تواترت الأخبار عن حالة الغليان والإحتقان التي تعيشها مدينة( غيل باوزير) وعن إحكام المسلحين قبضتهم عليها وأنها ربما في القريب العاجل ستتحول إلى إمارة إسلامية على غرار الإمارات البائدة في جارتها أبين .. كل هذا في ليلة وضحاها وعلى مراء ومسمع من الدولة ودون جهد أو مقاومة من أحد, لتليها لأحقا أخبار تكذب كل هذا وتقول أن ذلك مجرد (فرقعة ) إعلامية لخلخة الصف وبث الرعب وزعزعة الأمن والأمان (الهش) في ربوع الوطن المتقد.. وماهي إلا أيام قلائل وشن الجيش حملته على غيل باوزير لغرض تطهيرها من المسلحين كما يقول وتخليصها من براثن العناصر التي السيطرة عليها, وشهدت المدينة حرب طاحنة أحرقت الأخضر واليابس وأهلكت الحرث والنسل ودمرت ودكت المنازل ,وشردت الأسر واقلقت السكينة وروعت الأمنين, بهمجية وعشوائية لا تقل في سذاجتها وهزليتها عن تلك المسرحية الهزليو الساخرة التي عُرضت في محافظة أبين في منتصف العام2011م وأستمرت قرابة العام , خلفت الدماروبددت الحياة وقلبت المحافظة عاليها سافلها ودمرت كل شيء فيها دون أن تحقق أهدافها وتصل من قامت الحرب من أجلهم.. لتعيد الكرة اليوم وبذات الطريقة والأساليب القذرة والمقززة في مدينة غيل باوزير دون سابق إنذار أو حتى مؤاشراتأو مقدمات ومبرارات لهذه الحرب التي شك الكل في نزاهتها وحقيقتها وأعتبروها مجرد إمتداد لتلك التي دارت رحاها في أبين وأنها لن تفضي لشيء أو تحقق شيء مهما حاولت أو أستخدمت فيها من إسلحة أو مقاومة أو عتاد لانها حرب وهمية ليس لها أساس أو جذور أو أهداف , بل أستطاعت تلك الحرب أن تدك المنازل وتدمر البنية التحتية وأقلقت المواطنين وحولت المنطقة إلى ساحة إحتراب وإقتتال وهيئة المناخ لكل من أراد أن يعيث فياه فسادا ومهدت الطريق أمام من أراد أن يعبث بها, بعد أن أضعفت قوتها وخلخلتها وأرعبت أهلها وشتتتهم ومزقتهم وقتلت فيهم كل شيء جميل .. وإلا كيف يعقل أن تسقط منطقة تلو الأخرى ومدينة الأخرى وتتهاوى ترسانة الجيش أمام أبسط هجوم ويغدوا لقمة سائغة في فم كل من أراد أن يبتلعه أو يعبث به ويستولي على عدته وعتاده؟ كيف يعقل أن تأخذ تلك الحروب الوهمية كل هذا الوقت في ظل إمكانيات الجيش وأعداد مقاتلية التي لا تعد ولا تحصى ؟ إلا أن كان هناك أمر آخر وأشياء لا نعلمها ونجلها كليا.. جيش يمتلك من الأسلحة والمقاتلين ما الله به عليم وينتشر في ربوع المحافظات وعند أبسط هجوم عليه يتهاوى ويسقط ويصبح بلا قيمة وبلا فائدة وبلا نفع .. مامعنى هذا ؟؟ معناه أن وراء الأكمة ما ورائها وأن تلك الحروب ما هي إلا لعبة لتمزيق الوطن وتشريد المواطنين وتحويل الدولة إلى مرتع خصب للإرهاب والإحتراب والإقتتال والفوضى والعبثية.. معناه أن هناك أطراف تتلاعب بالبلاد والعباد وتريد أن يظل الوضع على صفيح ساخن ودون أن يستقر على حال أو يهدأ لمواطنيه بال, مثلما يحدث لأبراج الكهرباء التي سلبت منها العافية وباتت عرضة لكل من له قضية مع الدولة أو حتى مع (زوجته).. نتمنى أن يعي السادة المسئولين حجم المأساة التي يعيشها المواطنين وحجم تلك الضريبة الباهضة من أخطا الدولة التي يتحملها البسطاء ويعاقرونها ليل نهار ..