حذر خبيران خليجيان من مخاطر ترك الدولة اليمنية فريسة لجماعة الحوثي، وأكدا ل «عكاظ»، أن هذه الميليشيات الانقلابية تأخذ اليمن إلى نفق مظلم، ربما ينتهي بحرب أهلية طاحنة، تؤدي إلى تفتيت وتقسيم اليمن إلى دويلات صغيرة وضعيفة. ودعوا إلى سرعة التحرك الإقليمي والدولي قبل أن يفوت الأوان. وأكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات الدكتور عبدالخالق عبدالله، أن ما جرى في اليمن ليس انقلابا على الشرعية فقط، بل عمل جبان ومشبوه من جهة لا يؤتمن لها إطلاقا ولا يمكن الإقرار لها بالاستيلاء على مؤسسات الدولة. وحذر من أن ميليشيات الحوثي سوف تأخذ اليمن إلى مصير مجهول ومظلم وربما تسوقه إلى حرب أهلية طاحنة قد تؤدي إلى تفكك الدولة اليمنية إلى دويلات صغيرة في الشمال والشرق والغرب والجنوب. ونوه بالبيان الصادر عن دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرا أنه جاء واضحا وحاسما ورافضا لهذا الانقلاب المشبوه، وشدد عبد الخالق على أنه حان الوقت للتحرك سريعا وبشكل حاسم لوضع حد للانقلاب الحوثي. وأفاد أن الأنظار تتجه إلى المملكة كونها صاحبة القرار الأقوى في المنطقة وصاحبة النفوذ السياسي والاقتصادي على المستويين الإقليمي والدولي، إذ أن أي قرار أو تحرك تتخذه المملكة سوف يجد له أصداء واسعة على المستويين الإقليمي والدولي. من جهته، رأى الباحث السياسي الكويتي الدكتور عبدالهادي العجمي، أن أنصار الحوثي جماعة فاشلة وتمثل خطرا ليس على اليمن فحسب بل على المنطقة، وحذر من خطورة ترك اليمن فريسة لهم، إذ أنه في ظل الانهيار المؤسسي للدولة فإنهم يخططون للتحكم في معابر النفط والاقتصاد من بحر العرب حتى مضيق باب المندب. وأضاف أن الحوثي خطط منذ البداية لتخريب المبادرة الخليجية في سبيل تنفيذ أجندته السياسية والعسكرية، بمساعدة ومؤامرة من الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وأفاد العجمي، أن الموقف الآن أصبح لا يحتمل الانتظار، وعلى دول الخليج أن تتحرك بفاعلية أكثر لدعم القوى السياسة المناوئة للحوثي وتقديم الدعم لها، قبل أن يصبح الانقلاب أمرا واقعا. تعليقات القراء 148895 [1] من الصحافه نت الأربعاء 11 فبراير 2015 سامر | عدن في الوقت الذي تجري فيه الأطراف السياسية جولة جديدة من الحوارات برعاية من الأممالمتحدة، بصنعاء، تمكنت جماعة الحوثيين (أنصار الله) من السيطرة على المحافظة البيضاء وسط اليمن، أمس، تحت غطاء قوات الجيش والأمن، لتنضم إلى عشر محافظات في شمال البلاد التي باتت تحت سيطرة مسلحيها، وسط توقعات باعتزام الحوثيين التقدم باتجاه الجنوب الذي تفصله عن المحافظات الشمالية مدينة البيضاء. وذكرت مصادر محلية وشهود عيان ل«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين سيطروا على البيضاء من دون مقاومة، وبمساندة من قوات الجيش من اللواء 139 مشاة، واللواء 117 الذي انتقل من صعدة إلى البيضاء قبل شهور، إضافة إلى قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي). وأوضحت المصادر، أن مدينة البيضاء عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم، باتت تحت سيطرة الحوثيين، الذين نشروا مسلحيهم في شوارع المدينة والمقرات الحكومية والأمنية والمواقع المطلة على المدينة. وقالت المصادر، إن «سكان المدينة فوجئوا صباح أمس بحملة عسكرية مصحوبة بالدبابات والمدافع الثقيلة والعربات العسكرية تنتشر في شوارع المدينة، والمواقع التابعة للجيش وأجهزة الأمن، في المواقع المطلة على المدخل الشمالي لمدينة البيضاء، وتمركزت الحملة العسكرية في معسكر قوات الأمن الخاصة». ولم ينتظر مسلحو القبائل طويلا، إذ شنوا هجوما مباغتا على عربات وأطقم عسكرية تابعة للحوثيين داخل المدينة، وأسفر الهجوم عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم. وأوضح شهود عيان، أن المسلحين فجروا عربتين من نوع «هامر»، وأحرقوا طاقمين، مستخدمين عبوات ناسفة وقذائف صاروخية من نوع (آر بي جي)، واندلعت بعدها مواجهات متقطعة وسط المدينة وبالقرب من إدارة الأمن. وتعتبر البيضاء بوابة المحافظات الجنوبية، والتي كانت منطقة مكيراس التابعة لها منطقة حدودية تفصل ما كان يسمى اليمن الشمالي باليمن الجنوبي، وهذه هي المحافظة ال11 التي يسيطر عليها الحوثيون منذ اقتحامهم العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر (أيلول) 2014، لتنضم إلى محافظات شمالية هي: صعدة، عمران، حجة، صنعاء، ذمار، الحديدة، إب، ريمة، وأجزاء من الجوف، وقد بدأت فيها المعارك قبل خمسة شهور بعد مهاجمة الحوثيين لمناطق في المحافظة، في مدينة رداع، وقيفة رداع، ويكلا، وذي ناعم، وبلدة ولد ربيع، وهو ما أجبر قبائل المنطقة على التحالف مع مسلحين من جماعة أنصار الشرعية التابعة لتنظيم القاعدة، وخاضوا معهم معارك استنزاف أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، وبحسب مصادر محلية فقد ساندت قوات من الجيش الحوثيين، إضافة إلى الطائرات من دون طيار الأميركية التي مثلت غطاء جويا للحوثيين، وتمكنت من قتل زعماء قبليين موالين ل«القاعدة»، وقد غادر محافظ البيضاء، الطاهر الشدادي، المحافظة منذ منتصف العام الماضي، والذي يعتبر من أهم قيادات الجيش التي ساندت الثورة الشبابية عام 2011. وقد حذر باحثون ومراقبون من خطورة استمرار معارك الحوثيين، وقال الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، سعيد عبيد الجمحي، إن «المخطط الحوثي، سيدخل اليمن في سلسلة من الحروب والاقتتال الداخلي، وستعيش خلاله البلاد أوضاعا بالغة الخطورة، لا تقل خطورتها عما يجري في سوريا»، مشيرا إلى أن ذلك «سيستدعى معه مئات المقاتلين من أصقاع العالم وستصبح اليمن بؤرة مفتوحة للصراع الذي يهدد الأمن الخليجي، ويحقق في نفس الوقت مصالح استراتيجية للولايات المتحدة الأميركية، ولحلفائهم الإيرانيين».، وقال الجمحي في تصريح ل«الشرق الأوسط»: «إن سيطرة الحوثيين على محافظة البيضاء، يأتي ضمن تنفيذ خارطة طريق خاصة بهم، لابتلاع ما تبقى من البلاد، في ظل ازدواجيتهم في الطرح، بممارسة العمل العسكري بالتوازي بالجلوس على طاولة الحوار والمفاوضات السياسية»، مشيرا إلى أن قبولهم العودة إلى المفاوضات، هو تكتيك رحلي يمنحهم مزيدًا من التوسع على الأرض، مضيفا أن «الهدف الذي يسعى إليه الحوثي هو البحث عن منافذ للوصول إلى المحافظات الجنوبية، والتي تعد البيضاء المدخل الأنسب، حيث يمكنه من خلالها التوغل إلى شبوة المحافظة النفطية، ومحاصرة محافظة مأرب جهة الجنوب والشرق». وقال: «مأرب هي المحافظة التي استعصت على التوسع الحوثي، لذا توجه الحوثي نحو البيضاء، التي يتوافر لديهم مبرر يجيدون استخدامه، وهو محاربة تنظيم القاعدة، ومن خلاله يغازلون الولايات المتحدة، والتي باتت تغض النظر عن التمدد الحوثي وجميع الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة». وعد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية «دخول الحوثي محافظة البيضاء، هو بمثابة دخول عش الدبابير الذي سيفتح عليهم ما لم يتوقعونه بحرب طويلة المدى لن تكون لصالحهم». وأكد الجمحي، أن الحوثيين «يعتقدون أن استيلاءهم على محافظتي شبوة وحضرموت، النفطيتين، سيسهل لهم بسط سيطرتهم وإخضاع بقية المحافظات الجنوبية المتبقية، حيث تمثل هاتان المحافظتان الرافد الاقتصادي الأساس والذي بواسطته سيتم خنق الجنوب واستسلامه».