كنت انا الفقير إلى الله قد حذرت في مقالات سابقة من التمدد الحوثي والخطر الذي يحمله للوطن الشعب اليمني, وأنه يجب أن يقف الكل ضده ويضعوا حد (لعنجهيته) وتماديه وتطاوله على الدولة وتعديه للحدود وزحفه اللأمعقول واللأمقبول نحو المحافظات ومحاولت إحتلاله وبسط نفوذه وسيطرته وسطوته عليها.. قلنا هذا مرات عدة وأن جماعة الحوثي لا تحمل أي هدف وطني أو (هم) وطني كما تقول أو تدعي وإنما جعلت من مطالب الشعب المشروعة والمعقولة (سلم) صعدت من خلاله على ظهور البسطاء من ابناء الشعب الذين أيدوا ثورة (الحوثه) وباركوها وخرجوا معها (ظنا) منهم أن الحوثي يشعر بمعاناتهم وهمومهم وسلبي طلباتهم, وأصبحت مطالب شرعية أراد بها وحولها الحوثي إلى باطل وعاث بها في الوطن (فسادا)
وحدث فعلا أن تمدد الحوثي في أوصال الوطن اليمني ك( داء) خبيث وبداء ينشر جحافله ولجانه بحجج واهية وزائفة ما أنزل الله بها من سلطان والغى وجود الدولة ونظامها كليا, وباتت الدولة مشلولة تماما لا تقدر على ( كبح) جماح هذا التمدد وردعه أو صده, وأصبح يتدخل في كل شاردة وواردة في هذا البلد المغلوب على أمره, وتمادى الحوثي هو وجماعته ومسلحيه وباتت أطماعهم كبيرة ولم تقتصر على شيء معين,بل سعوا لأن يمتلكوا مشارق الأرض ومغاربها, وسعوا لأن (يمسكوا) بزمام أمور البلاد والعباد, وفعلا تحقق لهم هذا..
لم يدرك الشعب المغلوب على أمره وبعض المؤيدين من أحزاب وجماعات هذا الخطر, بل ربما أدركوه ولكن حاولوا التحاشي في التفكير فيه وعدم الخوض في حيثياته لأهداف سياسية قذرة وحسابات كيديه (خسيسة) أتت اليوم على كل شيء وأهلكت الحرث والنسل, وأحرقت الأخضر واليابس, وبات الكل يضع يده على (قلبه) توجسا وخوفا من المستقبل والانفجار الوشيك الذي ينتظر البلاد والعباد..
وهاهو اليوم يحدث ما كنا (نخشاه) ونخافه, وهاهي (نوايا) الحوثة وكل المشاريع والأجندة والأطراف التي تقف خلفها قد أفصحت عن نواياها وعما تحمله في جوفها من حقد وغل وكره وبغض لهذا الشعب, وأتضح جليا (زيفها) وبطلان ما تحمله من مشاريع وأحلام أدعت أنها للبسطاء والمساكين من أبناء هذا الشعب,بينما هي في الأصل (أجندة) لأطراف وأيادي خفية لا تريد للشعب أو الدولة أن تستقر على قرار أو يهدأ لها حال, وإنما تريد أن تدخلها في أتون حرب لا تبقي ولا تذر..
نحن للآسف جميعا في اليمن بشقيه الجنوبي والشمالية يغلفنا نوعا من (الغباء) والسذاجة وليسامحني الكل على هذا الكل اللفظ, ونقع دوما في (شراك) أولئك الأنذال من الساسة والمسئولين ونصدق معسول كلامهم وعذب قولهم, فننساق ونذعن لكل ما يردون, بل ونؤازرهم ونقف إلى جوارهم حتى يصلوا إلى أهدافهم وغاياتهم وطموحاتهم الشخصية ثم (يركلونا) بأعقاب أقدامهم, ومع ذلك لانتعض أو نعتبر أو نزدجر, بل ننسى كل هذا وبسهولة, ونعيد الكرة مع الآخرين ونقع مرة أخرى في ذات الشرك والمشاكل..
أنا لا أدافع بكلامي هذا عن الدولة ونظامها المتهالك ولكن يؤلمني كثير أن نقف كالمعتوهين والبلهاء ننظر إلى من يخربون ويعيثون فسادا في الوطن, وننتظر من تلك الجماعات والأحزاب أن تحيل البلاد إلى (رميم), لانه في النهاية لن يدفع (ضريبة) تلك الأخطأ والمشاكل والفوضى والعبثية غير البسطاء والمعدمين الذين تشردهم الحروب وتقتلهم تصفية الحسابات..
الوضع جدا خطير ولا يحتمل أن نناصر ذاك أو نخذل هذا, ولكن يتطلب أن يقول الشعب كلمة (الفصل) في هذه الفوضى والعبثية والمعمعة وأن يوقف تلك القوى العابثة بمصالحه أكانت جماعات أو أفراد أو أحزاب, لان من لايكترث بالشعب ومطالبه ولا بأمنه وأمانه فلن يهتم بتلك الدماء والأشلاء التي ربما قد تخلفها الحرب إن نشبت فيما بين فرقاء المصالح والكراسي.. والله من وراء القصد..