مسميات وتوصيفات ومانشيتات وأخبار هناء وهناك تخبر عن وضع الوطن وحالة الإضطراب واللأستقرار التي وصل إليها في ظل الأزمة الحالية التي أبتكرتها جماعة الحوثي من منطلق خوف مصطنع وحقوق أرادوا بها باطل وتوسيع لمذهبهم وقاعدتهم ورد الإعتبار لهم بعد أن خاضوا في الماضي القريب حروب ضروس مع الدولة لم تفضي لشيء لانها كانت عبثية وزيف وتضليل وإستزاف وإنهاك لقوة الجيش وترسانته العسكرية.. وكل هذه العناوين والمسميات تبعث على الأسى والخوف والقلق والاضطراب والتوتر والتوجس من أن ينفجر الوضع في أي لحظة ويحال الوطن إلى مربع عنف لتصفية الحسابات وساحة نزاع واحتراب واقتتال تحصد الأخضر واليابس وتهلك الحرث والنسل وتبيد الزرع والضرع.. ووقعها على البسطاء من المواطنين أشد من وقع الحسام في الجسد وتأثيرها أبلغ وأعظم في دواخلهم لان الوطن بالنسبة لهم حضن دافئ يحتويهم وصدر حنون يستلقون بين جنباته, ولهذا فكل مايؤذي الوطن أو يؤرق جفنه لا محالة يؤذي عمقهم ودواخلهم ووجودهم وكيانهم وانتمائهم وحياتهم.. والعابثون والمستهترون بالوطن والمتمصلحون من خيراته لايبالون البتة ولا يكترثون بهذا الشعور النبيل وهذا الإحساس الأكثر من رائع, لان جيوبهم وأمعائهم أقدس من هذا الوطن أجمع وأهم من حياة البسطاء الكادحين,فيمارسون طقوس خسا ستهم ونذالتهم بحروب مفتعلة بين الفينة والأخرى وإثارة للبلابل والقلاقل والفوضى والعبثية والهمجية تحت مسميات زائفة, ضالة, كاذبة, يعتقدون أنها ستنطلي على الشعب والبسطاء وهي واضحة للعيان كالشمس في رابعة النهار.. إذن في ظل هذا كله وفي ظل هذه المعمعة التي تتقاذف الوطن يمنة ويسرة دون أن (يرف) جفن لهؤلاء (الحثالات) أو يندى لهم جبين أو تذرف لهم دمعة, وفي ظل الصمت الفظيع والقاتل التي تجابه به الدولة هذا المد الجارف أكان سياسيا أم مذهبيا أو انتقاميا ودون أن تحرك ساكن حياله, لم يبق إلا أن ينتفض الشعب انتفاضة وطنية واحدة,وينتفض كل الغيورين على الوطن والمحبين له, دون أن تكون انتفاضتهم للتخريب والفوضى والعبثية, بل تكن صادقة ونابعة من القلب ومن منطلق الخوف على هذا الوطن الذي يكاد ينصهر ويتلاشى ويبقى أطلال وطن وذكرى نندبها كلما هزنا الشوق إليها.. فلينتفض الشعب ويجتمع الكل على قلب رجل واحد تتعاضد سواعدهم وتتحد أكفهم وتتفق رؤاهم ويجمعون على أن مصلحة الوطن هي همهم وهي شغلهم الشاغل والهاجس الذي يؤرقهم ويقض مضاجعهم ويثورون بقلوبهم وأرواحهم قبل أجسادهم من أجل أن ينعم الوطن بالأمن والأمان والاستقرار والسكينة ويخلصونه من كل أولئك الذين عاثوا فيه فساد وأحالوه إلى جحيم لايطاق وعذاب لايحتمل, ويقولون كلمة الفصل التي تسبق سيوف تلك الأيادي العابثة قبل أن تطال الوطن وتحكم قبضتها عليه.. فلينتفض الشعب دون أن يسفك دما أو يزهق روحا أو يدمر أو يدك منزلا, بل يحمل في يدية حمامات السلام ويشابك تلك الأيادي الكادحة التي حفرت الصخر والجبال لتصنع وطن ينعمون فيه بالرخاء والنعيم وراحة البال, وليقل لهؤلاء كفاكم عبثا, كفاكم إرهابا, كفاكم تخويفا وزعزعة لسكينتنا, فمن تكونوا لتمنحوا أنفسكم (صك) الوصاية على شعب حر لايخضع ولايركع ولايستكين, ولا يقبل وصاية من عابثين أو مستهترين أو من يدعون الخوف والحرص على الوطن وهم (ينخرون) جسده وينهكون دواخله.. فلينتفض الشعب طالما والكل آثر (دس) رأسه في التراب (كالنعامة) ولايريد حلحلة هذه الأزمة الجاثمة على صدور المقهورين, وليقل الشعب إلى هناء (وكفاية), فالوطن سيتهاوى وسيغدو في خبر (كان) والكل ينتظر أن تنفرج تلك الأزمة أو (يجد) الوسطاء حلول مثلى لها, وبينهم وبين الحلول بونا شاسع, وكلما طال أمد الانفراج أزداد الألم والحسرة في دواخل أبناء هذا الوطن وازدادت معاناتهم.. فلينتفضوا ضد كل من تسول له نفسه المساس بالوطن والمواطن مهما كان موقعة ومكانته ومنصبه, فالوطن أغلى منهم وأقدس من مصالحهم وأطماعهم