تسارعت الأحداث السياسية الأخيرة في صنعاء يوم الجمعة الماضية حيث ذهبت جماعة الحوثي إلى أعلن ما أسمته بالإعلان الدستوري الذي بموجبه أطاحت بمجلس النواب وكافة المؤسسات الدستورية اليمنية السابقة . أثار تحرك جماعة الحوثي الأخير حالة من الشد والجذب في اليمن وفاقم من الأزمة السياسية التي تعاني منها اليمن مؤخرا . في خضم جميع الأحداث السياسية التي يعيشها اليمن يتبادر إلى الأذهان سؤال سياسي هام هو أين يقف الجنوبيين من كافة الأحداث السياسية الحالية . وجهت صحيفة "عدن الغد" سؤال سياسي إلى عدد من النشطاء السياسيين في الجنوب وكان محتوى السؤال هو كيف يمكن للجنوبيين التعامل مع الموقف السياسي الراهن في اليمن عقب إعلان جماعة الحوثي الإعلان الدستوري؟ أول المتحدثين كان الكاتب "عبدالصمد الجابري" الذي قال :" على أبناء الجنوب وقواه السياسية في الساحة الجنوب التعامل مع الواقع الجديد في الساحة اليمنية بحكمة وتدارس الأمر من مختلف الجوانب سيما وقد دخل للمشهد السياسي قوة جديد (((أنصار الله) وهي قوة انتزعت من كل القوى السياسية سدة الحكم ليظل الجميع تحت رحمتهم...... ولو نظرنا إلى مراكز القوى التي لديها القوة والنفوذ لوجدنا ان أنصار علي عبدالله وأنصار الله هما القوى المشتركة المسيطرة على مواقع السلطة بمافيها القوات المسلحة والأمن. وتابع بالقول :" وحتى الان لم يتعامل الجنوبيون مع أنصار الله بالرغم ان الخطاب الإعلامي والسياسي لأنصار الله يتحدث عن القضية الجنوبية وعدالتها وضرورة معالجتها بالعدل والإنصاف وهو موقف متقدم عن بقية الأحزاب في الساحة اليمنية. واختتم بالقول :" نحن علينا أولا إيجاد قيادة سياسيه موحدة تتحمل مسؤوليتها التاريخية ونتعامل بذكاء وفق رؤية علميه صحيحة ونرسم لنا استراتيجيه ونعمل لها التكتيك السياسي خدمة للقضية الجنوبية وتحقيق أهدافها.
الكاتب والقيادي في الحراك الجنوبي "محمد بلفخر" كانت له رؤية سياسية مغايرة حيث قال ردا على سؤال الصحيفة :" كثيرة هي الفرص التي تأتي للجنوبيين على طبق من ذهب والمؤسف انه تذهب هدرا تباعا لعدم القدرة على التقاط اللحظة التاريخية ويعود السبب لربط الجنوبيين أنفسهم بمن كان سببا في ماساتهم إلا وهي تلك القيادات المحنطة من الزمن الرديء . وتابع بالقول :" اما الان وقد وصلنا لهذه المرحلة فينبغي التعامل الفوري قولا وعملا مغادرة من تبقى من الجنوبيين العاملين في النظام اليمني سياسيين وعسكريين والعودة إلى بلادهم والالتحاق بإخوانهم إعلان من كل فروع الأحزاب قطع صلتها بالمنظومة اليمنية الكاملة ويعلنوا عن أنفسهم مكونات جنوبية نواة لأحزاب جنوبية قادمة - الاتفاق على قيادة موحدة عاجلا تعلن استقلال الجنوب -إعطاء المهمة للجان الشعبية وانخراط العسكريين الجنوبيين في صفوفها وتقع عليها مسؤولية حفظ الأمن . وبعد ذلك إرغام كل المعسكرات اليمنية بمغادرة البلاد وتسليمها للجان الشعبية -إعلان المحافظين جميعا قطع صلتهم بصنعاء ويتولون إدارة محافظاتهم حتى تتحقق قيام الدولة بمنظومتها الجديد وليست دولة الماضي الذي أوصلنا إلى ماوصلنا إليه .
الشيخ والقيادي في الحراك الجنوبي "هاني اليزيدي" تحدث عن هذا الأمر وقال بدوره :" القادة الجنوبيون اليوم أمام موقف عظيم هم قادرون ان يسطروه ومن مثل هذه المواقف يكون الزعماء والقادة واعتقد ان في مثل هذه الحالة يراهن الشمال على عجز الجنوبيين بسبب فقدان الثقة بينهم ولهذا أضع خطوط عريضة يمكن يتعامل بها الجنوبيون الان - ليكون تحرك من طليعة الشباب واشترط ان يكون ممن لهم تواجد في ساحات الجنوب وطرق الأبواب لجمع كل الأطراف من اللجنة الأمنية ومجلس الإنقاذ والهيئة الوطنية ومجلس الثورة وكافة الأحزاب - على ان تكون هذه الطليعة تمثل وجاهه في مديرياتها ولهذا اقترح اختيارها من المديريات - تعقد لقاء موسعا يختار منها لجنة تنزل على القيادة التي ذكرت أنفا. - الإعلان عن قيادة محلية تدير المديريات والمحافظة وتعمل مع كل العاملين في المديرية. - تشكيل لجنة تنسيقية بين اللجان الشعبية التابعة لناصر منصور وبين اللجان الأهلية الحراكية والمجلس العسكري الجنوبي . - يمكن تشكيل هذا العمل في خلال عشرة أيام في عدن للانتقال بعده إلى المحافظات الجنوبية الأخرى
الكاتب والإعلامي الجنوبي المقيم في صنعاء "هاجع الجحافي" قال ل"عدن الغد" :" بداية ينبغي التأكيد ان ماجرى ويجري وسيجري في صنعاء والشمال وأيضا الجنوب ، لم يكن غريبا أو مفاجئا ، وبالذات وفق مدركات النخب السياسية الواعية. ومن هذا المنطلق تتمحور قراءات المشهد السياسي والأمني الراهن التي ينبغي ان تكون غير متسرعة وغير انفعالية وبالذات من قبل النخب والمكونات والفعاليات في الجنوب. واستطيع القول بشكل مبدئي ان الجنوب بمكوناتهم ومناطقهم وانتماءاتهم مطالبون بانتهاج أدوات وأساليب سياسية سلمية جديدة ترتكز على خطاب سياسي وإعلامي لايصنع المزيد من الخصومات والانقسامات ، والتفكير الجدي للانتقال إلى مرحلة جديدة من العمل الحراكي الثوري الممنهج الذي يجتذب الكفاءات والقدرات الجنوبية المعطلة والتي في الغالب ماتستفيد منها القوى السياسية في صنعاء ، إلى جانب ان الجنوب ووفق المتغيرات المتسارعة بات بحاجة حملة توعوية ممنهجة تصنعها كفاءات احترافية مقتدرة ، وترتكز على أسس وموروثات تاريخية وثقافية ودينية مازالت غائبة وتجهلها حتى الكثير من النخب السياسية ، والتي لو تمت والتي لو تمت وفق المنهجية المدروسة المرتجاة لتغيرت الكثير من الحقائق والأساليب والغايات على ارض الواقع. ان أهم ماينبغي ان يركز عليه الجنوبيون ، هو عدم الانجرار وراء ماتبثه بعض القنوات العربية من تغطيات إعلامية تستند على خطاب ومواقف القوى المتصارعة في صنعاء، للجنوب خطابه وقضيته العادلة ، وعلى الجنوبيين ان لايكونوا بعيدين عما يجري في صنعاء ، وان يتمسكوا بكل الممكنات التي تخدم قضيتهم بغض النظر عن إي متغيرات، على اعتبار ان الأمر الذي يجري في صنعاء طبيعي جدا وفق معايير الصراع السياسي والثقافي والديني المتراكم بين القوى الشمالية منذ أكثر من 50 عاما . فمايجري في صنعاء لايقلق أبناء الجنوب على الإطلاق بقدر مايقلق القوى المتصارعة على السلطة والثروة في الشمال ، كما ان هذا القلق يمتد إلى تحالفات إقليمية إستراتيجية ويظهر ذلك جليا في تغطيات بعض القنوات الإخبارية العربية والتي لاتحتاج إلى حصيف لفهمها. والخلاصة انه في كل الأحوال والمتغيرات في صنعاء ومهما كان حجمها، فان على الجنوبيين قراءة أنفسهم أولا ، وإعادة النظر في أدواتهم وأساليبهم وتحالفاتهم ، وعدم الانجرار وراء إي مواقف أو سلوكيات من إي طرف كان لإقحام الجنوب في هذه الصراعات ، ولكن من المستحسن ان يتواجد الجنوبيين وسط هذه المتغيرات بما يفيد ويخدم القضية والناس، باعتبار ذلك من ضمن الممكنات التي في متناول أياديهم ، إلى ان تتغير المعادلات على الأرض وفي العقول والقدرات الفكرية والسياسية والإعلامية. بدوره يرى الكاتب محمد علي راجح ان الحل يكمن في قوله :" على الجنوبيين التعامل مع مستجدات المشهد السياسي العقل و المنطق و عدم التسرع إصدار الأحكام حتى تعرف النوايا الصادقة تجاه الالتزام بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني شأن القضية الجنوبية. الصحفي والناشط الحقوقي نجيب محفوظ بدوره قال :" أمنياً يجب تسليم الجانب الأمني للجان الشعبية الجنوبية وبمعاونة السلطات العسكرية في المحافظات الجنوبية. كما يجب على القيادات السياسية الجنوبية بشكل عام بمختلف انتماءاتهم السياسية والثورية القيام وعلى وجه السرعة إلى تشكيل تنسيقية تضم فيها كل الأحزاب السياسية والمكونات الثورية ويكون هذا بالتنسيق مع السلطات المحلية في المحافظات الجنوبية أو تجاوزهم في حال لم يوافقوا.. ثم يتم عن إعلان دستوري خاص بالجنوب.
القيادي في الحراك الجنوبي "علي باثواب" قال بدوره :" ماقامت به جماعة الحوثي مؤخرا مرفوض رفضاً قاطعاً وسنقاومه بما نملك من وسائل مشروعه .. الحراك الجنوبي هدفه واضح وهو التحرير والاستقلال واستعادة الأرض والهوية وبناء دولة الجنوب الجديدة. وعلى الدول الإقليمية والدولية الالتفات وإنصاف ثورة شعب الجنوب التحررية وتابع بالقول :" على السلطة المحلية بالعاصمة عدن اتخاذ موقف مماثل مع موقف محافظه حضرموت التي أعلنت رفضها والتعامل مع اعلان الحوثيين كذلك بقيه محافظات الجنوب والترتيبات فيما بين محافظات الجنوب العربي .. والتنسيق الفوري والسريع مع قيادات الحراك الجنوبي للسيطرة على الأرض وتأمين الجنوب أمنيا وإغلاق الحدود . والا فانهم يتحملوا المسئولية التاريخية أمام شعبهم بحكم الإمكانيات المالية والعسكرية التي تحت أيديهم. كذلك نناشد دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية التدخل السريع لإنقاذ الموقف وإنصاف ثورة شعب الجنوب التحررية .. كفاية تجاهل لعده سنوات.