أشاع الإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثيون في اليمن وجرى شبه إجماع إقليمي ودولي بشأن اعتباره انقلابا على الشرعية، حالة من التشاؤم والخوف من دخول اليمن مرحلة خطرة من الفوضى العارمة، بدأت ملامحها تلوح مع تأكيد مناطق كثيرة رفضها الإذعان لسلطة الحوثيين واستعدادها لمقاومتهم بقوة السلاح بالتزامن مع الرفض الشعبي الواسع للإعلان. وبدأ الحوثيون يواجهون مقاومة شديدة من باقي المكونات السياسية والقبلية لليمن، فضلا عن الرفض الإقليمي والدولي لما أقدموا عليه من محاولة لتغيير ملامح السلطة والاستيلاء عليها. وساد أمس التوتر في أغلب المناطق اليمنية وخصوصا في جنوب وجنوب شرق البلاد حيث أكدت السلطات المحلية عدم الاعتراف بالسلطة التي يفرضها الحوثيون. وفي مأرب الغنية بالنفط وسط البلاد، شرق العاصمة صنعاء، أعلن نائب المحافظ عبدالواحد نمران أن شيوخ القبائل يعارضون بقوة الإعلان الدستوري وأنهم يتشاورون حول سبل مواجهة أي تطورات. ومن جهته دعا مجلس شباب الثورة السلمية كل اليمنيين ودول الخليج والعالم أجمع إلى عدم الاعتراف بهذا الانقلاب وإدانته. ومن جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إلى إعادة شرعية الرئيس اليمني محذّرا من أن الوضع في اليمن يتدهور بشكل خطير.
بان كي مون: الوضع يتدهور ولا بد من إعادة شرعية الرئيس هادي
وقال بان كي مون من العاصمة السعودية الرياض حيث أجرى محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحيث التقى أيضا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي إنّه يجب أن تتم إعادة شرعية الرئيس هادي، معربا عن القلق إزاء قيام الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح بتقويض عملية الانتقال السياسي في اليمن. ويبدو اليمن أمام مخاطر متزايدة لاندلاع العنف، حيث رفضت محافظة مأرب الإذعان لسلطة الحوثيين، وبدأ رفضها يأخذ طابعا منظما مع الإعلان آخر الأسبوع الماضي عن إنشاء ما يشبه الهيكلة العسكرية الخاصة بالمحافظة للتصدي لأي محاولة من الحوثيين لاقتحام المحافظة الغنية بالنفط. ووصف أمس بيان صادر عن الاجتماع الموسع للجنة الأمنية والسلطة المحلية بالمحافظة برئاسة محافظ المحافظة سلطان العرادة ما قام به الحوثيون ب”الانقلاب الواضح على الجمهورية والوحدة اليمنية”. وقال خبيران يمنيان إنّ الإعلان الدستوري الذي أصدرته جماعة أنصار الله الحوثية، الجمعة الماضية، يفتح صفحة جديدة من العنف والفوضى وتشظي البلاد. وقال عبدالناصر المودع، المحلل السياسي اليمني، “إن إعلان الحوثي الأخير، يفتح صفحة جديدة في اليمن عنوانها العنف والفوضى؛ فحركة الحوثي ليست سوى مشروع للاحتراب الداخلي. وقال ياسين التميمي الكاتب والمحلل السياسي إن الإعلان الحوثي تم تنفيذا لإملاءات إيرانية واضحة، وعكس في مضمونه ضحالة سياسية وفكرية، مما يعزز الاعتقاد بأن الميليشيا المسلحة هي أداة في لعبة الصراع الإقليمية.