كذبهم وتظليلهم.. وما كانت نهايتهم ؟؟؟. بغض النظر عن حجم قوتهم .. وهالة ابواقهم الإعلامية الضخمة .. وكيف صار التاريخ يلعنهم ولا يذكرهم الا بأسواء اعمالهم .؟؟ الم تقرأوا يوما عن تاريخ العظماء ..الذين خلدهم التاريخ وتحدثت عن عظمتهم الاجيال ..وما سبب عظمتهم .. ؟؟ وماهي الاعمال التي خلدتهم ..؟؟ اعلموا ان هذا الكلام الموجه لكم ..لم نقصد به شمتا لكم او تعزيرا ..انما اردت به .. أن ننبهكم الي واقع لا نحسد عليه لا انتم ولا نحن . علكم تتنبهون الي خطورته ..وتغلبون مصلحة الوطن عن سواها من المصالح . ثقوا .ان عباءة الوطن اوسع وارحب من عباءات العمالة والاستقواء بالغير او الارتماء في احضان القوى المتصارعة على النفوذ الإقليمي . فلا تجعلوا من اوطانكم وانفسكم سلالم يتسلق عليها المتربصون بكم وبأوطانكم . فالارتماء في احضان المتربص بنا .يعد انتحار . والاستقواء بالغريب .يولد الضعف . . والاعتماد الزائد علي الصديق .يصبح مذلة .. ثقوا ان احضان الوطن اوسع وادفأ فهي الاحضان التي لا غنى لنا عنها ولا غنى لها عنا .. والوحدة قوة ..والتفرق ضعف .. والوطن قادرا على استيعاب الجميع .. تحت مظلة قانون يحتكم له الجميع .