المتابع للشؤون السياسية اليمنية قد لايستوعب ما يحدث فيها فهي لاتخضع لقوانين علم السياسة او الاجتماع لأننا حالة فريده ومعادلة صعبه فأنت لنًتعرف ماهو الثابت في السياسة وماهو المتغير بالدولة والمعلوم ان المتغير وسيلة لتحقيق الثابت لكن في الحالة اليمنية تشابكت الخطوط وافترقت المصالح فيما الوسائل أصبحت واحدة وعلى مااعتقد ان هادي قد اصطدم بالتيار القوي المناهض لقيام ريح الدولة فظلا عن الدولة والذي اختزل الدولة لنفسه وكانت الجارة هي الداعمة الأكبر له وهو كان يقود حروب هنا وهناك بالوكاله مره باسم دحر الشيوعيه ومرة باسم دحر الناصرية .
وهذا التيار متغلغل في الجيش وليس في الدولة فحسب فإذا استطاع صالح ان يلعب مع الثعابين ويلهيهم بمزامير حرب الجنوب 94 وقبلها حرب المناطق الوسطى ومره يشارك معهم السلطة ومره يتفق مع قيادتها بالغنائم ويترك القواعد للذهاب المعارضه الا ان قضيه التوريث لابنه هي قد شقت ذلك الاتفاق وخصوصا بروز جيل من قيادات تلك التيار من ترفض التوريث ليس كفكرة ولكن لمن ؟
ومع بروز رياح الثورات العربية انقلبت عليه وخرجت بفرقها العسكريه وهذا قسم الولاءات الى طرفان وأضعف صالح مما أدى الى تسليمه السلطة مكرها بعد حرقه في تفجير المسجد الرئاسي ومن المعروف ان صالح شخصيه حقوده جداً ولكنها لاتستعجل الانتقام فقد ارتى ان يتفق اولا مع هادي بعد محادثات وخصوصا ان هذا التيار المتشدد الفاسد قد بداء يفرض شروطه على الرئيس الجديد وشكل حجر عثره في تطبيق المبادرة الخليجيه العرجاء أصلا كذلك عنجهيته فرضت على هادي الاتفاق مع صالح ولكن كيف والجيش مدمر ومنقسم والجنوب يشتعل انفصالا ولم يعد مقبولا رؤية جنود اللواء الثلاثين وهم كمحتلين كما يراهم الجنوبيين يجوبون الشوارع او في النقاط لذا كان لابد من استجلاب تيار يرى حمل السلاح جزء من مشروعيته السياسية بحكم دخوله حروب سته مع الدولة وكان من الصعب استحداث تيار جديد مسلح والا حسبت ظد او معا هادي فكان الخيار ذلك التيار الصاعد وهو الحوثي فكانوكبش الفداء الاول دماج ثم القشبيبي ثم انقلاب صنعاء والمعروف ان أنصار الله لم يكونوا يحلمون ان يدخلوا صنعاء مكبرين وجاءت للفرصه وتم تقويتهم بالطابور الخامس من صالح بمباركة دوليه للقضاء على التيار الاسلامي وعناصره في الجيش وكما يبدو انه تم الاتفاق على تحييد ماتبقى من قطع الجيش في هذا الصراع المفتعل .
واقتصد الامر على الوحدات ذات الانتماء والولاء لذلك التيار المقصود الذي لم يهمه التغيير السياسي في نظام الحكم يقدر تغيير صالح فقط والسيطره على مفاصل الدولة وهذا لم يكن ملائما للمجتمع الدولي والاقليمي مما كان سابقا بل راعيا له في فترات الحرب الباردة.
لذا كان لابد من البحث عن قوة صاعدة تستطيع لعب دور المحلل في القضاء على ذاك التيار ولابأس من التنازل عن بعض المكاسب الموقتة وكان ذاك التيار الحوثي الذي ادخل برنامج الحوار الوطني ثم السكوت عن تسليحه من بل مساعدته في ذلك وخصوصا ان ذلك التيار مهما اكتسب من منجزات في الدولة فهو لن يستطيع حكم اليمن منفردا لطبيعته المذهبيه وأدبياته التي تنفر الشعب ذات الاغلبيه الشافعية لذا كان الخيار الأفضل .
وحتى تتم تصفية رموز الثورة او لنقل المستفيدون من الثورة من احزاب اللقاء المشترك كان لابد من افتعال قضية دستورية بانسحاب الرئيس من الدولة والإعلان الدستوري ولمعرفة رد تلك الأحزاب المحنطة التي فقدت الصله بقواعدها بدخولها المبادرة الخليجية ثم اتفاق السلم والشراكة فكان لابد من تعريتها وارباكها بتلك الخطوة فالمتتبع لتلك الأحزاب فإنها فاقده للزخم الجماهيري التي كانت تمتلكه اثناء الاحتجاجات وبالذات الإصلاح والناصري والاشتراكي الفاسد أصلا وهذا ماعرته الخطوات التي اتبعت استقالة الرئيس هادي اما مايحصل في الجنوب الان فهو اتفاق بين صالح وهادي والحوثيون بان يسيطر علو الجنوب اللجان الشعبيه المؤيدة وتحت رعاية هادي حتى يضمن عدم خوض الجنوب في معمعه شمالية جنوبية وهذا ماكان يرجح عليه الحراك السلمي الجنوبي فكانت اللجان الجنوبية الشعبيه هي تلعب ذلك الدور بدلا من القوات الشمالية التي من الممكن تثير استفزاز الجنوبيون وخصوصا لعلمهم ان صنعاء متخبطة في صراعها السياسي .
السناريوا المحتمل هو اعلان دستوري في مجلس رئاسي وعودة هادي برئاسة المجلس لفترة انتقالية وتنظيم انتخابات رئاسية ويرلمانيه تسمح بعودة من يمثل النظام القديم بسيسي يمني واختفاء التيار الاسلامي او تحجيمه على الأقل بعض المكاسب الحوثية هنا وهناك ودخولهم الانتخابات التي من المرجح سيفشلون بها اما الجنوب فمهما تعالت الأصوات و قدم من التضحيات فلا الوقت مناسب ولا الرغبه السياسية لدى جميع الفرقاء السياسيون في الشمال على الانفصال ابداء هذة حقيقة وثابته لدى هادي وماكتبنه هنا هوًالمتغيير عنده.