بعد نهاية مشواره في منافسات كأس آسيا الحالية، قدم منتخب الإمارات مستوى يوازي طموحاته القارية في الوقت الراهن، فلا نستطيع مطالبته باللقب الآسيوي لأن متطلباتها أكبر من إمكانات الأبيض الإماراتي. في مقالتي الأخيرة «تبون كأس آسيا؟» ركزت على فكرة الخطة الاستراتيجية التي تبنى بحسب الرؤية الموضوعة من اتحادات القدم العربية. أكرر بأن الرؤى لجميع اتحادات غرب آسيا متشابهة، وبإمكانك عزيزي القارئ أن تتأكد بنفسك عبر مواقعها الإلكترونية. لست من النوع الذي يناقش التفاصيل الفنية أثناء البطولة، هناك أهم من تبديل أو خطة وطريقة لعب معينة، هنالك جوانب يجب أن تكون مرتكزات لتحقيق الأهداف، أهمها إيجاد فرص احترافية للاعب الإماراتي في مسابقات أقوى من المسابقات المحلية، والبداية بنجوم المنتخب الحاليين والذين قدموا مستوى لافتاً للنظر، وأرى أنها الفرصة الأخيرة لهذا الجيل للاحتراف الخارجي، والمسؤولية تقع على عاتق الاتحاد والأندية واللاعبين أنفسهم، لا أحد يتخلى عن دوره. وإن رضينا بالمقسوم وبقي نجومنا في أنديتنا المحلية، فيجب علينا توفير الاستقرار لمسابقاتنا المحلية من خلال أجندة ثابتة لا تتغير مهما كانت الظروف، فالمسابقات المحلية هي مصدر منتخباتنا، وبالإمكان إيجاد أكثر من خيارات أمام الجهاز الفني لتحقيق هدف الوصول إلى مونديال روسيا 2018. رفع سقف طموحات أنديتنا في المشاركات الخارجية أمر مرتبط بتوفير استقرار مسابقاتنا المحلية، دور اتحاد القدم يأتي بمحاسبة الإخفاق، فالاتحاد دائماً يشير إلى أنه شريك استراتيجي في إنجازات الأندية، وإن تخلى الاتحاد عن دور المحاسبة فهو يبرهن على ضعفه! المحاسبة قد تكون عن طريق رابطة الدوري الإماراتي كما يحدث في اليابان، إذ أن الرابطة تحاسب أنديتها سنوياً على مشاركاتها الخارجية... لماذا لا نأخذ هذا الأمر كنموذج؟ الأمور التسويقية والترويجية وزيادة رقعة الاحتراف بالبلد وزيادة الحضور الجماهيري ومدخولات الأندية، كلها خطط تشغيلية لتحقيق هدف بناء بيئة رياضية في المجتمع، ونحن نمشى على المسار ونحتاج إلى وقت لاستيعابها. نعم.. يحق لاتحاد القدم مناقشة رابطة الدوري الإماراتي والأندية في ذلك، لكنها ليست مهمة بقدر ما هو أهم مناقشة ما ذكرته سابقاً! حالياً منتخب الإمارات يقدم صورة رائعة عن كرة الإمارات، هو ليس من منتخبات الصف الأول في القارة الصفراء، بل يأتي بعد اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران وأوزباكستان، وفي مستوى مقارب للصين والسعودية وقطر، لكن هذا لا يكفي لدفع مهر الوصول إلى مونديال روسيا 2018 وأيضاً الفوز بلقب كأس آسيا 2019. الهدف الأخير يجب أن يضاف إلى مجموعة أهدافنا في أول اجتماع لاتحاد القدم، وبالتالي نكون استثمرنا جهدنا ووقتنا وعملنا الذي بذلناه طوال السنين الثلاث الأخيرة. أخيراً... من المهم جداً أن مجلس الاتحاد المقبل يستثمر مكتسبات الكرة الإماراتية من المجلس الذي سبقه، لا مجال لإعادة وضع الأهداف.. هي واضحة! *نقلا عن الحياة اللندنية