مع ثورة شبكات التواصل الاجتماعي شرعت كبرى المؤسسات الإعلامية في العالم في اصدار لوائح لمنسوبيها تنظم تواجدهم وطريقة مشاركتهم على تلك الشبكات وتهدف هذه الإجراءات الى الاستمرارية للمبادئ الأخلاقية للصحافيين والصحافة بوجه عام وعدم الانزلاق او التورط في المشاركة بمعلومة أو رأي قد يضر سمعة المؤسسة الإعلامية في المقام الأول ثم سمعة الصحافي نفسه في اطار الالتزام بالمبادئ الأساسية للمهنة مثل المصداقية، الحيادية والموضوعية . في (تويتر) احد اهم شبكات التواصل التي تتصدر المشهد في الوسط الرياضي السعودي يخرج اعلاميين كثر وعلى نطاق واسع ما بين كتاب، محللين ومراسلين وغيرهم وبشكل علني في الهجوم والتصدي لبعضهم البعض ومع الجمهور للدفاع عن قضايا اندية ولاعبين ومسئولين رياضيين تصل قسوة مشاركاتهم أحيانا حد الشتم، يحدث ذلك في الوقت الذي عرفوا انفسهم في المعرف الشخصي بأنهم ينتمون لجهة إعلامية ما، وهو مايدل على انه استهتار بأداب وضوابط المهنة اذا ما أخذنا في الاعتبار انهم يدركون مفهوم الصحافة والاعلام وقيمها وأدابها من الأساس! ان يكون هذا هو سلوك الإعلاميين في تويتر فتلك مصيبة ولكن ان تكون هذه الممارسات وسط مراقبة ومشاهدة من تلك المؤسسات الإعلامية التي ينتمون اليها فالمصيبة أعظم، بل الأعظم والأعظم أن هذه المؤسسات لاتألوا بدورها جهدا في التصفيق والتشجيع لهؤلاْ لمواصلة تميزهم في الاستخفاف بالمتابعين وتقديم ادلة واضحة على ضعفها مهنيا واداريا وفشلها في الالتزام بمعايير واداب الاعلام بين منسوبيها! ليس هذا فحسب بل ان من السلبيات المتكررة التي يلاحظها المتابع الفطن ازدواجية المهن في الوسط الإعلامي الرياضي في السعودية وانعدام مبدأ التخصص والولاء للمهنة التي هي من اهم عوامل التميز والابداع، ويتمثل ذلك في ممارسة الإعلامي لأكثر من مهنة في آن واحد، فقد تشاهده صحفيا بالصحافة المطبوعة ثم تستمع اليه يقدم برنامجا اذاعيا وفي المساء تشاهده يقدم يعمل مراسلا تلفزيونيا او يقدم برنامجا تلفزيونيا، كل هذه العوامل تفقد الصحفي تميزه وتركيزه وتشتت انتباهه وتحرمه اكتشاف مواهبه ومهاراته وتطويرها وقبل ذلك تتعارض مع اخلاقيات المهنة . وفي الوقت الذي لعبت شبكات التواصل الاجتماعي دورا هاما للمنظمات والقطاعات الحكومية والخاصة للتواصل مع جمهورها والتفاعل معهم وكذلك نشر كل مايتعلق بها من اخبار وتقارير للاعلام والجمهور لازال الدكتور عبدالله البرقان رئيس لجنة الاحتراف في اتحاد كرة القدم السعودي يواصل استخدام حسابه الشخصي في تويتر لبث كل مايتعلق بلجنة الاحتراف ونشر معلومات تخص لاعبين وأندية ماجعله عرضه للنقد في كل مرة ينشر فيها هذه المعلومات . وبالرغم من ان هذا السلوك يعد أيضا مخالفة ضمن المعايير الاخلاقية لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي عند المؤسسات والجهات التي تلتزم بمبدأ الاحتراف الكامل ضمن سياساتها الاعلامية الا ان الدكتور البرقان قد يجد ذلك مبررا ايضا في ظل انعدام قناة اعلامية متكاملة داخل الاتحاد السعودي لكرة القدم وتدار من قبل إدارة متخصصة ومتفرغة لتقوم بدور مايقوم به البرقان وتفتح قنوات التواصل مع الاعلام والجمهور وتستثمر انتشار وسهولة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، تويتر، يوتيوب للتفاعل مع الجمهور العريض لكرة القدم. *نقلا عن "بالعربية.نت"