منذ أن بدأت مباراة منتخبنا أمام الكوريين الشماليين, والمتابع يشعر أن الأخضر يريد فعل شيء يرد به بعضا من كبريائه المسكوب, وحتى بعد الهدف الكوري, قاتل فريقنا الوطني الهواجس والظنون والسيناريوهات السوداء, نجح في التعادل وكان الانفجار الرباعي الجميل. انتصار ثمين في وقت مناسب, يجب ألا نغفل معه عن الاعتراف بأن التفاصيل الصغيرة في المباراة, كانت تسير في ركابنا غالبا, وأهمها توقيت الهدفين الثاني والثالث. الروماني أولاريو كوزمين مدرب منتخبنا, رجل منظم لديه رؤية واسعة, قال بعد المباراة الأولى أمام الصين: “عملت جيدا من أجل تحسين واجبات الدفاع في الأيام الماضية, كنا جيدين, ونحتاج إلى العمل أكثر في الهجوم”, فعل ذلك أولاريو اشتغل جيدا على الهجوم ونجح كثيرا في بناء الهجمات وهز الشباك. .. في المباراة الثالثة, أظن كوزمين معني أكثر بتنظيم الوجه الهجومي للاعبي الوسط, وزيادة الحرص على التمرير السليم واستغلال الكرة المرتدة. .. إيجايبات الفوز على كوريا كثيرة, أهمها, منح أولاريو أجواء أفضل للعمل, ومعالجة الانكسار النفسي لدى اللاعبين, وإيجاد لُحمة جماهيرية شعبية حول الأخضر في قادم المشوار. ستكون تلك أجواء مثالية للاعبين تقطع دابر أي أعذار محتملة, قبل وبعد مباراة العبور. .. وعندما يفوز المنتخب, لا يجد المتربصون شيئا يقولونه, ويتحولون مجبرين إلى دعم الفريق الوطني, أو الصمت, ولذلك لا أحد يستطيع مساعدة الأخضر في مشواره أكثر من الأخضر نفسه, ولن يساعد الأخضريون أنفسهم بالتصريحات والوعود, بل بهز شباك المنافسين. في الجولة الثالثة, يحتاج أبناء طشقند الفوز فقط لأجل العبور إلى الدور الثاني, ويلعب الأخضر بالفرصتين, ولذلك لسنا بحاجة إلى المغامرات, وعلينا اللعب بهدوء وواقعية, وتولي زمام المبادرة, وزيادة الضغط على المنافس مع تقدم الوقت في المواجهة المنتظرة. شخصيا, أرى أن كوزمين مدرب لا يُهزم إذا أراد التعادل, فأبرز إيجابيات الرجل أنه يجيد التنظيم الدفاعي, ويوجد سواتر حماية لمرماه تبدأ من منتصف الميدان, وهذا ما يحتاج إليه فريقنا في المباراة المفصلية نحو دور الإقصائيات. .. في النهائيات الآسيوية, يبدو الطريق إلى النهائي أسهل من الوصول إلى إحدى بطاقتي كأس العالم, بسبب أن الفرق قد تساعدك في المشوار عندما يلتقي الكبار ببعضهم ويترك أحدهم الممر بخروجه, ولذلك أتمنى والأماني كثيرة, أن تنجح كوريا الجنوبية في تصدر المجموعة الأولى, ونلتقيها في مطلع الدور الثاني, ولأن الأماني بلا فواتير, سأكون سعيدا أيضا عندما يتصادم اليابانيون بالأستراليين في نصف النهائي. ما أجمل الأماني, لا تكلف شيئا, ولكن عندما تريد تحويلها إلى واقع لا يكفي أن ترسمها في الخيال فقط. .. الرباعية الخضراء في المرمى الكوري, تبعث على التفاؤل, تشرق معها شمس الآمال من جديد, وتفرض عملا مضاعفا في الجولة المقبلة, لا نريد أن يكون هذا الانتصار شبيها بانتصار الأخضر على تايلند في تصفيات المونديال قبل الأخير, احتفلنا يومها, اعتقدنا أن فريقنا الوطني عاد إلى طريقه, ووقعنا في الفخ لاحقا, لأننا لم نُجد قراءة المستقبل, فأضعنا الطريق.